تأثير التكنولوجيا الرقمية على الصحة العقلية للمراهقين
تتمتع التكنولوجيا الرقمية بالعديد من الفوائد الإيجابية التي يمكن تحقيقها بسهولة عن طريق التعرض والاستخدام المناسب لوسائط التكنولوجيا الرقمية للأطفال والمراهقين، ولكن على الرغم من هذه الفوائد الإيجابية، إلا أن هناك العديد من المخاوف المثيرة للقلق التي يجب الانتباه لها .
هناك العديد من الفوائد الإيجابية للتعرض والاستخدام المناسب لوسائل الإعلام عند الأطفال والشباب المراهقين ، ولكن تم تحديد عدد من المشكلات المتعلقة بالتأثير الإشكالي للوسائط والتكنولوجيا الرقمي بما في ذلك استخدام الإنترنت ، ولذلك يجب أن يدرك الأطباء أن الاستخدام الإشكالي للوسائط والتكنولوجيا الرقمية من الممكن أن يؤدي إلى عزلة اجتماعية كبيرة وانسحاب ، ويمكن أن يؤثر سلبًا على التطور الطبيعي .
تعريف التكنولوجيا الرقمية
تُعرّفوسائل التكنولوجيا الرقمية بشكل عام كوسيلة للاتصال الجماهيري، وتشمل عوامل البث والنشر والإنترنت والاتصال، وتستمر مجالات الوسائط في الزيادة بشكل كبير مع توفر التكنولوجيا الرقمية بسهولة أكبر .
أصبحت وسائل التكنولوجيا الرقمية مثل التواصل الاجتماعي وسيلة شائعة للاتصال والألعاب عبر الإنترنت والتي توفر وسيلة أخرى للتفاعل ، ويعد الوصول السريع إلى الاتصال الفوري هو القاعدة بشكل متزايد ، وقد أدى الوصول من مصادر محمولة للغاية إلى خلق مناخ يكون فيه الوصول المستمر إلى العالم الرقمي .
تأثير التكنولوجيا الرقمية على المراهقين
تعد التكنولوجيا الرقمية والمشاركة والوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت مهمة للمجتمع بأسره ، وهناك حاجة إلى تفاعل الجميع مع الوسائط والتكنولوجيا الرقمية بطريقة ذكية وآمنة ومسؤولة ، ومع ذلك هناك مشكلات محددة يجب مراعاتها بالنسبة للشباب المراهقين الذين يتعلمون التنقل في عالم الإنترنت في سن أصغر .
على الرغم من أن الأطفال والشباب هم الفئة التي يستفيدون بشكل كبير من العصر الرقمي وفوائده الإيجابية العديدة، إلا أنهم في نفس الوقت يتعرضون لخطر التعرض لمحتوى غير مناسب لعمرهم أو مواجهة البلطجة الإلكترونية أو فقدان خصوصيتهم .
من الضروري أن يكون المرء على دراية بتأثير الوسائط والتكنولوجيا الرقمية لتقديم المشورة والدعم بطريقة فعالة ومناسبة .
يجب أن يكون الأطباء النفسيون في وضع جيد للغاية للمساعدة في العمل مع الشباب المراهقين الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية حيث تلعب التكنولوجيا الرقمية والتجارب الإعلامية السلبية دوراً هام في ذلك ، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثير التعرض المفرط للتكنولوجيا الرقمية على التنمية والصحة العقلية للمراهقين .
الهواتف الذكية وعلاقتها بالصحة العقلية
على الرغم من العديد من الفوائد الواضحة حول التعرض للتكنولوجيا الرقمية والوسائط والاستخدام المناسب لها مثل الهواتف الذكية ، إلا أن هناك الكثير مما لا نعرفه ، وقد تم تحديد بعض المشكلات الواضحة والتي تتعلق بالتعرض المفرط للتكنولوجيا الرقمية المتمثلة في الهواتف الذكية على التنمية والصحة العقلية للشباب المراهقين .
أظهرت الدراسات العلمية أن المراهقين يقضون الكثير من ساعاتهم خلال اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هواتفهم، ويرتفع عدد تسجيل الدخول إلى 50 مرة في اليوم الواحد، وأظهرت الدراسة أيضا أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية يؤثر على احترام الذات، حيث يشعر اثنان من كل ثلاثة مراهقين بالضغط ليظهروا بحالة جيدة .
يتم التواصل مع العديد من الأشخاص الغرباء أو التواصل معهم عبر فيسبوك باستخدام الهواتف الذكية. ووفقا للدراسة، يحدث ذلك لنسبة 15٪ من مستخدمي فيسبوك يوميا. على الرغم من أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمراهقين غير معروف إلى حد كبير، إلا أن تشجيع استخدامها بشكل صحيح قد يساعد في تقليل التأثيرات الضارة .
أهمية الاهتمام بالصحة العقلية
تشهد المجتمعات تغييرات عميقة بفعل التطورات التكنولوجية الرقمية ووسائل الإعلام، وعلى الرغم من فوائدها إلا أنها تحمل معها تحديات ومخاطر كثيرة، لذلك يجب تقديم توصيات ضرورية للعناية بالصحة العقلية .
يدرك جميع المتخصصين في مجال الصحة العقلية وكذلك العاملين في مجالات الصحة والتعليم ذات الصلة الفوائد الإيجابية للتكنولوجيا الرقمية ويشجعون على استخدامها بطرق تعزز التنمية والرفاهية. تم تطوير أدوات تساعد الأشخاص على الوصول بثقة إلى موارد الصحة العقلية، مثل المواقع الإلكترونية والتطبيقات، لضمان توفر الموارد الجودة للأشخاص .
يجب أن يكون هناك وعي بأن استخدام الإنترنت بطريقة غير سليمة قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية كبيرة وانسحاب، وقد يؤثر سلبًا على التنمية العقلية، وعليهفإن الأطباء يجب أن يكونوا مستعدين لتقديم التوجيه والدعم عند الضرورة .
يجب توعية الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والعاملين مع الشباب حول الفوائد والمشاكل المحتملة المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الرقمية. يجب تشجيعهم على التعلم والاطلاع على هذه المسائل لملء فجوة المعرفة وتمكينهم من مساعدة الشباب في وضع حدود معقولة لاستخدام وسائل الإعلام التي تعزز تطورهم وتقلل من المشاكل .