ماهية الذكاء وهل يزيد معدل الذكاء بين البشر
لا توجد تعريف متفق عليه للذكاء، ولكن قاموس كولينز الإنجليزي يعرف الذكاء على أنه: `القدرة على التفكير والعقل والتفهم بدلا من القيام بالأشياء تلقائيا أو عن طريق الغريزة`. وقاموس ماكميلان يقول أن الذكاء هو: `القدرة على فهم الأشياء والتفكير فيها واكتساب المعرفة واستخدامها`. لذلك في الغالب يكون هناك ارتباط ثابت بين كلمة الذكاء وكلمة التفكير في تعريفات الذكاء المتعددة .
مفهوم الذكاء
ما الذي يجعل بعض العقول أكثر ذكاءً من غيرها؟ هل يكون الأشخاص الأكثر ذكاءً أفضل في تخزين واسترجاع الذكريات؟ أم أن لديهم الخلايا العصبية الخاصة بهم المزيد من الروابط التي تتيح لهم ربط الأفكار بطريقة غير عادية؟
قال أينشتاين : يحاول الفلاسفة منذ عدة قرون تحديد المعيار الحقيقي للذكاء، وقد أدخل علماء الأعصاب مؤخرا منظورا علميا للبحث عن إجابات حول الذكاء، مثل: ما الذي يجعل بعض العقول أكثر ذكاء من غيرها؟ وهل الأشخاص الأذكياء أفضل في تخزين واسترجاع الذكريات؟ أو ربما لديهم خلايا عصبية تحتوي على المزيد من الروابط التي تسمح لهم بالجمع بين الأفكار بطريقة غير عادية؟ .
نظريات الذكاء
ثبت أن الكشف عن الشبكات العصبية الضالعة في الذكاء أمر صعب لأن هناك أنواعا مختلفة من الذكاء – التحليلي واللغوي والعاطفي، على سبيل المثال لا الحصر – لكن علماء النفس وعلماء الأعصاب يختلفون حول ما إذا كانت هذه الذكاءات مرتبطة أو ما إذا كانت موجودة بشكل مستقل عن بعضها البعض،وقد أنتج القرن العشرين ثلاث نظريات رئيسية حول الذكاء :
الأولى : هذه النظرية التي اقترحها تشارلز سبيرمان في عام 1904، تقول أن هناك أنواعا مختلفة من الذكاء، لكنها تؤكد أنها مترابطة .
الثانية : بعد مرور عقود من النظرية الأولى قام عالم النفس `هوارد جاردنر` من جامعة هارفارد بمراجعة هذه الفكرة من خلال نظرية الذكاءات المتعددة والتي حددت ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء وادعى أنه لا توجد علاقة بينهما، حيث يمكن للشخص أن يمتلك ذكاء عاطفيا قويا أقل من الموهوبين من الناحية التحليلية .
الثالثة : في وقت لاحق من عام 1985، قدم روبرت ستيرنبرغ، العميد السابق لجامعة تافتس، نظريته في نظرية الذكاء الثلاثية. وفي هذه النظرية، يقدم حججا يؤكد أن التعاريف السابقة للذكاء كانت ضيقة جدا، حيث استندت فقط على الذكاءات التي يمكن تقييمها في اختبار الذكاء. بدلا من ذلك، يعتقد ستيرنبرغ أن أنواع الذكاء تنقسم إلى ثلاثة فئات فرعية: الذكاء التحليلي، الذكاء الخلاق، والذكاء العملي .
وقد صرح الدكتور غاردنر بمزيد من التفاصيل حول نظرية الذكاءات المتعددة، حيث أشار إلى أن هذه الأشكال المختلفة من الذكاء لم تتطور لو لم تكن مفيدة في مرحلة معينة من تاريخ البشرية. وما كان يعتبر مهما في وقت ما، يمكن أن يصبح غير مهم في وقت آخر. وبتطور التاريخ والثقافات، يتغير الذكاء بالطبع. يذكرنا غاردنر بأنه قبل مئة عام، إذا أردت الحصول على تعليم عالي الجودة، كان الذكاء اللغوي هو الأهم، حيث كانت امتحانات القبول في جامعة هارفارد قبل 150 عاما تجرى باللغات اللاتينية واليونانية والعبرية. وإذا كنت تعاني من صعوبة في القراءة، على سبيل المثال، ستواجه صعوبة كبيرة في تعلم تلك اللغات، والتي تعتبر بشكل أساسي لغات مكتوبة. وبالطبع، هذا تغير الآن مع اعتبار أنواع أخرى من الذكاء مثل الذكاء العاطفي .
هل الذكاء يزيد
منذ أن تم اختراع اختبار الذكاء منذ أكثر من 100 عام، تزداد درجات معدل الذكاء لدينا بشكل مطرد، حتى الشخص العادي اليوم كان يعتبر عبقريا مقارنة بشخص مولود في عام 1919، وهي ظاهرة تعرف باسم تأثير فلين، لكن هذا التأثير قل جدا الآن، لكن هل هذا يعني أننا وصلنا بالفعل إلى ذروة الذكاء ؟
لنبدأ باستكشاف الأصول القديمة للذكاء البشري، منذ اللحظة التي بدأ فيها أسلافنا في السير منتصبين منذ أكثر من ثلاثة ملايين عام، تشير فحوصات الجماجم الأحفورية إلى أن أدمغة القردة الأولى ثنائية القدم ” أوسترالوبيثكس” تبلغ حوالي 400 سنتيمتر مكعب أي ثلث حجم البشر المعاصرين، وتستهلك أدمغة الإنسان الحديث حوالي 20 بالمائة من طاقة الجسم، لذلك يجب أن تكون أدمغتنا الأكبر قد تسببت في أن نجني بعض الفوائد أكثر من غيرنا القدماء، وهناك العديد من الأسباب المحتملة لزيادة حجم المخ، ولكن وفقا لنظرية رائدة كان السبب هو استجابة للمطالب المعرفية المتزايدة لحياة المجموعة .
قبل حوالي 400000 عام، كان حجم دماغ الإنسان Homo heidelbergensis حوالي 1200 سنتيمتر مكعب، وهو أصغر بقليل من حجم أدمغة البشر المعاصرين التي تبلغ مساحتها حوالي 1300 سنتيمتر مكعب. عندما غادر أجدادنا إفريقيا قبل حوالي 70000 عام، كانوا قادرين على التكيف مع الحياة في جميع أنحاء الكوكب، وكانوا ذكيين بما فيه الكفاية للتفكير في الأسئلة الكونية الكبيرة، بما في ذلك أصل الإنسان .
تجادل عدد قليل من الخبراء في أن التغييرات الحديثة في معدل الذكاء هي نتيجة لهذا النوع من التطور الوراثي. قبل مئة عام فقط، ابتكر العلماء مقياسا للذكاء يسمى “حاصل الذكاء” لقياس القدرات الفكرية للأفراد، ويعتمد نجاحهم في هذا المقياس على قدراتهم المعرفية المختلفة، بما في ذلك القدرة على التفكير المكاني والتعرف على الأنماط والمهارات اللغوية وغيرها. ولذلك، يعتقد أن معدل الذكاء يعكس “الذكاء العام”، وهو نوع من القدرة العقلية الشاملة .
اسباب قلة الذكاء
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى ضعف الذكاء، ومن بينها تنوع الجينات التي تحدد الذكاء الأساسي، ويمكن أن تتسبب الأخطاء الجينية أو بعض الأمراض في ضعف الذكاء، بالإضافة إلى أسباب أخرى كعدم وجود مرض أو أخطاء جينية
- قد يؤدي سوءالتغذية قبل الولادة أو في مرحلة الطفولة إلى مشاكل صحية
- تتضمن متلازمة الكحول الجنيني وتعاطي المخدرات أثناء الحمل
- التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص
- تواجد مرض أو عدة أمراض فيروسية قبل الولادة وخلال الطفولة
- صدمة في المخ قبل بعد الولادة
- الحمى الشديدة
- التسمم
- عدم وجود بيئة مناسبة لرعاية للطفل
أسباب الذكاء
يقترح بعض المنظرين النفسيين أن الذكاء هو في المقام الأول شيء موروث، حيث يتكون من القوى البيولوجية والوراثية التي يرثها الابن من أحد الوالدين أو يكون الذكاء نتيجة تأثر الطفل بالبيئة، مثل تعاليم الوالدين والمدرسة وتجارب الحياة وغيرها. وفي الوقت الحالي، يتفق معظم الباحثين على أن مزيجا من العوامل الوراثية والبيئية يساهم في تطوير الذكاء .
علامات الذكاء في الوجه
يمكنك معرفة ما إذا كان الرجل ذكيا بالنظر إلى وجهه (ولكن ليس المرأة)، فقد اكتشف العالم كلايسنر أن ” كل من الرجال والنساء كانوا قادرين على إجراء تقييم دقيق لذكاء الرجال من خلال عرض صور الوجه، لكن الغريب أنه لم يتم العثور على علاقة بين الذكاء المدرك ونسبة الذكاء بالنسبة للنساء، ومن أبرز علامات الذكاء على الوجه :
- طول الوجه
- اتساع المسافة بين العينين
- طول الأنف وكبره
- الذقن مثلث الشكل
- زوايا الفم المائلة للأعلى