مسميات القهوة عند العرب
القهوة من المشروبات التي عُرفت من زمن بعيد ولا زالت تحظى باهتمام الغالبية العظمى من الأشخاص على مستوى العالم حتى اليوم ؛ حيث أنه مع مرور السنوات ظهر عدد كبير جدًا من أنواع القهوة التي قد أخذت عدد كبير من المسميات المختلفة في حين أن فناجين القهوة كانت تُعرف بمسميات مختلفة أيضًا عند قدماء العرب .
أسماء فناجين القهوة عن العرب
تميزت الحضارة العربية بسمات وصفات مختلفة عن باقي الحضارات، مما جعلها تتمتع بمكانة كبيرة بين جميع الحضارات والثقافات الأخرى، وعلى سبيل المثال، كانت فناجين القهوة عند العرب تحمل مسميات ومعاني مختلفة
فنجال الهيف
المقصود بفنجان القهوة الأول هو الذي يتناوله صاحب المنزل أولاً قبل أن يعطي الضيف فنجانه الخاص. ويتم اتباع هذه العادة حتى يشعر الضيف بالأمان والثقة في أن القهوة آمنة تمامًا وخالية من السموم أو المواد الضارة .
فنجان الضيف
والمقصود به هو الفنجان الذي يقوم صاحب المنزل بتقديمه إلى الضيف بعد أن ينتهي من الفنجان الخاص به مباشرةً ، وكان العرف السائد هو أن الضيف مُجبر على شرب هذا الفنجان ، إلا في حالات قليلة خاصة مثل وجود عداوة بين الطرفين أو في حالة طلب المساعدة من المضيف ، وهنا يُمكنه أن لا يشرب الفنجان إلا بعد أن يتأكد من أن صاحبه المضيف سوف يُقدم له يد العون .
فنجان الكيف
يشير فنجان الكيف إلى الفنجان الثاني من القهوة الذي يُقدمه صاحب المنزل للضيف، ويحق للضيف عدم شربه دون أن يتسبب في أي حرج لصاحب المكان .
فنجان السيف
فنجان السيف له مقصد خاص ؛ حيث أن الضيف إذا أقدم على شرب هذا الفنجان الثالث ؛ فهو بذلك يكون مدين للمضيف بمساعدة وحمايته والذود عنه ومشاركته في أي أعمال حربية أو عسكرية ، ونظرًا إلى أن العرب كانوا يُعرفون بالرأي النافذ والكلمة الواحدة دون زيغ أو عزوف عن الوعد ؛ فإن الكثير من الضيوف كانوا يتحاشون تناول فنجان القهوة الثالث ؛ ولا سيما أن هذا الفنجان قد نتج عنه تعرض الكثير من العرب إلى المخاطر نتيجة وعدهم للمضيف بالدفاع عنه دائمًا وأبدًا .
فنجان الفارس
واحد من أخطر أنواع أكواب القهوة في العصور الجاهلية عند العرب هو فنجان الفارس. إذا أراد شخص ما الانتقام من آخر، يتوجه إلى قبيلته ويملأ فنجان قهوة ويضعه فوق رأسه، ويقول: `هذا فنجان فلان بن فلان`، أي الشخص الذي يريد الانتقام منه. من يجرؤ على شرب هذا الفنجان يجب أن يغادر ولا يعود حتى ينجز المهمة بنجاح. إذا لم يتمكن من تنفيذ الانتقام، فلا يحق له أن يعود إلى قبيلته مرة أخرى. وإذا عاد إليهم، فسيكون مكروها ومخزيا دائما .
وقد وردت أسماء فناجين القهوة المختلفة عند العرب في الكثير من القصائد والأبيات الشعرية مثل أشعار النمطي وراكان بن حثلين وغيرهم ، ويُذكر أن تلك الأفعال ما هي إلا أفعال تنتمي إلى عصر الضلال الجاهلي الذي قد كان قائمًا قبل الإسلام ؛ ولا سيما أن بعض هذه الممارسات خصوصًا المرتبطة بفنجان السيف وفنجان الفارس ؛ تُعد من أمور العصبية القبلية الجاهلية التي قد دحضها الإسلام وجعلها من الأمور المحرمة .