اسئلة تشخيص الحالة النفسية
جميعنا نواجه بعض الاضطرابات النفسية بطرق مختلفة، حيث قد نشعر بالقلق أحيانا أو الشك أو الخوف أو الغرور والتفاخر. جميعها أشكال وأعراض لمشاكل نفسية، ولكن لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا مرضى نفسيين بسبب هذه المشاكل البسيطة. ومع ذلك، قد يزداد حدة هذه الحالات وتتفاقم وتصبح خطيرة بالنسبة للفرد والأشخاص المحيطين به. في هذه الحالة، تتحول هذه الأحاسيس إلى مشكلة أكبر.
تعريف الحالة النفسية
تسبب هذه المتلازمة بعض الخلل في مشاعر وعواطف الشخص المصاب بها، وتؤثر على قدراته السلوكية والمعرفية، وهذا ينعكس بالطبع على حياته العلمية والتعليمية والاجتماعية بشكل عام.
هناك العديد من الأمراض النفسية التي يعاني منها الأشخاص بدرجات متفاوتة، وتعرف هذه الأمراض بالأمراض العقلية، ولعل أكثر هذه الأمراض شيوعاً، اضطرابات المزاج الفردية بما فيها الاكتئاب، واضطرابات القلق، والوسواس القهري، واضطرابات الأكل، والاضطرابات النفسية التي ترتبط بالتعرض للصدمات وضغوطات، والاضطرابات النفسية لدى الأطفال مثل فرط الحركة أو قصور في الانتباه.
أسئلة تساعد في تشخيص الحالة النفسة
يتم تشخيص حالة الفرد النفسية من خلال جمع بعض المعلومات وطرح بعض الأسئلة، حيث تبدأ بأسئلة عامة مثل السن والجنس والحالة الاجتماعية ومكان الإقامة والعمل أو الدراسة، وتعتبر هذه المعلومات مهمة للطبيب النفسي لفهم المريض بشكل أفضل، وعند طرح المزيد من الأسئلة يتم ربط هذه المعلومات الشخصية مع بعض المعلومات الأخرى المتعلقة بحالته النفسية ومشاكله.
يقوم الطبيب بعد ذلك بالتعرف على المشاكل الرئيسية التي يعاني منها المريض وتسجيل جميع المعلومات التي يقدمها المريض، ويجب التمييز بين المعلومات التي يحصل عليها الطبيب من أفراد عائلة المريض وتلك التي يحصل عليها من المريض نفسه.
يبدأ الطبيب بطرح بعض الأسئلة حول الحالة المرضية التي يشعر بها المريض، مع التأكد من الحصول على إجابات توضح الحالة التي يعاني منها بصورة كاملة، ليتمكن من التعرف على أعراض الحالة النفسية الشديدة التي يعاني منها المريض.
على سبيل المثال، إذا كانت مشكلة المريض هي الأرق، فإن الأرق يتفاوت من حالة إلى أخرى. على سبيل المثال، يتم سؤال المريض عن نوع الأرق الذي يعاني منه. هل كنت تنام في العاشرة مساء وتنام الآن في الثانية عشرة، أم كنت تستيقظ في السادسة صباحا وتستيقظ الآن في الثالثة فجرا؟ جمع هذه المعلومات من الأسئلة تعطي مؤشرات عن أنواع الأرق. في الحالة الأولى، يطلق على الحالة اسم `الأرق الأولي`، ويشير إلى أن المريض يعاني من القلق. أما الحالة الثانية، فيطلق عليها اسم `الأرق الثانوي`، ويشير إلى أن المريض يعاني من الاكتئاب.
يتم سؤال المريض عن تناوله أي نوع من المخدرات، أو إذا كان يتناول أدوية موصوفة له كعلاج لمرض معين، أو حتى إذا كان يتناول أدوية نفسية، لأن معظم الانتكاسات التي يعاني منها المرضى النفسيون تكون بسبب توقفهم المفاجئ عن تناول الأدوية النفسية الموصوفة لهم.
يتم سؤال المريض بعض الأسئلة حتى يتوصل الطبيب إلي التشخيص السليم، لما يعاني منه المريض، من هذه الأسئلة، سؤاله عن إقدامه على الانتحار، أو إذا فكر بقتل أي شخص، سؤاله عن شهيته في الآونة الأخيرة، وسؤاله عن كيف يرى طاقته ونشاطه، بالإضافة إلى سؤاله عن مدى تأثر علاقاته العملية والعلمية وعلاقاته الشخصية مع الناس بهذا المرض.
بناءً على هذه الأسئلة، يبدأ الطبيب النفسي في تشخيص الحالة النفسية والتعرف على المشاكل التي يواجهها المريض والسبب ونوع المرض النفسي الذي يعاني منه وكيفية علاجه.