ماهي بنية المقامة
هناك عدد كبير جدًا من الألوان الأدبية واللغوية التي يستخدمها الكتاب والشعراء العرب للتعبير عن الأحداث والمواقف المختلفة التي يتعرضون لها، سواء كانت عامة أو خاصة، ومنها النثر والشعر والمقامة، وتتميز كل منها بخصائص مميزة ومختلفة عن الألوان الأدبية الأخرى .
تعريف المقامة
المقامة هي فن أدبي ولغوي مهم في اللغة العربية، حيث تساعد على نقل القصص والأحداث، ولكن يختلف شكلها عن القصة بخصائصها المميزة في البلاغة والمفردات والعبارات، وغالبا ما تكون حكايات خيالية .
بنية المقامة
“تتضمن بنية المقامة مجموعة من العناصر الأساسية التي تحدد شكلها بشكل أساسي
الراوي
الراوي هو الشخص المعني برواية المقامة ، ويكون هذا الراوي شخصية واحدة متكررة في كل المقامات الخاصة بالمؤلف ، وعلى سبيل المثال ؛ فإن المقامات الخاصة ببديع الزمان الهمذاني كان الشخص الراوي لها هو ( عيسى بن هشام ) ، والوظيفة الأساسية لهذا الراوي هو نقل الأحداث التي تقع داخل المقامة من خلال متابعتها والتعرف بشكل كبير على مواصفات وشخصية بطل المقامة ودور هذا البطل وتأثيره في الأحداث ، وفي بعض الأحيان ؛ قد نجد رأي الراوي في بعض التصرفات التي يقوم بها البطل لا سيما الخاصة بالأخلاق والسلوكيات العامة .
البطل
أما بطل المقامة ؛ فهو ذلك الشخص الذي تقوم عليه كل أحداث المُقامة ، ودائمًا ما ينتهي كل حدث داخل المقامة بانتصار هذا البطل ، وهو أيضًا يكون شخصية واحدة تتكرر في جميع المقامات الخاصة بمؤلف واحد، وفي مقامات بديع الزمان الهمذاني ؛ كان البطل يحمل اسم ( أبو الفتح الاسكندراني ) ، وكان هو البطل المحوري في المقامة الذي تقوم عليه كل القصص والأحداث ، وكان أبو الفتح الاسكندراني شخصية مخادعة ومحتالة تعمل دائمًا على الاستيلاء على أموال الآخرين .
القصة
أما القصة؛ فهي الأحداث الرئيسية التي تدور حولها القصة، وترتبط بالراوي والبطل وجميع الشخصيات الأخرى داخل القصة، وغالبا ما تكون تلك القصص مضحكة أو تحمل طابعا هزليا أو تكون نكتة أو أي سلوك إنساني سواء كان لغويا أو أدبيا أو بلاغيا، وتنتهي القصة مع نهاية أحداثها وتصل إلى نتيجة نهائية .
خصائص المقامة
هناك “مجموعة من خصائص المقامة” تميزها عن باقي “الألوان الأدبية واللغوية الأخرى”، مثل:
يجب أن يتضمن نص المقامة الأساليب البلاغية المميزة في اللفظ والمعنى، والتي تمنح النص شكلا مميزا ومختلفا، مثل استخدام التشبيه والاستعارة الكاملة أو الناقصة، والتكرار الصوتي وغيرها .
تتميز المقامة دائمًا بوجود ألفاظ غريبة نوعًا ما، حيث تكون هذه الألفاظ جديدة على مسامع القارئ أو المستمع .
تتضمن المقامة أيضًا عددًا من الفوائد والمواعظ والحكم الخاصة بقضية محددة تتناولها هذه المقامة .
يجب على الكاتب اختيار شخصية لتكون الراوي وأخرى لتكون البطل، ويجب أن تبقى هذه الشخصيات ثابتة طوال المقامة وفي المقامات الأخرى التي يصفها الكاتب .
إحدى خصائص المقامات هي أنها تهتم دائمًا بإثراء الروح اللغوية والأدبية لدى القراء، وخاصة محبي قراءة المقامات بشكل دائم .