المنهج العلمي المعاصر
يعد المنهج العلمي المعاصر واحدا من أهم المناهج البحثية، حيث يعتمد على الملاحظة ووضع الفرضيات، ثم إجراء التجارب والتحليل للوصول إلى نتائج دقيقة، ويمكننا هذا المنهج من فهم العالم من حولنا، وفي هذا التقرير، سوف نعرض تعريف المنهج العلمي وخطواته وأهميته .
تعريف المنهج العلمي
المنهج العلمي هو المنهج الذي يعتمد على الملاحظة والتجربة للتوصل إلى بعض الإجابات للأسئلة التي نطرحها حول معظم الأشياء التي تحدث حولنا، ويمكننا من خلاله اكتشاف أشياء جديدة لأول مرة .
على سبيل المثال، يمكن للعلماء دراسة كيفية هضم حيوان مثل الديناصور للطعام، لفهم الطريقة الكاملة والخطوات التي يمر بها عملية هضم الطعام، ولكن في حال عدم توفر تجربة مباشرة لهذا الغرض، يقوم العلماء بتعديل مسار التجربة لتتناسب مع الوضع الحالي .
يهدف المنهج العلمي إلى اكتشاف العلاقة بينالسبب والنتيجة عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة، وجمع الأدلة وفحصها بدقة للتوصل إلى إجابات منطقية من خلال دمج المعلومات المتاحة مع بعضها البعض .
خطوات المنهج العلمي
تتألف المنهج العلمي من سلسلة خطوات متتابعة، ولكن قد تدفع الأفكار الجديدة والمعلومات العالمية إلى إعداد نسخة احتياطية من هذه الخطوات، وتكرارها في أي وقت خلال عملية الوصول إلى النتائج .
لذلك، إذا كنت تقوم بنشاط علمي أثناء الدراسة، أو تسعى إلى إنشاء معرض علمي، أو إعداد بحث ما، فمن الأهمية البالغة والضرورية معرفة وفهم واستيعاب خطوات المنهج العلمي، لأنها تساعدك على التركيز على السؤال الذي تطرحه، وتمكنك من الإجابة عليه بسهولة .
وتتضمن خطوات المنهج العلمي :
طرح الأسئلة ” الملاحظة “
هي الخطوة الأولى في المنهج العلمي، وتتضمن وضع سؤال أو مجموعة من الأسئلة حول شيء ما تم ملاحظته، وتشمل الأسئلة (كيف، ماذا، متى، من، ماذا، لماذا، أين) .
البحث
إذا كنت تريد أن تصبح عالمًا مميزًا ، فيجب ألا تبدأ مرحلة البحث من الصفر ، بل من المكان الذي انتهى إليه من سبقك ، لذا فإن الخطوة الثانية من خطوات المنهج العلمي تتمثل في الإطلاع على الأبحاث المتوفرة في المكتبات أو على شبكة الإنترنت لكي تصل إلى أفضل طريقة يمكنك البدء بها ، والاستفادة من تكرار العلماء السابقين .
وهنا يجب الالتزام بمجموعة من الأساسيات ، وهي :
- إعداد خطة بحث .
- البدء في البحث عن المعلومات .
- إعداد قائمة بالمراجع
- إعداد ورقة بحثية .
بناء الفرضيات
الفرضية هي تخمين الباحث لطريقة عمل الأشياء، ومن خلالها يمكن الإجابة على الأسئلة بتقديم تفسير قابل للاختبار .
على سبيل المثال تكون الفرضية كالتالي : عندما تشحن بطارية الهاتف ويعمل مرة أخرى، فأنت تحدد فرضيتك والنتيجة التي يمكن أن تحدث، ولكن يجب أن تكون الفرضيات قابلة للتجربة والقياس .
التجربة
هذه الخطوة تتمثل في اختبار الفرضيات التي وضعت من خلال التجربة والتأكد مما إذا كانت التنبؤات صحيحة أم لا. ويجب أن تكون التجربة دقيقة بما يكفي، مع مراعاة أن هناك عاملًا واحدًا فقط يتغير، في حين تظل كافة الظروف ثابتة .
يمكنك إعادة التجربة أكثر من مرة حتى تتمكن من الوصول إلى نتائج أولية حاسمة وليست نتيجة صدفة .
تحليل البيانات
بعد الانتهاء من التجربة، يتعين عليك جمع البيانات وتحليلها للتحقق مما إذا كانت تؤيد الفرضية التي وضعتها أم لا .
وفي بعض الأحيان يكتشف العلماء أن الفرضيات التي وضعوها ليست صحيحة ، وأن ملاحظتهم ليست دقيقة ، وفي هذه الحالة يسجلون النتائج التي توصلوا إليها ، ثم يبدأون في وضع فرضيات جديدة وتجربتها وفقًا للمعلومات التي حصلوا عليها من التجربة السابقة ، ويتم استخدام خطوات المنهج العلمي مرة أخرى من البداية ، وقد يقوم العالم بالتجربة مرة أخرى إن كانت ناجحة ولكن بطريقة جديدة للتأكد من الفرضية بأشكال مختلفة ، ويستخدم في ذلك الرسومات البيانية ، والاستنتاجات ، وتحليل البيانات .
الحصول على النتيجة
تتضمن الخطوة الأخيرة من خطوات المنهج العلمي تدوين النتائج التي تم التوصل إليها ، ثم إبلاغها للآخرين في صورة تقرير مفصل ، وهو ما يفعله العلماء البارزين حينما ينشرون التقرير النهائي لأبحاثهم في بعض المجلات العلمية ، أو باستخدام العديد من الوسائل الأخرى لكي يعرضوا ما تم التوصل إليه من نتائج .
اهمية المنهج العلمي
العلم هو الوسيلة الأساسية التي ساهمت في تشكيل عالمنا الذي نعيش به اليوم ، وعن طريقه تم اكتشاف التكنولوجيا وتطويرها ، فالمنهج العلمي يشرح لنا أسباب وقوع الأحداث بطريقة ما ، ويمكن من خلاله التنبؤ بالعديد من التغيرات التي تحدث في المستقبل ، مثل التنبؤ بحالة الطقس غدًا أو على المدى القصير .
تعود أهمية المنهج العلمي في أنه يساعدنا على فهم طبيعة الحياة والكون، ويتيح لك العديد من وسائل التفكير، ويوفر الكثير من الأدلة المنطقية، التي تساعدنا في اكتشاف كل شيء حولنا .
يساعد المنهج العلمي على الوصول إلى الحقيقة من خلال تقديم مجموعة من الأدلة التي تم اختبار صحتها عن طريق التجربة، وبالتالي تحديد ما إذا كانت الفرضيات أو النظريات صحيحة أم لا، وهو ما يُعرف بـ “النموذج العلمي” الذي يقدم أفضل الأفكار حول كيفية عمل الكون من حولنا
يمكن للمنهج العلمي أن يعلمنا كيفية حل المشكلات والتعامل معها بطريقة صحيحة، فهو يوفر فهما أعمق لما يحدث، وينمي التفكير النقدي لدى الإنسان. وعند تحديد المشكلة وجمع جميع المعلومات المتاحة عنها وإجراء التجارب وتحليل النتائج وإعادة التجربة مرة أخرى، ستصل إلى نتيجة حاسمة ودقيقة .
يساعد التفكير النقدي الذي يتم تنميته من خلال المنهج العلمي داخل عقولنا على الوصول إلى حلول مناسبة باستخدام جميع الأساليب المنطقية، وبالتالي يتمكن الفرد من الوصول إلى الحقيقة وحل المشكلة التي يواجهها بكل سهولة .