كيف تولد وتموت النجوم “تفاصيل دورة حياتها”

  تعتب النجوم من أكثر المخلوقات المنتشرة في عالم الفضاء بين الكائنات الأخرى، وتعتب أيضا من المكونات الرئيسية للمجرات المحيطة بنا، وذلك لأن النجوم تعمل على معرفة عمر المجرة وما تتكون منه، بالإضافة إلى أن النجوم تعمل كمساعد بشكل أساسي في صناعة كل من النتروجين والأكسجين وكذلك الكربون، تشترك النجوم أيضا مع بعض الكواكب في الصفات، كل ذلك جعل علماء الفلك يهتمون بشكل كبير فيما يخص ولادة وموت النجوم وتكوينها لأهميتها الكبيرة في عالم الفلك .

دورة حياة النجم

تمر النجوم بعدة مراحل خلال حياتها، منذ ظهورها وحتى موتها، وتشمل هذه المراحل:

تكون النجوم

يبدأ تشكيل النجوم من الغبار والغاز بشكل رئيس وذلك عقب حدوث بعض الاضطرابات والتفاعلات التي تتم في السحب ، حيث يتم حدوث تلك الاضطرابات نتيجة اندماج الغبار والغاز سويا بسبب التجاذب ، كل تلك الأمور تعمل على سخونة المركز للسحب مما يتولد من هذا التسخين زيادة تلك الكتلة الناتجة من كل تلك العوامل وعبر مرور السنين تتكون النجوم بشكل أولي .

تكون تلك النجوم في البداية ساكنة رتيبة لا تصلح للاستخدام حيث تكون على هيئة المذنب في بداية التكوين لها ومع ظهور التدافع والقوة بسبب السحب يحدث ما يسمى بالتصادم ويعمل هذا التصادم بشكل كبير على تكوين الكتل ، ومع مرور الوقت تزداد تلك الكتل في حجمها وانتشارها ، كل ذلك يجعلها أكثر قوة لكي تعمل على جذب العديد من الجزيئات الأخرى ببعض السحب القريبة منها ، كل ذلك يعمل على زيادة درجة حرارة المركز للنجم وعبر مليون عام  تنمو تلك الكتلة لكي تبقى فيما بعد عبارة عن جسم صغير يحمل اسم البروستوستار حيث يعمل على جذب العديد من الغاز المتواجد في المناطق الأخرى ويساعده في ذلك ارتفاع درجة الحرارة وزيادتها .

تمثل هذه المرحلة الأولى في تكون السحب، وتتبعها تكون ذرات الهيدروجين نتيجة وصول درجة الحرارة إلى 7 مليون درجة، ثم يظهر غاز الهيليوم. يطلق على هذه العملية والاندماج مسمى التفاعل النووي، ويكون النجم في هذه المرحلة ضعيفا في الدفع الداخلي للسحب مقارنة بقوة الدفع الخارجي

ثم تنتقل تلك المواد إلى البروستوستار، ويساهم ذلك بشكل كبير في زيادة كتلة النجم وارتفاع درجة حرارته، وبعد مضي بعض السنوات، سيصل النجم إلى نقطة تحوله الحاسمة من خلال حدوث تدفق ثنائي القطب الذي يعرف بذلك الاسم، بعد انفجار كتلة أولية مثل الكتلة الشمسية، يحدث انفجار البروستوستار بسبب الغازات والغبار المكونة له، وبعد ذلك، يقاوم التدفق الخارجي الناتج عن الهيدروجين التدفق الداخلي، وفي هذه المرحلة يطلق اسم “التسلسل الرئيسي” على النجم، وفي هذه المرحلة سيحترق جميع الغازات الموجودة فيه .

يتعتمد عمر النجم على كتلته الخاصة، حيث أكد العلماء أن الشمس، كنجم، يحتاج حوالي خمسين مليون عام للوصول إلى مرحلة التسلسل الرئيسي. ويمكن للشمس أن تحافظ على هذه المرحلة لمدة عشرة أعوام. يرتبط هذا التصنيف بدرجة حرارة الشمس ولونها. وفيما بعد، إذا كان النجم بنفس حجم الشمس، فإنه يتحول إلى نجم قزم أبيض. وإذا كانت كتلته أكبر من ذلك، فإنه يحدث ما يسمى بانفجار سوبرنوفا، وبعدها يتحول إلى نجم نيوترون .

موت النجوم

هناك عوامل تؤدي إلى وفاة النجوم، منها حجم الكتلة التي يحتويها النجم نفسه. النجوم ذات الكتلة الضخمة والكبيرة غالبا ما تتعرض لانفجارات، وهذه الانفجارات عادة تكون انفجارات كربونية أو عمليات انصهار عامة. تساهم كل هذه العمليات في تكوين بعض العناصر الثقيلة التي يعتمد عليها البعض في الطاقة النووية. ويمكن أن يعتمد على الحديد في تلك الانفجارات، مما يزيد من كتلة المركز للنجم ويؤدي إلى زيادة هذه الكتلة بأضعاف كتلة الشمس، وبالتالي يحدث انهيار النجم بشكل هائل .

المرحلة الثانية لموت النجم تكون في كتلة النجم الذي يحتوي على كتلة متوسطة ، تزداد بشكل كبير إلى أن تصبح من النجوم أصحاب الكتل الضخمة ، مما يمكنها من العمل على بعض الكواكب التي تحمل اسم السديم ، وذلك من خلال حدوث بعض الانفجارات الكبيرة وذلك قبل أن تنخفض لتكون قزم أبيض ذا إشعاع على أن يكون نصف القطر الخاص به لا يكون أكثر من آلاف الكيلومترات .

تتميز النجوم التي تحمل كتلة قليلة بالاعتماد على انصهار الهيدروجين بشكل منفرد، وعند نفاد هذا العنصر، يتوقف الانصهار ويقلص حجم النجم، مما يجعله ينضم إلى مجموعة الأقزام البيضاء .

الثقوب السوداء

يعتمد هذا المرحلة بشكل كامل على حجم النجم، فإذا كانت كتلته أكبر بثلاث مرات من كتلة الشمس، فإن هذا يجعل الكتلة أكثر عرضة للانهيار وتشكيل ما يعرف بالثقب الأسود .

من المميزات الخاصة بالثقب الأسود أنه يحمل قوة تسبب في انهيار وتحطيم أي شيء يقترب منه، وحتى الضوء لا يمكنه الهرب من هذه القوة، كما يعتمد الكشف عن الثقب الأسود بشكل غير مباشر بفضل الحقل الجاذبي العالي الذي يتمتع به، والذي يسمح له بجذب المواد الخارجية، وينتج من بعض هذه المواد أقراص تسخن إلى درجة حرارة عالية جدا لتنتج أشعة سينية وجاما تساعد في كشف المكونات الأساسية للثقب الأسود

ومن الأمور التي تساعد على موت النجوم أيضا تكون بعض النجوم الجديدة التي تتكون من الغبار والغاز الذي يحاط بتلك النجوم وتعمل تلك النجوم الجديدة أيضا على إنتاج العناصر الثقيلة وبعض المركبات الكيميائية التي يتم ظهورها عقب موت تلك النجوم الجديدة ، كل ذلك يساعد على موت بعد النجوم .