نظرية القبول التقني
تزدهر من حولنا التكنولوجيا ويتطور العالم يوم بعد يوم، وتأتي فائدة التكنولوجيا الحديثة في جعل الحياة سهلة من حولنا، من خلال وضع الحلول للعديد من المشاكل التي تدور حولنا، أو من خلال تسهيل بعض الأشياء علينا مثل تسهيل التواصل من خلال الإنترنت والهواتف الذكية، وتسهيل بعض الأمور اليومية مثل الطبخ من خلال أدوات الطبخ الحديثة والذكية، ومن هنا أتت نظرية القبول التقني حتى تحدد مدى الفائدة من التقنية الجديدة، ومدى استفادة المستخدم النهائي منها ومدى قدرته على فهمها والتعامل معها.
مفهوم التكنولوجيا
التكنولوجيا هي مفهوم أوسع وأكبر من مجرد الهواتف الذكية والأجهزة المتطورة. فهي تشمل كل ما يقوم به الشخص، بغض النظر عن اهتماماته الشخصية. يمكننا أن نعرف التكنولوجيا على أنها فرع من فروع المعرفة، حيث تعتمد على الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة وربطها بالحياة اليومية والبيئة المحيطة والمجتمع بشكل عام. يتأسس ذلك على الفنون الهندسية والصناعية والعلوم البحتة والتطبيقية.
يمكن أن نعرف التكنولوجيا أيضًا على أنها طريقة لإنجاز مهمة معينة باستخدام بعض الوسائل والأساليب التقنية الجديدة والمعارف المتنامية والمتعددة.
فإذا سألنا أنفسنا سؤال بسيط وهو (ما هي التكنولوجيا؟) فمن الممكن أن تكون الإجابة بكل بساطة، هي عبارة عن مجموعة من المهارات والتقنيات والأساليب التي يتم استخدامها حتى نتمكن من تحقيق الكثير من الأهداف، وأبسط شكل للتكنولوجيا من الممكن أن نشعر به هو تطوير الأدوات الرئيسية التي يستخدمها الإنسان بشكل أساسي في حياته العامة، لخلق أدوات أخري.
تغير استخدام مصطلح التكنولوجيا بشكل كبير بسبب التطور المستمر في التكنولوجيا وتفاعل الإنسان مع الأدوات والوسائل التكنولوجية الجديدة. يفضل المهندسون والعلماء تعريف التكنولوجيا على أنها علوم تطبيقية، وتم ترجمة العديد من الأفكار المختلفة للتكنولوجيا من قبل علماء الاجتماع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أمريكا.
مفهوم نظرية القبول التقني
قام ديفيس سنة 1986 بتطوير نظرية القبول التقني أو قبول التكنولوجيا والتي تتناول بشكل محدد التنبؤ بمدى قبول التقنية الجديدة، والغرض من هذا النموذج أو النظرية هو التنبؤ بالأداة التي تحدد التعديلات التي يجب أن يتم تقديمها للنظام حتى تجعله مقبولاً للمستخدمين، حيث تشير هذه النظرية إلى أن مقبولية نظام المعلومات لابد أن يتم تحديدها من خلال عاملين رئيسيين، وهما الفائدة المدركة وسهولة الاستخدام المتصورة لهذه التقنية الجديدة.
يتم تعريف الفائدة المدركة على أنها الدرجة التي يتم تصورها بعد استخدام التقنية والطريقة التي تحسن أدائه، وتشير إلى سهولة الاستخدام المتصورة التي يعتقد المستخدم أن استخدام النظام فيها لن يكون بعناء.
من الواضح أن نظرية قبول التقنية تفترض أن استخدام تكنولوجيا معينة أو نظام معلوماتي معين يتم تحديده عن طريق النية السلوكية للمستخدم، ولكن من ناحية أخرى، يتم تحديد القصد السلوكي عن طريق موقف الشخص تجاه استخدامه لنظام معين أو تقنية معينة وأيضاً عن طريقة مدى إدراكه لفائدة هذه التقنية.
وفقا لديفينس، ليس العمل الوحيد الذي يحدد مدى استخدام التقنية الجديدة، بل يعتمد أيضا على تأثير أدائها بعد الاستخدام. على سبيل المثال، قد لا يحب الموظف استخدام نظام معلوماتي أو تقنية جديدة في العمل، ولكن قد يتغير رأيه عندما يرى احتمالية تحسين أدائه في العمل. تفترض النظرية وجود صلة مباشرة بين سهولة استخدام التقنية الجديدة والفائدة المتوقعة منها.