ما هي الرائحة وكيف تؤثر في البشر

الرائحة مصدرها واحد أو أكثر من المركبات الكيميائية المتطايرة، ويمكن للأشخاص والحيوانات ادراكها من خلال حاسة الشم، ويمكن أن تكون الرائحة لطيفة أو غير سارة، وعلى الرغم من أن الرائحة يمكن أن تشير إلى الروائح الكريهة والجميلة، فإن هذا المصطلح عادة ما يستخدم لوصف الروائح في صناعة المواد الغذائية ومستحضرات التجميل، خاصة العطور والروائح الزهرية .

ما هي الرائحة

يرتبط مفهوم الرائحة بإحدى الحواس الخمس : الشم هو العملية التي تؤدي إلى الإدراك الحسي للروائح، وتتمثل هذه العملية في اكتشاف الجزيئات ذات الرائحة في الهواء، حيث تحفز هذه الجزيئات المستقبلات داخل الأنف، مما يولد إشارات كهربائية يتم إرسالها عبر الأعصاب إلى منطقة في الدماغ تتعلق بالشم، ويقوم المخ بتفسير هذه الإشارات وربطها بالمواد الكيميائية المختلفة التي تم تسجيلها .

والثاني : العمليات النفسية هي رد فعلنا الشخصي على الرائحة التي تم إدراكها على مستوى الخلايا العصبية، ويجب أن نلاحظ أن هذا الجانب شخصي للغاية، حيث يمكن لشخص ما ربط رائحة معينة بأحاسيس جميلة، بينما يربط آخر نفس الرائحة بأحاسيس غير سارة، ويتم تحديد هذا الجانب بناء على المكان والزمان وتجربة الشخص وغيرها من العوامل .

ما هي الفرمونات البشرية

الفيرومون هي مادة كيميائية تنتجها الحيوانات وتؤثر على سلوك حيوان آخر من نفس النوع، ويعتبرها البعض عاملا مؤثرا على التغيير في السلوك، ولكن الكثير من الأشخاص لا يدركون أن الفيرومونات يمكن أن تؤثر على سلوكيات الحيوان من نفس النوع بطرق أخرى غير السلوك الجنسي، ولها تأثير مباشر على الحيوان الذي يفرزها، وعلى عكس معظم الهرمونات الأخرى، تعتبر الفيرومونات هرمونات خارجية، وتفرز خارج الجسم وتؤثر على سلوك فرد آخر .

الفيرومونات تشبه الهرمونات، ولكنها تعمل خارج الجسم، وتحفز النشاط في الأفراد الآخرين، مثل الإثارة الجنسية. تستخدم معظم الحشرات الفيرومونات للتواصل. تمت دراسة بعض المواد الكيميائية التي تشبه تأثير الفرمونات لدى البشر، مثل الفيرمونات في الحيوانات، ولكن الأدلة على وجود شيء مشابه للفرمونات عند البشر ضعيفة .

الروائح وتاثيرها على الانسان

يمكن للروائح أن تؤثر على السلوك بطرق عدة، وتم في الآونة الأخيرة مناقشة فكرة أن الروائح قد تسبب تغييرات في الحالات العاطفية أو المزاجية، وأن مثل هذه التغييرات لها علاقة بالعمليات الفيزيولوجية. فقد كشفت دراسة أجراها باحثون عام 2015 أن استنشاق رائحة أشجار النخيل بعد المصافحة، وهو أمر يحدث عادة في غضون 30 ثانية من التصافح، يمكن أن يساعد الأشخاص في التعرف على صحة شخص ما، ويمكن أيضا أن يعطي معلومات عن حالتهم العاطفية، مثل ما إذا كانوا سعداء أو حزينين أو خائفين، وتثير الرائحة هذه المشاعر دون وعي .

أظهرت دراسة أجريت في عام 2014 أنه يمكننا أن نفرق بين ما لا يقل عن تريليون رائحة مختلفة. ومع ذلك، يكون الوعي بقدراتنا على استشعار هذا العدد معقدا لأن اللغة البشرية لا تحتوي على كلمات تصف تريليون رائحة. وعلى عكس حواسنا الأخرى، لا تنتقل الأعصاب الشمية مباشرة إلى المهاد في الدماغ الذي يعتبر بوابة الوعي، بل ترسل معلومات الأنف إلى المناطق القشرية لإثارة المشاعر والذكريات بدون وعي. وعندما يتعلق الأمر بالروائح، يمكن أن يتأثر الناس دون أن يدركوا ذلك .

الفرمونات وكيف استغلالها

يمكن شراء العديد من منتجات الفيرومون عبر الإنترنت، ولكن الأبحاث تشير إلى أن تلك المنتجات غير فعالة. تفرز الحيوانات الفيرومونات لتحفيز سلوكيات مختلفة، مثل الاستجابة لحالات الخطر، وإشارة المكان المؤدي إلى الطعام، والتحفيز الجنسي، وتنبيه الحشرات الأخرى لوضع بيضها في مكان آخر، وتحديد موقع محدد في الأرض، وتعزيز العلاقة بين الأم والأبناء، وإنذار حيوان آخر، وغيرها. يعتقد أن أول فيرومون هو “بومبيكول” الذي تم اكتشافه في عام 1959، حيث يفرزه العث الأنثوية لجذب الذكور. يمكن لإشارات الفيرومون أن تنتقل على مسافات بعيدة حتى في تركيزات منخفضة .

يعتقد الخبراء أن نظام الفيرومونات للحشرات أسهل في الفهم من نظام فيرومونات الثدييات ، لأن الثدييات ليس لديها سلوك نمطي مثل الحشرات. يعتقد أن الثدييات تكتشف الفيرومونات من خلال عضو في الأنف يسمى العضو الذري (VNO) أو عضو جاكوبسون ، ويتم ذلك في منطقة تحت المهاد في المخ. يتكون VNO في البشر من بعض الحفر التي ربما لا تؤدي أي وظيفة. ومن المثير للاهتمام أن VNO موجود بوضوح في الجنين ولكنه يضمر قبل الولادة. إذا كان البشر يستجيبون للهرمونات ، فمن المرجح أنهم يستخدمون نظامهم الشمي الطبيعي العادي. يتم استخدام الفيرومونات عادة لمكافحة الحشرات ، حيث يمكن استخدامها كطعم لجذب الذكور إلى الفخ أو منعهم من التزاوج وغيرها .

الفرمونات والعلاقه الزوجيه

في معظم الحيوانات، تكون العلاقة بين الفيرومونات والتزاوج واضحة، حيث تطلق قنافذ البحر، على سبيل المثال، الفيرومونات في المياه المحيطة لنقل رسالة كيميائية تحفز قنافذا أخرى في المستعمرة لإخراج خلايا الجنس في وقت واحد. أما الفيرومونات البشرية، فهي على نقيض ذلك تماما، حيث تكون فردية للغاية وليست ملحوظة دائما. أظهرت دراسات الدكتور كاتلر في السبعينيات أن النساء اللاتي يمارسن الجنس بانتظام مع الرجال لديهن دورات طمث منتظمة أكثر من النساء اللاتي يمارسن الجنس بشكل متقطع، وتؤخر ممارسة الجنس بانتظام انخفاض هرمون الاستروجين وتزيد من خصوبة النساء. وبناء على ذلك، قام فريق البحث بالتحقيق في الأثر الذي يمكن أن يسببه الرجل في العلاقة، وفي عام 1986، أدركوا أن الفيرومونات تلعب دورا في ذلك .

يمكن استخدام الفيرومونات لعلاج الخصوبة لدى الأزواج الذين يرغبون في الحمل، أو كوسيلة لمنع الحمل، ويمكن للأزواج الذين يعانون من مشاكل جنسية استخدام الفيرومونات مع العلاج التقليدي لتحفيز الرغبة الجنسية. يعتقد بعض الباحثين أن الفيرومونات يمكن أن تحسن المزاج وتخفف الاكتئاب والتوتر، وأن استخدام العلاج بالفيرومونات يمكن أن يتحكم في نشاط البروستاتا لدى الرجال ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان .

ما هي الفرمونات في العطور

الفيرومونات هي مواد كيميائية يفرزها حيوان يغير سلوك حيوان آخر من نفس النوع، وهناك فكرة خاطئة مفادها أن الفيرومونات تعادل الرائحة لكن في الحقيقة هذا غير صحيح، وقد أظهرت الأبحاث بلا شك أن الفيرومونات حقيقية في جميع أنواع مملكة الحيوان لكن تاريخها في البشر أكثر إثارة للجدل، فبينما يزعم بعض الخبراء أن المواد الكيميائية المنتجة بشكل طبيعي قد تعزز الانجذاب الجنسي للشخص من خلال حاسة الشم، يعتقد آخرون أن الفيرومونات البشرية غير موجودة عمليا .

بسبب اختلاف الآراء بين الباحثين حول وجود الفيرومونات في البشر، فإن الفيرومونات البشرية المدرجة في ملصقات المنتجات والعطور، بما في ذلك PherX الشهيرة، ربما تكون مركبات كيميائية مصنوعة في المختبرات أو مستخرجة من الحشرات. وتشير معظم الأدلة إلى أن الفيرومونات قد تكون فعالة مع بعض الحيوانات، ولكن هذه المشاعر السحرية لا تعمل إلا داخل الأنواع، مما يعني أنها قد لا تجذب الإنسان، ولكن يمكن أن تجذب الحشرات مثل الذباب .

تم إنتاج العديد من العطور الشهيرة، مثل عطور شانيل وجوتشي، باستخدام مضافات غنية بالفيرومونات الحيوانية (العنبر والمسك) لسنوات، ويجب ملاحظة أن هذه المركبات قد تثير استجابة إيجابية أو لطيفة، ولكن يجب تمييزها عن الفيرمونات الحقيقية، وذلك لأن رائحة العنبر والمسك اللطيفة هي التي تجذبنا إلى تلك العطور وليست الفيرمونات التي تحتوي عليها .