تحاليل طبيةصحة

ما هو تحليل اكتشاف الأنيميا sTfR

فقر الدم (الأنيميا) هو أحد الاضطرابات الصحية الشائعة، خاصة في الدول النامية التي يعاني فيها جزء كبير من السكان من سوء التغذية. ولكن ليس سوء التغذية هو السبب الوحيد لفقر الدم، فهناك العديد من الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب نفس النتيجة، كما أن فقر الدم ينقسم إلى أنواع عديدة، ومن بينها أنيميا نقص الحديد التي تعتبر واحدة من أشهر الأنواع .

فقر الدم

الأنيميا هي حالة تحدث عندما يكون هناك خلل في بعض مكونات الدم، مثل كرات الدم الحمراء ونسبة البروتين المحمولة على هذه الكرات والمسؤولة عن نقل الأكسجين لخلايا الجسم المختلفة. نقص كرات الدم الحمراء يؤدي إلى نقص الهيموجلوبين وبالتالي الإصابة بالأنيميا. يمكن أن يحدث نقص كرات الدم الحمراء بسبب أسباب وراثية أو مكتسبة، وتحدث أنيميا نقص الحديد بسبب نقص عنصر الحديد المسؤول عن تكوين جزيء الهيموجلوبين .

أسباب أنيميا نقص الحديد

هناك عدة أسباب رئيسية للإصابة بأنيميا نقص الحديد، بما في ذلك:

عدم الحصول على كمية كافية والنسبة الموصى بها من الحديد يوميًا عن طريق الطعام، خاصة في حالة الأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي نباتي .

وجود خلل في معدل امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي .

يؤدي وجود خلل في بعض أعضاء الجسم إلى فقد كمية كبيرة من الحديد .

كما أن التعرض للنزيف الشديد يؤدي أيضًا إلى نقص الحديد والإصابة بفقر الدم .

يجب تجنب استخدام أدوية الحموضة لفترات طويلة، حيث تؤثر على إفراز حمضالمعدة الذي يلعب دورًا كبيرًا في عملية امتصاص الحديد في القناة الهضمية .

يجب استخدام بعض أنواع العلاج مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي .

مراحل الإصابة بالأنيميا

يتدرج الجسم عبر مجموعة من المراحل عندما تبدأ نسبة الحديد في الانخفاض في الجسم، وتتضمن هذه المراحل ما يلي:

مرحلة استنزاف الحديد

تعد مرحلة استنزاف الحديد هي المرحلة الأولى للاصابة بفقر الدم، وتحدث عندما يقل معدل الحصول اليومي على الحديد أو عند حدوث حالات نزيف مزمنة أو لأسباب أخرى .

في هذه المرحلة، يكون مستوى الهيموجلوبين وعدد كرات الدم ضمن المعدل الطبيعي، في حين يكون مستوى الفريتين (الحديد المخزن في الجسم) أقل من المعدل الطبيعي، ولذلك يعد انخفاض نسبة الفريتين عن المعدل الطبيعي أول علامات الإصابة بالأنيميا .

يعد بروتين الفريتين من بروتينات الجسم التي تتفاعل بشكل إيجابي مع التهابات الجسم؛ حيث يمكن أن تكون مستوياته مرتفعة أكثر من المعدل الطبيعي في الجسم عند وجود أي التهابات، لذا يجب التحقق من حالة المريض بشكل كامل قبل تشخيصه بفقر الدم .

مرحلة نقص كرات الدم الحمراء

في المرحلة الثانية من إصابة نقص الحديد المعروفة أيضا بـ Iron deficient erythropoiesis، ومع استمرار عدم توفر الحديد بكمية كافية للجسم، يبدأ معدل تكوين كريات الدم الحمراء في الانخفاض. ومع ذلك، في هذه المرحلة ستظل نسبة الهيموجلوبين وعدد كريات الدم الحمراء في المستوى الطبيعي، لأنه تم تكوين الكريات الحمراء مسبقا وهي لا تزال موجودة في الجسم .

ولكن في هذه المرحلة ؛ يبدأ الكبد في زيادة معدل إنتاج بروتين الترانسفرين Transferrin وهو البروتين المعني بنقل الحديد ، ويزيد معدل إنتاجه كنوع من التعويض الجسدي لنقل أكبر قدر ممكن من الحديد لمواقع الاستخدام ، وهناك بعض الاختبارات المعملية التي يُمكن من خلالها الكشف عن مستوى الترانسفرين ، ومن أهمها هو اختبار Total Iron binding Capacity أو المعروف اختصارًا بـ TIBC .

وتقوم فكرة عمل TIBC على أن الترانسفرين يجب أن يكون متشبعًا بالحديد في الوضع الطبيعي بنسبة 30 % ، وهذا الاختبار يقيس نسبة مواقع الارتباط بالحديد الحرة التي لم يتم ارتباط الحديد بها ، وبالتالي كلما زادت قيمة تحليل TIBC كلما كانت نسبة تشبع الحديد أقل ، وكلما قلت نسبة TIBC كلما كانت نسبة التشبع أعلى .

مرحلة أنيميا نقص الحديد

وفي هذه المرحلة، ومع استمرار نقص الحديد في الجسم، يصاب المريض فعليًا بأنيميا نقص الحديد، ويظهر ذلك في اختبارات الدم على النحو التالي:

  • تشير نسبة Ferritin في مستوى الحديد إلى انخفاضها دون المستوى الطبيعي .
  • نسبة بروتين الناقل للحديد Transferrin ترتفع، مما يعني أن قيمة اختبار TIBC ستكون مرتفعة .
  • يتناقص مستوى الحديد الحر في مصل الدم .
  • تنخفض قيمة الهيموجلوبين وكرات الدم الحمراء.
  • ارتفاع قيمة RDW هو حالة تُعرف باسم anisocytosis.

يمكن تعبير حالة فقر الدم هنا عن طريق Microcytic Hypochromic Anemia .

تحليل اكتشاف الأنيميا sTfR

وقد تمكن العلماء حديثًا أيضًا من اكتشاف اختبار معملي اخر من شأنه أن يُساعد في التعرف على نسبة البروتين ناقل الحديد Transferrin في الدم وهو اختبار Soluble Transferrin Receptors أو المعروف اختصارًا باسم sTfR كبديل لاختبار Ferritin نظرًا إلى أن نسبة الفريتين تتأثر بالالتهابات الحادة في الجسم .

وتقوم فكرة تحليل الـ sTfR على أن مستقبلات الترانسفرين Transferrin receptors موجودة بالفعل على بعض الخلايا التي تستخدم الحديد ومنها بالطبع الخلايا التي يتم تصنيع كرات الدم الحمراء منها والمعروفة باسم erythroid precursors ، حيث أنه كلما انخفضت نسبة الحديد عن المعدل الطبيعي في الجسم كلما زاد عدد هذه المستقبلات على الخلايا .

وتم اكتشاف أن جزءا من هذه المستقبلات يتم إذابتها عن طريق عملية proteolysis وتطلق في دم المريض، وهذه تعرف بمستقبلات الترانسفيرين القابلة للذوبان، بالإضافة إلى أن نسبة هذه المستقبلات القابلة للذوبان تتناسب مع نسبة المستقبلات الموجودة على الخلايا بشكل متناسب، وبالتالي، فإن قياس sTfR في المختبر يعطي صورة دقيقة عن نسبة المستقبلات على الخلايا ونسبة الترانسفيرين .

على الرغم من أن اختبار sTfR هو الأدق عند رغبتنا في التحقق من وجود نقص الحديد أكثر من قياس Ferritin، الذي يرتفع مع زيادة التهابات الجسم الحادة، إلا أن ارتفاع قيمة sTfR يشير إلى وجود نقص الحديد في الجسم. ومع ذلك، لا يزال اختبار Ferritin هو الأكثر استخداما في مختبرات التحاليل الطبية، ويتم اللجوء إلى اختبار sTfR فقط عندما لا يساعد Ferritin في تشخيص الحالة، مثل الحصول على نتيجة طبيعية في الاختبار مع وجود أعراض نقص الحديد على الجسم .

شروط إجراء اختبار sTfR

لا يحتاج اختبار sTfR إلى أي تحضيرات سابقة، ولا يشترط الصيام، حيث يتم سحب عينة دم من ذراع المريض في أي وقت بعد تطهير موقع سحب الدم ويد الفني المختص بعملية السحب، ثم يتم إرسال العينة إلى المختبر المختص بإجراء الاختبار خلال فترة لا تزيد عن 24 ساعة .

-غالبا ما يطلب من الأطباء إجراء اختبار sTfR عندما يعاني المريض من فقر دم وضعف ونقص في الطاقة، وعندما يشير اختبار صورة الدم الكاملة إلى انخفاض نسبة الهيموجلوبين (الأنيميا الفقرية) وانخفاض حجم كرات الدم الحمراء (الأنيميا الصغرى) ونتيجة ferritin طبيعية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى