متلازمة الميزوفونيا وكيف يمكن أن تدفع الناس للجنون
متلازمة الميزوفونيا أو الميسوفونيا هي اضطراب يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات قلبك واضطراب في عقلك يدفعك نحو الجنون عند سماع أصوات يمكن أن تكون عادية بالنسبة للآخرين، مثل صوت شخص يمضغ رقائق البطاطس بجانبك أو صوت حك الأظافر على الحائط، أو الشعور بالقلق والاضطراب عند سماع أصوات عالية، حيث يتجاوز صوتها حدود قدرتك على تحمله .
متلازمة الميزوفونيا
الميزوفونيا هي حالة حساسية الصوت الانتقائية، والأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يشعرون بمشاعر سلبية مثل القلق والغضب عند سماع بعض الأصوات مثل صوت مضغ الطعام، وصوت العلكة، والكتابة، والطنين، والتنفس، وغيرها، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة لم تحظ بمزيد من الأبحاث والدراسات، ولم تصنف رسميا كحالة نفسية أو عصبية، فإن علماء النفس الذين شاهدوا الأثر السلبي الذي تسببه هذه الحالة للمرضى ومن حولهم جعلهم يأخذونها على محمل الجد .
ويقول داميان دينيس أستاذ الطب النفسي في جامعة أمستردام أن بعض الناس ما زالوا يشككون فيما إذا كانت هذه المتلازمة اضطراب حقا أم لا، إلا أن المرضى يعون تماما أنها اضطراب خطير يمكن أن يسبب آثار سلبية، مثل حالات الطلاق، أو ترك العمل، أو إصابة الأطفال بسوء السلوك الذي يؤدي لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد .
أسباب الإصابة بمتلازمة ميزوفونيا
السبب الرئيسي وراء الإصابة بمتلازمة ميزوفونيا غير معروف تماما، ولكن يعتقد العلماء أن هذه المتلازمة تظهر بسبب الطريقة التي يقوم بها دماغ هؤلاء الأشخاص بمعالجة أصوات معينة. في دراسة صدرت في مايو 2019، قام داميان دينيس وزملاؤه بمراقبة أدمغة 21 شخصا يعانون من هذه المتلازمة و23 شخصا لا يعانون منها أثناء مشاهدتهم مقطع فيديو يحتوي على مجموعة من الأصوات الطبيعية والمفتعلة .
لاحظ فريق البحث في الدراسة أن الأشخاص المصابين بالميزوفونيا يظهرون استجابة مختلفة عن الآخرين عند سماع الأصوات، فعلى سبيل المثال، يشعرون بالسوء والغضب والاشمئزاز عند سماع التنفس العالي، وهذا يرافقه زيادة في معدل ضربات القلب وزيادة النشاط في الشبكة البارزة في الدماغ، وقد وجدت الدراسة نتائج مماثلة للدراسة التي أجريت العام الماضي، والتي أظهرت أن الروابط في مناطق المخ المسؤولة عن تنظيم العواطف والمشاعر تكون أقوى لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب .
وبالتالي استنتج العلماء من هذا أن الميزوفونيا تنتج بسبب اختلاف في عمل المحاور العصبية التي توجد في شبكات الدماغ، وهذا يتسبب في إدراك الدماغ لأصوات معينة بطريقة مختلفة، وتكوين مشاعر قلق وضيق تجاهها، أي أن المخ يتفاعل مع الأصوات العادية عند المصابين بهذا المرض مثل صوت مضغ الطعام بنفس الطريقة التي يتعامل بها المخ مع صوت مثل زئير الأسد عند الناس الأصحاء .
على الرغمِ من تشابهِ أعراض الميزوفوبيا لدى جميع الأشخاص، إلا أن هناك بعض الاختلافات أيضًا، حيثُ يشعرُ بعضُ المصابين بالميزوفونيا بالقلقِ تجاه صوتٍ ما، وفي حينٍ أن بعض الحالاتِ تشعرُ بالاشمئزازِ عندَ سماعه، يشعرُ آخرون بالغضبِ وهكذا وغيرها من الأعراض .
علاج الميزوفونيا
تستخدم الأطباء مجموعة من التقنيات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الميزوفونيا، ويعتمد نوع العلاج المستخدم في هذه المتلازمة على نوع الأعراض التي يعاني منها الشخص، فمثلا يتم مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الخوف والقلق من بعض الأصوات عن طريق تعلم كيفية التحكم في الأعراض عند سماع الصوت، ويتم تناول بعض الأدوية الخاصة بالقلق والاكتئاب .
فيما يتعلق بالأفراد الذين يعانون من أعراض الغضب، يمكن للأطباء مساعدتهم في التحكم في نوبات غضبهم عند سماع الصوت، من خلال الاسترخاء أو الإلهاء. وبشكل عام، يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أفضل طريقة علاج للمرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة، حيث يساعدهم على تغيير طريقة تفكيرهم عند سماع هذه الأصوات وكيفية تشتيت انتباههم نحو أشياء أخرى .