ما هو منظور عين الطائر
منظور العين الطائرة يعني النظر إلى المنظر من مكان مرتفع، حيث يمكن رؤية المشهد من الأعلى كما لو كنت طائرا يحلق ويراقب المنظر من الأعلى. ولذلك يطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه منظور الطائر المحلق. يستخدم مصطلح المنظور الجوي في بعض الحالات كمرادف لهذا المنظور، ولكن في الواقع، منظور العين الطائرة يشير إلى ارتفاع أقل من المنظور الجوي.
هذا المنظور له فوائد عديدة سواء في الفن التصويري أو التصوير الفوتوغرافي أو الرسم الهندسي، وعادة ما تكون صورة عين الطائر مائلة بزاوية 40 درجة وليست تمامًا على مستوى الهدف.
يتم استخدام هذا الزاوية لتقديم صورة شاملة للمشهد من الأعلى، ويتم استخدام هذه الزاوية بشكل شائع في بث الأحداث الرياضية، كما أنها شائعة في ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية، وخاصة ألعاب أرض المعركة حيث يحتاج اللاعب إلى رؤية أوسع لأرض المعركة.
منظور عين الطائر في التصوير الفوتوغرافي
في التصوير الفوتوغرافي، يشير المنظور إلى الموضع الذي تنظر منه الكاميرا إلى المشهد، ويمكن أن يكون هذا المنظور على مستوى العين، ولا توجد قواعد دقيقة في هذا الشأن في التصوير الفوتوغرافي على عكس التصوير الفني، حيث لا توجد قواعد تحدد الارتفاع الذي يجب أن يتم التصوير منه.
غالبا ما يستخدم المصورون الفوتوغرافيون هذا الزاوية لالتقاط الصور من أعلى، مثل الصور التي يتم التقاطها من الطائرات أو الدرون، ومع ذلك، لا يحتاج المصور بالضرورة إلى استئجار طائرة لالتقاط صورة من أعلى للشكل، بل يمكنه الوقوف على سلم ليتمكن من رؤية المشهد.
مثلًا للتصوير الفني، يستخدم معظم المصورين هذا المنظور لالتقاط صور للمناظر الطبيعية أو لتصوير المدن من أعلى، إلا أن بعض المصورين يستخدمون هذا المنظور بطرق إبداعية، ومنفوائد استخدام هذا المنظور في التصوير الفوتوغرافي تشمل:
- يعطي شعور بقوة المشهد
يمكن أن تجعل زوايا التقاط الصور تعطي انطباعًا بأن المشاهد ينظر من أعلى ويشعر بالقوة والتفوق على الهدف، وذلك بما يشبه بطل خارق ينظر من فوق.
استخدام زاوية الرؤية العالية في التصوير يعطي انطباعًا بحجم الجمهور ويجعل المشاهد يشعر وكأنه يقف فوقهم، وفي بعض الأحيان يعطي انطباعًا بأن المشاهد يحمي الجمهور الموجود تحته، وذلك يعتمد على موضوع الصورة أو الفيديو.
- تسلط الضوء على الطابع الفريد للمنظر الطبيعي
عندما تسير على الشاطئ أو في الغابة، ترى الأشياء من منظورك الخاص، ولكن عندما تنظر إلى المناطق الطبيعية من فوق، ستجد تكوينات فريدة لا يمكنك إدراكها من مستوى بصرك، مثل تكوينات غابات الصنوبر أو الأمواج والدوامات.
- مثالي لتصوير المباني
غالبا ما يكون شكل المباني من الأعلى مثيرا للاهتمام أكثر من رؤيتها من سطح الأرض، ويعكس التناغم الحضري في المدن. حتى إذا كان تخطيط المدينة جيدا، فإنك لن تستطيع ملاحظة ذلك بشكل جيد من سطح الأرض. على سبيل المثال، عند نظرك إلى جزيرة نخلة الجميرة في دبي وأنت تتجول فيها، قد تبدو لك مكانا رائعا بتصميم جيد، ولكن ربما لن يظهر التصميم المتكامل الذي يصور شكل شجرة النخيل إلا عند التصوير من منظور الطائرة أو من الجو.
أنواع المنظور في الرسم
في الفن، يستخدم الفنانون ثلاثة أنواع من المنظور لجعل الصورة تبدو أكثر عمقًا، وهي:
المنظور الخطي
هو الأسلوب الذي يتم به قياس المسافة وتمثيلها في الرسم باستخدام المنظور الخطي، حيث يظهر الأشياء القريبة من العارض بحجم أكبر من نفس الجسم الذي يراه المرء من مسافة بعيدة، ويتم قياسه باستخدام خط أفقي ونقطة اختفاء (أو أكثر)، ويتم رسم جميع هذه الخطوط القطرية.
عند النظر إلى رسم أفقي من منظور خطي صحيح، عادة ما يكون من الصعب تفسير تلك الأشجار الصغيرة التي تظهر على بعد كبير.
المنظور الهوائي
هي الطريقة التي يؤثر بها الهواء على الأشياء القريبة والبعيدة، وفي هذا السياق، الكائنات البعيدة أقل تحديدا وأقل تفصيلا من الكائنات القريبة، ويوجد فروقات أقل في الإضاءة بين الأضواء والظلمة عند رسم كائن بعيد.
المنظور اللوني
هو الطريقة التي تؤثر بها المسافة على مظهر الألوان، حيث تكون الألوان التي يتم عرضها من مسافة بعيدة غامقة أو أكثر رمادية من نفس اللون الذي يتم عرضه من مكان قريب.
بالنسبة لفنان المناظر الطبيعية، فإن هذه الأنواع الثلاثة من المنظور تعني أنه عند رسم الشجرة نفسها، ستكون هناك تفاوتات. فعند رؤية الشجرة من قرب، ستظهر بحجم أكبر (منظور خطي)، ولكن ستفقد بعض التفاصيل (منظور جوي) وتكون ألوانها أقل تشبعا (منظور لوني) مقارنة بالشجرة الموجودة بعيدا في الرسم.
جميع هذه العناصر الثلاثة ضرورية للحصول على عمق تصويري مذهل.
أهمية منظور عين الطائر في الرسم الفني
على الرغم من أن العمق التصويري مهم لجميع أنواع الأعمال الفنية، إلا أنه يعد مهمة بشكل خاص في رسم المناظر الطبيعية، حيث يتيح العمق التصويري للأشجار والجبال والسماء الجميلة أن تبدو أكثر حيوية وجاذبية.
لذلك، تصحيح منظور المصور أو الرسام أمر أساسي لإضافة العمق عند رسم أي لوحة تحتوي على مناظر طبيعية بشكل خاص.
تعني منظور عين الطائر في الرسم تصوير الكائن المراد رسمه من الأعلى، تمامًا كما لو كنت تنظر إليه من شاهد عين طائر يراقبه من الأعلى، ويضيف ذلك بعدًا إضافيًا للرسم لإظهار عمقه وواقعيته.
يمكن للفنان الاستفادة من منظور عين الطائر لتخيل ملامح المناظر الطبيعية المراد رسمها من الأعلى وتمثيلها في “خريطة” مرئية وكأنها تم رؤيتها من الأعلى، مما يجعل من السهل بشكل كبير تفسير كيفية ظهور عناصر المناظر الطبيعية ببعضها البعض.
باختصار، إن رؤية العالم من منظور عين الطائر تجعل من الأسهل تصور كيفية تغيير المنظورات الثلاثة للأشياء (الخطية والهوائية واللونية) أكثر من تصور تلك الأشياء من الأرض.
سيكون من السهل على الفنان في هذا الصدد تحديد موقع الأشياء في أجزاء الرسم الثلاثة، والتي تشمل المنطقة الأمامية والمنطقة الوسطى وخلفية الرسم.
مثال لمنظور عين الطائر
عند تحويل هذا المنظر الطبيعي إلى رسم، اتبع الفنان الخطوات التالية:
يتم رسم عناصر المناظر الطبيعية بقلم رصاص أولاً بأي ترتيب في الصورة.
يهدف منظور الطائر إلى تزويدك بمنظور مختلف عن سطح الأرض الذي تعرفه، لذلك يجب أن تبدأ في رسم تصميمك على ورقة جديدة كما لو كنت تطل عليه من الجو.
حتى إذا لم تكن دقيقة بنسبة 100٪، فإن رؤية كيفية ارتباط صف من الأشجار في الخلفية بالحقل أمامها ومقدار الحقل الموجود بين أشجار الخلفية والأشجار الأمامية يدمج في الذهن فكرة الفضاء الخطي، حيث يمكن رؤية أن الأشجار في الخلفية بعيدة جدا عن الشجرة الموجودة على اليمين، وأن هذه الشجرة أبعد قليلا من الأشجار على اليسار، وأبعد قليلا من العشب الموجود بجانب الطريق.