الام والطفلتربية الابناء

دراسة حالة عن العناد عند الاطفال

العناد والإصرار على طلب أمر معين أو الامتناع عن تنفيذ أمر آخر يصدره الاباء تجاه الأبناء من أخطر المشكلات التي قد تواجه أي أب وأم ، ولا سيما أن العناد يترتب عليه العديد من المشكلات الأخرى مثل العصبية الزائدة والتأخر في التحصيل الدراسي وغيرهم من المشاكل الأخرى ، ومن هنا نالت تلك المشكلة قدر ليس بالقليل من الدراسات والأبحاث للوصول إلى أفضل طريقة لعلاجها .

دراسة حالة فردية عن العناد

في دراسة أجريت على طفلة تدعى ماريا؛ تم الإشارة إلى أنها دائما تتبع أسلوبا واحدا من العناد عند التعامل مع والديها. فهي ترفض أي توجيه يأتي منهما، بما في ذلك الجلوس في المقعد المخصص للأطفال وتناول الطعام المخصص لها وغيرها. ومن خلال الأسئلة التي وجهت إلى والدة ماريا، تبين أنها تعاني من عناد الطفلة بشكل كبير جدا. وأظهرت الدراسة أن الأم تعمل في وظيفة جزئية وتكون مشغولة عن الطفلة معظم الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، تفتقر الأم إلى القدرة على تلبية احتياجات الطفلة وفهمها. وبناء على ذلك، فإن العلاقة بينهما معقدة إلى حد ما. وأشار الباحثون في هذه الدراسة إلى أن البيئة المحيطة بالطفل وطبيعة حياة الأم واهتمامها المحدد بالطفل تنعكس مباشرة على مدى طاعة الطفل لوالدته وأبيه .

استبيان عن العناد عند الاطفال

ووفقا لبعض الاستبيانات والاستقصاءات، يشير إلى أن العناد عند الأطفال قد يكون وراثيا وشائعا بين أفراد العائلة أو لدى الأم أو الأب، وقد يكون مكتسبا نتيجة العديد من العوامل التي تؤثر على طبيعة الطفل ونفسيته وتجعله يتسم بالعناد. أظهرت تلك الاستبيانات أسباب العناد عند الطفل على النحو التالي:

عندما يفتقد الطفل قيمة الذات ويرغب بشدة في أن يكون مصدر اهتمام الآخرين، يلجأ إلى سلوك العناد من أجل لفت النظر إليه .

قد يكون الطفل مهتمًا ببعض الأمور ومن الصعب عليه القيام بها عندما يتم إلزامه بهذا الفعل، لأنه يشعر بالإهانة من تلقاء الأوامر والإرشادات .

يكونُ الطفلُ ذو قدرٍ أكبرِ من العصبيةِ وحبِّ العزلةِ ويكونُ لديهِ شعورٌ دائمٌ بأنَّهُ غيرُ محبوبٍ من الآخرينِ .

وعلاوة على ذلك، يكون الطفل العنيد دائمًا شخصية قيادية ومتسلطة عندما يكبر .

عندما ترتفع درجات الحرارة عند الأطفال، يصعب عليهم تحقيق النجاح الدراسي مثل باقي أقرانهم .

نموذج دراسة حالة طفل عنيد

في دراسة أجريت في جامعة مستغانم وجامعة وهران في الجزائر، تم الإشارة إلى أن العنف الأسري له تأثير كبير على سلوك الأطفال، ويعتبر أحد أسباب العناد عند الأطفال. تناولت الدراسة أيضا تأثير التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الرقمي المختلفة التي جعلت الأطفال أكثر وعيا وفهما للأحداث المحيطة بهم، وهذا ساهم في تطوير شخصية العديد من الأطفال منذ صغرهم. وبالتالي، قد يتمرد الأطفال على والديهم ويعانون من عدم الانصياع لأوامرهم ويظهرون سلوكا عنيدا. يجب على الآباء فهم ذلك ومحاولة التعامل مع أطفالهم بطرق تربوية صحيحة لمنع تحولهم إلى أطفال ذوي سلوك عدواني .

كتاب مشكلة العناد عند الاطفال

شهدت العديد من الدراسات والكتب والأبحاث اهتماما بظاهرة العناد عند الأطفال، وعملت بجد للوصول إلى طرق إيجابية وتربوية صحيحة تساعد الآباء على التغلب على عناد الطفل بطريقة لا تسبب أي تأثيرات نفسية سلبية. يعتبر كتاب `مشكلة العناد عند الأطفال` من أنجح الكتب التي تناولت هذه الظاهرة، حيث نجح في تقديم حلول عملية ونصائح للآباء والمربين. يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة كتب ثقافة سيكولوجية للجميع، وهو من تأليف الكاتبة سناء محمد سليما .

كيف تتعامل مع عناد الاطفال

واجب الطفل وحقوقه تشمل فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع أي سلوك سلبي أو إيجابي يواجهه، وأحد الأساليب الرئيسية للتعامل مع الطفل العنيد بشكل سليم هي

التواصل مع الطفل

ينبغي إقامة جسر من التواصل والتفاهم مع الطفل، والسعي للتفاعل مع عقله الصغير والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تدفعه للعناد، وينبغي مناقشته دائمًا بطريقة تُعامله كشخص كبير لتعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على التخلي عن العناد تدريجيًا .

التحلي بالهدوء والثقة

في كل تفصيلة الخاص بين السطور ، يكون من الخطأ الكامل استخدام العصبية أو العنف مع الطفل العنيد ، لأن ذلك لن يحل المشكلة وسيزيد سوءا ، كما أن ظهور الضعف والعجز أمام الطفل سيجعله يصر على عناده. لذا ، يجب على كل أب وأم معاملة طفلهم بالهدوء والثقة بالنفس ، لأن ذلك سيكون له تأثير إيجابي تماما على النفسية للطفل .

الثناء على الصفات الإيجابية

عندما يقوم الطفل بسلوك إيجابي، ينبغي للأباء تشجيعه وتقديم الثناء على فعله، لأن هذا يعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وجعله أقل عدوانية وعنادًا وأكثر هدوءًا .

تغيير روتين الحياة

لا شك أن إحضار الطفل في نزهة ممتعة له قد يجعله هادئًا ومنضبطًا نفسيًا، خاصة إذا كان ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط. فوجود روتين ونمط حياة واحد يمكن أن يؤدي إلى تراكم الطاقة السلبية والملل، ويتجلى ذلك في صورة العناد .

لا تملي عليه الأوامر بشكل مباشر

من حق الأم والأب أن يملوا الأوامر على أبنائهم ، ولكن دعونا نعترف أن ذلك لا يكون في صالح الطفل العنيد ؛ ومن هنا يجب أن يُحسن الأب والأم اختيار العبارات والكلمات عند طلب أي أمر من الطفل حتى لا يشعر أنه خاضع إلى أوامر الاخرين لأن ذلك يجعله يتمادى أكثر وأكثر في العناد ورفض الانصياع لتلك الأوامر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى