سر الصخور المتحركة في وادي الموت
يذخر العالم بالكثير من الغوامض والغرائب العجيبة ، وكثيرًا ما تخرج علينا نشرات الأخبار بمعلومات أو رصد لأحداث غريبة للغاية ، يبذل فيها العلماء الجهد لسنوات عديدة ، من أجل تقديم تفسير منطقي لها ، ومن بين غرائب العالم ، سمعنا عن الصخور المتحركة في البحيرة الجافة ريس تراك Racetrack.
بداية لغز الصخور المتحركة
شهد طريق باسم Playa ظاهرة غريبة للغاية، ارتبطت بمنطقة وادي الموت في أمريكا، حيث تحركت مجموعة من الصخور لمسافة تقدر بحوالي 320 كيلومترا، وذلك من بحيرة ريس تراك الجافة، وتركت آثارها على الرمال التي تنبأ بحركتها، وتعلن عن سر غامض وغريب، وتجعل الجميع يتساءلون عن كيفية تحرك تلك الصخور الضخمة من مكانها
بدأ العلماء في مختلف التخصصات بالبحث بشأن تلك الصخور المتحركة ، في منطقة تعرف باسم وادي الموت في كاليفورنيا ، وذلك منذ أن تم اكتشافها عام 1940م ، حتى كشف أحد الباحثين ويدعى ريتشارد نوريز ، وهو أحد باحثي معهد سكريبس لعلوم المحيطات ، التابع لولاية كاليفورنيا حيث وُجد اللغز ، النقاب عن سر الصخور المتحركة في البحيرة الجافة Racetrack ريس تراك .
نبذة عن وادي الموت
يعد وادي الموت أحد أشهر الأماكن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وهو عبارة عن واديًا يقع في شرق وسط ولاية كاليفورنيا ، ويمتد جزء من هذا الوادي صوب جزيرة نيفادا ، وهذا الوادي منخفض بشدة عن سطح الأرض المعتاد ، وتغطيه وتملؤه الصدوع الأرضية التي كونت الوادي العميق به ، وهو شديد الجفاف وليس به أي نوع من أنواع الحياة على الإطلاق ، ليس هناك سوى الصحراء والصخور فقط ، وقيل أن تلك الحياة القاسية ، أو بمعنى أصح لا توجد حياة بهذا الشكل ، هو ما جعل الكثيرون يطلقون عليه اسم وادي الموت.
ظاهرة الصخور المتحركة
عرفت ظاهرة الصخور المتحركة باسم الصخور المنزلقة أيضا، وهي ظاهرة جيولوجية بحتة، ولكنها تسببت كثيرا في حيرة العلماء المتخصصين لأكثر من قرن من الزمان، وحدثت تلك الظاهرة في محيط بحيرة ريس تراك الجافة، على طريق بلايا في منطقة جبال بانامنت، تلك المنطقة التي كونت واديا جافا هو وادي الموت الشهير في كاليفورنيا.
الظاهرة غريبة جدا، ليس فقط بسبب تحرك الصخور من مواضعها، بل لأن الصخور ثقيلة الوزن جدا. فوزن أصغرها حوالي 320 كيلو جرام، وهي تتحرك على رمال الصحراء الجافة لمسافة طويلة وتترك آثارا عميقة وصلت إلى عمق 30 سم ونصف، ولا يوجد أي حياة في هذا المكان. إن هذا الانتقال لم يحدث بفعل بشر أو حيوان ضخم.
وفيما يتعلق بهذه الظاهرة، لاحظ العلماء وخبراء الجيولوجيا أن هذه الظاهرة تتكرر بشكل دوري كل عامين في نفس التوقيت، ويستمر تأثير الحركة لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات وأربعة، ويتم تحديد الوجه السفلي لهذه الصخور عندما تتحرك بشكل يتناسب مع المسار الذي تركته خلفها، فتترك الصخور الناعمة مسارات منحنية والصخور الخشنة تترك مسارات أفقية ثابتة، ويمتد طول هذه المسارات من 3 أمتار إلى أكثر من 260 مترا، وهي مسافة طويلة لحركة الصخور، وتتجه المسارات في كل مرة في طريق مختلف ولم يتم تصويرها حتى الآن.
تفسير ظاهرة الصخور المتحركة
بالتأكيد، يجب أن يحظى الأمر الغريب والخارق، مثل ما حدث مع الصخور المتحركة، باهتمام العديد من العلماء والمتخصصين. ويجب أن يبحثوا عن تفسيرات منطقية لتلك الظاهرة، بناء على المعلومات التي يجمعونها. وكان من بين أهم التفسيرات لها: أن الرياح الشديدة قد تكون سببا في حدوث مثل تلك الحركة مع الصخور. ومع ذلك، فإن هذه الفرضية هي الأقل قوة وتأثيرا لتفسير تلك الظاهرة.
تم التقاط العديد من الصور لتلك المنطقة التي تحركت فيها الصخور باستخدام الأقمار الصناعية في منطقة وادي الموت والبحيرة الجافة. ومع ذلك، أثبت خبراء الجيولوجيا وعلوم الطقس أن قوة الرياح في هذا المكان لا يمكنها نقل أي صخرة من مكانها، وبالتالي لا يمكن اعتبار فرضية الرياح القوية كتفسير علمي مناسب لتحريك تلك الصخور من مكانها.
وفريق آخر قدم تفسيرا لهذه الظاهرة، مرتبطا بالطقس البارد في هذه المنطقة. أقروا بأن مياه المحيط تتجمد أسفل تلك الصخور، مما يؤدي إلى تكون كتل صخرية حولها وتحتها. وعند ارتفاع درجة الحرارة مرة أخرى، تبدأ تلك الكتل في الانصهار تدريجيا، مما يسهل حركة الصخور مع الرياح. ومع ذلك، لم تثبت هذه النظرية نجاحها للمرة الثانية، نظرا لضعف قوة الرياح في تلك المنطقة، خاصة أنها لا تشهد أي عواصف قوية.
حل لغز الصخور المتحركة
وجد عالم الكواكب رالف لورينز، الذي يعمل في وكالة ناسا، أن تحرك الصخور يمكن أن يكون بسبب الثلج الذي يتجمد ويغلفها في فصل الشتاء، حيث يتجمد ويغلف الثلج الصخور كبيرة الحجم، وعندما يذوب يصبح الأرض أسفل الصخور طينية وينزلق الصخر فوق هذه البحيرة الطينية إلى موقع آخر، مما يجعل الصخر يترك أثرا في الطين قبل أن يجف، ويستمر هذا الأثر لفترات طويلة جدا ويسهل حركة الصخور.
على الرغم من حماس البروفيسور لورينز بنظريته، إلا أن علماء رصد الصخور لم يتمكنوا حتى الآن من رصد حركة الصخور التي أشار إليها لورينز في الرمال، ولا يوجد شهود حتى الآن على حركة الصخور.
وكان الأصل فيما أشار إليه البروفيسور لورينز من تفسير ، يعود إلى تجربة بسيطة أجراها في منزله؛ حيث أحضر البروفيسور لورينز صخرة صغيرة الحجم وقام بتجميدها في قدر كبير من المياه، ثم ترك جزء من الصخرة يحفر طبقة من الثلج، بعد ذلك قلب لورينز الصخرة على الجانب الثاني، ثم وضعها في بركة من المياه ونفخ فيها، ليجد أنها تحركت بكل سهولة من مكانها. ومع ذلك، بعد المزيد من البحث، تبين أن منطقة وادي الموت لا تتعرض لرياح قوية، وبالتالي تحتاج هذه النظرية إلى إثبات وجود رياح شديدة تتحرك بسرعة آلاف الأميال لتحريك صخور بهذا الحجم على الرمال الجافة وعلى مسافات بعيدة أيضا.
وعلى الرغم من تحرك العلماء والمتخصصين لتفسير ظاهرة الصخور المتحركة ، إلا أن حراس المكان كانوا قد أكدوا أن ما يحدث هو ظاهرة خارقة لا تفسير لها علميًا ، وأن هناك طاقة وقوة غامضة مرتبطة بتلك الصخور ، بينما اعتقد الكثير من زائري المكان أن هناك قوة سحرية تسيطر على المكان بالفعل.