لماذا ينمو شعر الإبط

حلاقة أو عدم حلق شعر جسمك ، هو قرار شخصي تمامًا لا يمكن لأحد التدخل فيه ، فهو أقرب إلى اتخاذ القرار بوضع أحمر الشفاه أو إجراء جلسة بوتوكس ، أو حتى ارتداء نوع محدد من الملابس أثناء التجول خارج المنزل. ولكن عدم حلاقة الشعر الظاهر من الجسم مثل الإبطين أو الذراعين أو الساقين ، قد يثيرون الجدل لفترات طويلة ، حيث يعتبرها البعض من الأمور الجمالية ، وآخرون يرون أنها باتت أمر غير شخصي ، طالما أنها ظهرت لأعين من يتعاملون معك.

مشاهير لا يحلقون شعر الإبط

في الأشهر الأخيرة، أثار بعض المشاهير مثل أماندلا ستينبرج ولوردز ليون نقاشات وجدلا واسعا عبر الإنترنت بشأن شعر الإبط المرئي، وذلك بسبب ظهورهما على السجادة الحمراء بدون حلاقة لشعر الإبط! وبما أن المشاهير هم قدوة لكثير من جمهورهم، أثار هذا الجدل حول حلاقة شعر الإبط وعدمها، فهناك العديد من النساء غير المشاهير اللاتي لا يحلقن شعر الإبط أيضا، وبالنسبة لهن، يشتركن مع تلك المشاهير في هذا الأمر، ولكن لديهن أسباب مختلفة لعدم حلاقته، فالبعض ليس لديه وقت كاف أو ببساطة لا يهتم بذلك، بينما يشعر البعض الآخر بالملل من إزالة شعر الإبط. وللتوضيح، سنستكشف خصائص شعر الإبط وسبب نموه وفوائد حلاقته.

خصائص شعر الإبط

تبدأ نمو شعر الإبط، المعروف أيضا باسم الشعر الإبطي، عند بلوغ الفرد، ويحدث ذلك عادة في سن 10-12 سنة للإناث و 11-14 سنة للذكور. تقوم الغدة النخامية في المبايض والخصيتين بإفراز مجموعة من الهرمونات المعروفة باسم الأندروجينات، وهذه الهرمونات الجنسية تحفز الغدد العرقية وتساعدها على العمل بشكل صحيح. يوجد غدة عرقية أخرى هي الإكرين التي توجد في راحتي القدمين وباطنهما. تتصل الغدة العرقية المفرزة بمصادر شعر الإبط والعانة.

مراحل نمو شعر البط

يمر شعرك بالعديد من التغييرات أثناء نمو الإنسان ، فأثناء فترة الرضاعة ، يكون للدى الفرد شعر مؤقت ، ثم يبدأ في التساقط ويتغير إلى الشعر الزهري في الطفولة ، وهو يساعد الجسم على تنظيم درجة حرارته ، وغالبًا ما يشار إليه باسم زغب الخوخ أو شعر الطفل بسبب مظهره الضعيف ، فهو قصير ورقيق  حيث يبلغ طوله أقل من 1/13 من البوص ، وله لون فاتح مقارنة بباقي شعر الجسم ،  وينمو في عدد من مناطق الجسم مثل ؛ الأنف والأذنين وحتى الجفون. وبمجرد الوصول إلى سن البلوغ ، يتحول شعر الجسم مرة أخرى ، ليصبح الشعر في تلك المرحلة ، أكثر كثافة وسماكة ويتغير لونه إلى اللون الأغمق.

وجدير بالذكر ، أن الحساسية  تؤثر على مستويات الأندروجين أيضًا ، ذلك الهرمون الذي له تأثير واضح على نمو الشعر الدائم في جميع أنحاء الجسم ، وعندما ينتج الجسم المزيد من الأندروجينات ، ينمو المزيد من الشعر الدائم في أماكن أخرى مثل ؛ الساقين والذراعين والصدر والمعدة والقدمين.

الفرق بين شعر الإبط وشعر الجسم

شعر الوجه وشعر الإبط وشعر العانة ؛ كلها من نفس النوع من الشعر ، وتسمى شعر نهائي أو الشعر الدائم ، وهذا النوع من الشعر يبدأ في النمو كشعر ناعم  أو شعر زغبي ، وعند البلوغ يبدأ في التغير ويتطور إلى شعر خشن ، وهو في كثير من الأحيان ، يكون أقل من شعر الإبط أو العانة بحوالي 6 بوصات.

فوائد شعر الإبط

على الرغم من كون شعر الإبط غير مريح للكثيرين في أغلب الأحيان، إلا أنه يتميز بعدد من الفوائد التي قد لا يدركها الكثيرون، فهو يساعد الجسم بعدة طرق مختلفة

شعر الإبط جيد للفيرومونات ، والفرمونات هي عبارة عن روائح محفزة للهرمونات الجنسية لدى كل من الإناث والذكور ، وهي المسؤولة عن الانجذاب بين الطرفين ، نظرًا لتواجدها في مناطق مختلفة من الأعضاء مثل الإبطين والسرة والأعضاء التناسلية ، ويتم إفراز الفرمونات من هذه المناطق لرفع نسبة الرغبة الجنسية تجاه الجنس الآخر.

– يمكن لشعر الإبط في بعض الأحيان أن يساعد في جذب شريك الحياة، حيث يفرز الإبطان الفيرومونات التي تحتوي على مادة كيميائية تلعب دورًا في جذب الجنس الآخر.

بترك شعر الإبط سليمًا، تساعد على الحصول على رائحة عرق أقوى؛ إذ أن العرق والشعر مرتبطان ببعضهما، مما يجعل الفيرومونات أقوى.

في دراسة أجريت عام 2018 ، شملت 96 من الأزواج من جنسين مختلفين ، تم إظهار أن هناك فوائد لعدم استخدام منتجات مزيل العرق على رائحة الشخص الطبيعية. أثبت الباحثون ذلك من خلال طلب الرجال في الدراسة ارتداء قميص لمدة 24 ساعة وعدم استخدام أي منتجات مزيلة للعرق أو الروائح الجسمية. بعد أن شم النساء قميص شركائهن، أجروا عدة اختبارات لتحديد النتائج، وفي النهاية وجدوا أن هناك شيء مغر حول رائحة الجسم الطبيعية، نتيجة إفراز الهرمونات بشكل طبيعي وبدون رائحة مزعجة.

يقلل شعر الإبط من الاحتكاك، حيث إنه يمنع الاتصال والاحتكاك بين الجلد والجلد عند القيام بأنشطة معينة مثل الجري والمشي، ويحدث الشيء نفسه مع شعر العانة حيث يقلل الاحتكاك أثناء ممارسة الجنس وغيرها من الأنشطة.

وجدير بالذكر أيضاً، أنه بالإضافة إلى تقليل الاحتكاك، فإن الامتناع عن حلق شعر الإبط يمكن أن يمنع بعض المشكلات التالية:

• نمو الشعر تحت الجلد
• تجنب الحروق الناتجة عن الحلاقة
• تجنب ظهور بثور الإبط
• تجنب البقع والعلامات على الجلد
• تجنب تهيج الجلد.

فوائد حلاقة شعر الإبط

لا يقتصر الفائدة الوحيدة لحلاقة شعر الإبط على الحصول على بشرة ناعمة، بل يشمل ذلك العديد من الفوائد الأخرى مثل:

التعرق بصورة أقل

إذا كنت تعاني من التعرق المفرط أو تشعر بالانزعاج بسبب ظهور بقع العرق على ملابسك، ستساعدك عملية حلاقة الإبطين في التخلص من تلك المشاكل، حيث يتسبب نمو الشعر في زيادة التعرق والرطوبة في تلك المنطقة. وبعض الأشخاص يعانون من التعرق الزائد بشكل طبيعي، حتى بعد حلاقة الإبطين، وهذا ما يعرف طبيا بفرط التعرق، وهو حالة تجعل الناس يعانون من التعرق المفرط في أيديهم وأرجلهم وإبطيهم أيضا.

خفض رائحة الجسم بشكل أقل

يتأثر رائحة الجسم بشكل مباشر بالتعرق تحت الإبطين، حيث ينتج التعرق نتيجة تحلل البكتيريا في تلك المنطقة، وعند إزالة الشعر تحت الإبطين، يتم تقليل نمو البكتيريا في تلك المنطقة بشكل كبير مما يقلل من رائحة الجسم بشكل عام.

توصلت دراسة أجريت في عام 2016 على مجموعة من الرجال إلى أن إزالة شعر الإبط بواسطة الحلاقة تقلل بشكل كبير من رائحة الإبط خلال الـ 24 ساعة التالية. وتتفق نتائج هذه الدراسة الحديثة مع نتائج دراسة علمية سابقة أجريت في عام 1953 حول نفس الموضوع. فقد أثبتت الدراسات أن إزالة شعر الإبط، سواء بواسطة الحلاقة أو بواسطة الشمع، يسهل وصول الصابون ومنتجات التطهير إلى البشرة والمسام.

أسباب عدم نمو شعر الإبط

إذا لم تلاحظ نمو شعر الإبط لديك، فقد يكون ذلك بسبب بعض الأسباب الوراثية أو بسبب حالات صحية مثل مرض السكري أو مرض الكلى أو الربو، أو وجود تشوهات في الغدة الدرقية والغدة النخامية

إذا تمت عملية إزالة الشعر بالليزر تحت الإبط، فلن ينمو الشعر لمدة 6 إلى 12 شهرًا، إلا إذا لم تكتمل كل العلاجات اللازمة.

خلاصة المعلومات عن شعر الإبط

يعتمد إذا كنت ستقوم بإزالة شعر جسمك أم لا على قرارك الشخصي، ويمكن أن تشمل مناطق مثل الإبطين وشعر العانة. والكثير من الناس يفضلون القيام بذلك لأسباب جمالية، حيث يظهر الجلد بشكل أفضل بدون شعر أمام الشريك أو المعجبين، وعلى الرغم من وجود بعض الفوائد لترك شعر الإبط ينمو بطريقة طبيعية، إلا أن فوائد إزالته تفوق ذلك، خاصة مع تناول الأطعمة السريعة أو عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع التلوث ووصول البكتيريا إلى الجسم.