المعركة بين العلم والشك
على الرغم من كل التقدم العلمي المحقق في هذا العصر، لا يزال هناك بعض الأشخاص الذين يشككون في العلم والمعرفة العلمية. على سبيل المثال، هناك آباء يتمردون على المعارف العلمية المؤكدة ويدعون إلى إلغاء تطعيم أطفالهم باللقاحات، حيث يعتقدون أن اللقاحات تشكل خطرا على أطفالهم وأن هناك ارتباطا وثيقا بين اللقاحات ومرض التوحد الذي ينتشر منذ وقت طويل .
على الجانب المقابل، أبلغ بعض مسؤولي الصحة العامة عن تفشي مرض الحصبة الذي أدى إلى إصابة الآلاف من الناس، واعتبروا ذلك دليلًا على أن الإعفاء من اللقاحات يمكن أن يؤدي إلى أزمات صحية كبيرة .
أهمية العلم في العصر الحديث
العلم قادنا إلى اكتشاف الكثير من الأشياء، ولولا العلم لما كان لدينا كهرباء، وبالتالي لما كان لدينا هواتف محمولة أو إنترنت أو فيسبوك، ولما كان لدينا ثلاجات للحفاظ على الطعام طازجًا أو تلفزيونات للترفيه أو حتى سيارات للتنقل .
إن عالم بلا علم يعني أننا سنظل نعيش بطريقة مختلفة تمامًا عن ما نعيش فيه اليوم ، ويؤثر العلم اليوم على العديد من الأشياء المختلفة حيث قد أثر العلم على الصناعة الطبية التي تقلل اليوم الآلاف من الوفيات كل يوم ، ولكن هل العلم فقط حول الاختراعات الجديدة والتكنولوجيا الجديدة والأدوية الجديدة .
النظرة الحديثة للعلم
نود أن يدرك الناس أن العلم لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا الجديدة والاختراعات والأدوية الحديثة، بل إنه أكثر من ذلك بكثير. ونعتقد أن العلم هو وسيلة لمساعدة العقل في النمو واكتساب المعرفة الجديدة، ويساعدنا في فهم تطور العالم وعمله في الوقت الحاضر. العلم أمر مهم لأنه ساهم في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم .
الشك المنهجي في العلم
في الوقت الحالي الذي نحتاج فيه بشدة إلى العلم، يتعرض العلماء وفكرة المعرفة الموضوعية للقصف من خلال حرب واسعة، ونتيجة ذلك هي تآكل وتناقص لم يحدث مثيل له في التفكير والعلم، حيث يتجاهل الكثيرون فعالية الأدلة العلمية ويتركون القرارات الرئيسية على أساس مطالب الأصوات الحادة، ويعتبر الشك منهجا فلسفيا للبحث عن اليقين من خلال التشكيك في كل شيء بشكل منهجي، ويعتمد المتشككون في هذا العلم على أنه لا توجد دراسات علمية يمكن للشخص الاعتماد عليها لإثبات فعالية هذا العلم .
الحرب بين العلم والشك
اندلعت حرب بين العلم والشك في جميع أنحاء العالم، حيث يقترح عدد متزايد من المشرعين وضع قوانين لزيادة أو تقييد اللقاحات الإلزامية لأطفال المدارس. يقول الدكتور شون أوليري، عضو لجنة الأمراض المعدية بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إنه لن يكون مستغربا إذا رأى العديد من المؤيدين للقاح هذا العام، حيث أن تفشي الحصبة قد كان بالفعل صرخة للاستيقاظ، حيث أظهرت النتائج أن الحفاظ على معدلات التطعيم المرتفعة ليس مجرد هدف نظري .
مثال على الحرب بين العلم والشك
مع استمرار الدعم لإعفاءات اللقاح والتطعيم، على الرغم من الدراسات المتداخلة التي ربطت اللقاحات بالتوحد بشكل خاطئ، والاتفاق الشبه العالمي بين الوكالات الصحية الحكومية والمهنيين الصحيين على أن اللقاحات آمنة وفعالة .
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن هناك فرصة واحدة من بين مليون فرصة لحدوث رد فعل خطير على اللقاح. ويقول أوليري أيضا إن الموقف الرسمي للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والذي تشارك فيه معظم المنظمات والوكالات الطبية الأخرى، هو ضرورة إلغاء الإعفاءات الغير الطبية بالكامل. وذلك لأن انخفاض معدلات التحصين قد يؤدي إلى عودة الأمراض وتعاني الناس من ذلك. وبغض النظر عن الانتماء السياسي، فإن حماية الأطفال في المدارس هي هدف الحكومة، ولا يوجد سبب مقنع لإعفاء طفلك من التطعيم .
ويقول دكتور أوليري أيضاً إن الأطفال الذين لا يمكن تلقيحها لأسباب طبية يستفيدون من زملائهم في التطعيم ، ولكن إذا تم تحصين عدد أقل من الأطفال فيمكن أن تنتشر الأمراض بسهولة أكبر ، وعندما تختار عدم التحصين فإنك لا تعرض طفلك لخطر الإصابة بالأمراض فقط ، لكنك تعرض الآخرين للخطر .