ادب

الفرق بين المسرح اليوناني والرومان

يعتبر الفن المسرحي من أوائل الفنون التمثيلية والفنون بشكل عام، ويطلق عليه “أبو الفنون”. قام اليونانيون والرومان بتأسيس هذا الفن، وكان مرتبطا بالطقوس الدينية في العصور والحضارات المختلفة. يعد الفن المسرحي نوعا من الأدب الوجداني، وبدأ هذا الفن مع الحضارة الإغريقية وورثه الرومان فيما بعد، وتطور حتى وصل إلينا بالشكل الحالي.

جدول المحتويات

المسرح اليوناني

كانت الحضارة اليونانية القديمة من أول الحضارات التي استخدمت المسرح للتعبير عن بعض المواضيع بشكل فني. تم تسجيل أول مسرح إغريقي تقريبا في سنة 534 قبل الميلاد، حيث أقيمت المسرحية الأولى في العاصمة اليونانية أثينا. وقد كان القرن الخامس قبل الميلاد هو فترة مهمة للمسرح الإغريقي واليوناني، حيث تم عرض المسرحيات اليونانية على مسرح ديونيسيوس الذي كان يتسع لأكثر من أربعة عشر ألف متفرج.

كانت المأساة اليونانية التي جسدتها المسرحية الأولى في التاريخ، تتصف بالشاعرية والجدية بالإضافة إلى النزعة الفلسفية التي كانت تتصف بها هذه الفترة من هذه الحضارة العريقة، وكانت مستلهمة معظمها من الأساطير اليونانية القديمة، والتي تتمثل في أن البطل في المسرحية يواجه خيار أخلاقي صعب، ويخوض صراعه مع بعض القوى العدوانية والتي كانت تنتهي دائماً بنهاية مأساوية حيث كان البطل دائماً ما ينهزم أو يموت في الغالب.

تتخلل المأساة بعض الأغاني، وكان ممثلون المسرح يرتدون أقنعة، وفي الغالب لا يجتمع على خشبة المسرح في نفس الوقت أكثر من ثلاثة ممثلين ومن الممكن أن يكون ممثل واحد فقط، وكانت المآسي التي تمثل على خشبة المسرح تكتب في الغالب على شكل ثلاثيات، حيث أن الثلاثية تتألف من ثلاث مآسي، وهي تعالج مراحل متعددة ومختلفة من قصة واحدة.

وصلتنا تقريبا جميع المآسي الإغريقية، وكانت تقريبا خمسة وثلاثين مأسا، باستثناء واحدة فقط، وتم تأليفها في ثلاث كتب. كان أقدم هؤلاء الكتاب إيسخيلوس، الذي اشتهر بأسلوبه الرصين والبليغ. ومن أشهر أعماله ثلاثية الأوريستيا التي تعالج مفهوم العدالة والتطور. والكاتب الثاني هو سوفوكليس، الذي وجد الفيلسوف الكبير أرسطو في أعماله نموذجا يحتذى به عندما كتب مأساه الخاصة.

يعتبر الكثير أن المسرحية الأشهر في العالم والتي يتم تمثيلها إلى يومنا هذا هي مسرحية أوديب ملكاً، هي أعظم مأساة إغريقية، ويأتي هنا ذكر الكاتب الأخير هو يوربيدس الذي اكتسبت أعماله رواج كبير في العديد من العصور اللاحقة له، حيث أن مأساته كانت فيها واقعية ودراسة نفسية شديدة، وخصوصاً في تصوير الشخصيات النسائية، كما أنه أشتهر بدمج الدين الإغريقي والقيم الأخلاقية التي كانت تسود المجتمع اليوناني في هذا العصر، وتعد مسرحية ميديا من أشهر مسرحياته.

كان النوع الثاني من المسرحيات في اليونان هي الملهاة، وهي المسرحيات الكوميدية أو الترفيهية، وقد تمت كتابها في القرن الخامس ق.م واتسمت بالفجور والصراحة، والملهاة الوحيدة التي بقيت هي التي كتبها أريستوفانيس التي تجمع بين الهجاء والاجتماعي والسياسي والتجريح الشخصي والبذاءة والهزل والخيال والشعر الغنائي البديع.

المسرح الروماني

على الرغم من أن الإغريق سبقوا الرومان في فن المسرح، إلا أن الفن المسرحي انتقل إلى الحضارة الرومانية بعد القرن الثالث قبل الميلاد. وعلى الرغم من أن المسرح اليوناني كان أقدم، إلا أن المسرح الروماني لم يحظ بالاحترام والشهرة التي حصل عليها المسرح الإغريقي. وبالإضافة إلى ذلك، كان المسرح الروماني يقتبس في الغالب من النمط الإغريقي. لقد أثر المسرح اليوناني الإغريقي على الأدب الروماني في العصور اللاحقة، وخاصة في عصر النهضة في الحضارة الرومانية.

لم يهتم الرومان بالمأساة بالقدر الذي أهتم اليونانيين به، ولم يبقي من مآسي المسرح الروماني إلا أعمال لوسيوس أنايوس وهي مسرحية سنيكا وهي مقتبسة في الأساس من أصول يونانية، وقد كان المسرح الروماني مهتم بشكل كبير بالملهاة الكوميدية التي كانت تمثل على مسرح روما، ولكن على الرغم من هذا فلم يبق منها إلا أعمال كلاً من بلوتوس وترنس، وقد كانت مقتبسة من الملهاة اليونانية أيضاً، وقد ظهرت العديد من الأشكال المسرحية بين الرومان، ومع تحول الجمهورية الرومانية إلي إمبراطورية سنة 27 قبل الميلاد بدأ المسرح الروماني يأخذ طريقه إلى الانحدار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى