اكتشاف الميكروسكوب
يتم وصف الميكروسكوب أو المجهر باعتباره الأداة التي تنتج صورًا مكبرة للأجسام الصغيرة، والتي تسمح لنا برؤية وتحليل الكائنات الدقيقة مثل الخلايا والبكتيريا بدقة عالية. ويعود اكتشاف الميكروسكوب إلى ابتكار العدسات الأولى التي تم اختراعها.
ويرجع تاريخ أقدم عدسة زجاجية مصقولة إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حيث تم العثور على هذه العدسة في نينوى بآشور القديمة في كردستان، وتذكر الكتابات الرومانية الوسائل المكبرة مثل الكرات الزجاجية المملوءة بالماء، أو الزمرد المقطوع على شكل عدسة مقعرة، ولقرون عديدة دفع فضول الإنسان نفسه إلى مراقبة العالم الصغير بلا حدود، حتى ظهر الميكروسكوب بشكله الحالي.
تاريخ اكتشاف الميكرسكوب
يتضارب مؤرخو الميكروسكوب حول مخترعه، ولكن يُعتبر اكتشافه وتطوره حدثًا متدرجًا عبر الزمن، ويُعتبر هانز ليبرشي وزكريا يانسن الأكثر شهرة في هذا المجال، وتم رسم أول صورة للميكروسكوب في هولندا عام 1631.
وظهر أول استخدام علمي ملموس للعدسات في القرن السابع عشر، وكانت تهدف إلى تصحيح البصر، ومنذ ذلك الحين لا أحد يستطيع تأكيد من قام بهذا الاختراع، ففي الواقع ظهرت عدة نماذج من المجاهر في نفس الفترة، و كانت بالفعل ذات جودة هائلة في ضوء الملاحظات التي أدلى بها أنتوني فان ليوينهويك وروبرت هوك.
روبرت هوك مكتشف المجهر
في عام 1665م، نشر روبرت هوك رسومات الفحص المجهري وملاحظاته، والتي تصور القمل والخلايا النباتية والفطريات الأخرى، وذلك بفضل استخدام المجهر.
أنطوني فان ليفينهوك مخترع المجهر البدائي
استخدم أنطوني فان ليفينهوك المجهر البدائي الذي صنعه بيديه، وكان أول من وصف البكتيريا وكتب ملاحظاته عنها في تجويف الفم.
اختراع المجهر المركب
ترتبط قوة التكبير في الميكروسكوب الضوئي بالاستخدام المتعدد للعدسات، حيث ظهر المجهر المركب الأول حوالي عام 1650 مـ، وتم تجهيزه بعدسات متعددة ذات تحدب ثنائية، ولكن العدسات المستخدمة في تصنيع هذه المجاهر كانت تعاني من عيوب في الانحراف اللوني على حواف الصورة، وكانت هذه الانحرافات ناتجة عن تفكك الضوء عند استخدام عدسات مماثلة للعدسات البلاستيكية المستخدمة في المجاهر الترفيهية.
رفض معظم العلماء المجهر المركب واستخدموا المجهر ذو العدسة الواحدة مرة أخرى، لأن هذا المجهر يوفر تكبيرًا أقل، ولكنه يعرض صورًا أكثر وضوحًا.
المجهر الضوئي
في منتصف القرن الثامن عشر، قام البريطاني جون دولوند بتصحيح عدم وجود انحراف لوني في المجاهر المركبة، عدسة دونالد هي العدسة السلبية وتتكون من عدسات بلانو المحدبة، ومنذ ذلك الوقت، كان المجهر الضوئي مشابهًا لذلك الذي نعرفه اليوم. حتى الآن، ساهمت العديد من التحسينات في جودة هذه الأداة، من حيث البصريات والميكانيكا.
منذ اكتشافه، تم تحسين المجهر بشكل كبير، حيث ارتفعت قوته التكبيرية من 200 إلى 1500 مرة في المتوسط، ويتم مراقبة معظم الأشياء بين 200 و 400 مرة من الحجم الفعلي للجسيمات المرصودة.
يتوفر في السوق أكثر من أربعين نموذجًا من المجاهر الضوئية، وليس من الضروري الحصول على نموذج ثلاثي العينيات رفيع المستوى لإجراء الملاحظات الروتينية، ويمكن أن يكون المجهر المجهز برأس أحادي كافيًا لأي هاوي يرغب في استكشاف عالم الصغير بلا حدود.
المجهر الإلكتروني
في الخمسينيات ظهرت النماذج الأولى من المجاهر الإلكترونية، وقد أحدثت هذه الأجهزة ثورة في عالم المراقبة المجهرية، وهذه الأدوات مخصصة للاستخدام العلمي حيث فتحت أبوابًا جديدة في علم الأحياء الدقيقة. واستفاد هذا النظام أيضًا من بعض التحسينات الملحوظة، حيث سمح له بمراقبة الكائنات الحية بتضخيم رائع، حوالي 30 ألف مرة.
تطور اختراع الميكرسكوب
- في عام 1676م، أعلن أنتوني فان ليوينهويك اكتشاف الكائنات الحية الدقيقة والمجهرية.
- في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، طوّر كريستيان هيغنز نظامًا بصريًا للحد من آثار الانحراف البصري، ويتم استخدام هذا النظام حتى اليوم.
- في عام 1893، طور أوغست كوهلر تقنية إضاءة العينات.
- في عام 1903 م، اخترع ريتشارد زيجموني مجهرًا فائق الدقة، الذي كان قادرًا على دراسة الجسيمات.
- في عام 1931، اخترع إرنست روسكا وماكس كنول المجهر الإلكتروني.
- في عام 1932، اخترع فريتز زيرنك مجهرًا قادرًا على دراسة الأجسام البيولوجية العديمة اللون.
- في عام 1981م، ابتكر جيرد بينيج وهاينريش روهر المجهر المسحي.
نظرًا لأن المجهر الإلكتروني ليس أداة شائعة في التحليل المجهري التقليدي، فإن المجاهر الضوئية لا تزال الأداة الأساسية المستخدمة في التدريس والاختبارات المخبرية، كما أنها الأداة المثالية للهواة.