شرح استراتيجية بائع الكلمات

أصبحت طرق التعليم الحديثة العامل الأساسي في زيادة استفادة الطلاب من السنوات الدراسية، وخاصة بعد أن عانت الأجيال السابقة من دراسة مواد وحفظ معلومات ضخمة للنجاح في الامتحانات ثم الاصطدام بمتطلبات سوق العمل التي ليست متاحة لهم بعد التخرج. وفي هذا السياق، اتجهت المملكة وعدد من الدول الأخرى إلى استخدام أحدث وأهم وأفضل طرق واستراتيجيات التعليم الحديثة لتجاوز هذه المشكلة .

الاستراتيجية التعليمية

مفهوم الاستراتيجية يعني صياغة خطة مدروسة تعتمد على مجموعة من المعلومات والافتراضات المتبوعة، ثم انتظار نتائج محددة، ولا يمكن تطبيق الفكرة الاستراتيجية على مجال دون الآخر، بل يمكن تطبيقها على جميع المجالات والعلوم، وبما أن التعليم هو العامل الأساسي والحاسم لتقدم وازدهار وتفوق الدول، فإن الغالبية العظمى من المهتمين يركزون بشكل كامل على اكتشاف النظريات والاستراتيجيات التعليمية والتربوية التي يمكن من خلالها التخلص من الطرق التقليدية العقيمة في تعليم وتربية النشء الحديث .

أهمية طرائق التعليم الحديثة

توجد فوائد لا حصر لها عند تطبيق طرق واستراتيجيات التعليم الحديثة، مثل

تُساعد في تغيير التقاليد القديمة والمتعارف عليها منذ عقود في شكل الصف المدرسي وطريقة الشرح خلال الحصة الدراسية .

يتم التركيز على تطوير الجانب المعرفي والجانب الإدراكي بشكل متوازن مع بعضهما البعض بدلاً من التركيز على تطوير الجانب المعرفي فقط وتجاهل الجانب الفكري والمهاري دون تطويره .

تساعد جميع استراتيجيات التعليم الحديثة على خلق جو تفاعلي ديناميكي فعال داخل الصف، وتزيد من دور الطالب ومشاركته في عملية التعليم بشكل أكبر .

تعترض جميع الاستراتيجيات والنظريات التعليمية الحديثة على النمط التقليدي لعملية التعليم التي تقوم على تقديم كمية كبيرة من المعلومات للطالب دون تحقيق الفائدة الحقيقية من العملية التعليمية، وتتطلب جميعها إدماج الطالب في العملية التعليمية .

تطبيق هذه الاستراتيجيات ساعد بشكل كبير على جعل بيئة العملية التعليمية بيئة مرحة ومحببة للتلميذ، وخالية من الضغط العصبي والخوف من الفشل في الإجابة والتعرض للعقاب أو تخفيض الدرجات وغيرها من مساوئ وعيوب النظام التقليدي العام للتعليم .

استراتيجية بائع الكلمات

واحدة من الاستراتيجيات التعليمية الجديدة والمميزة هي استراتيجية بائع الكلمات، وهي من أفضل الاستراتيجيات التي ساعدت في خلق روح من المتعة والمشاركة والتعاون والاستمتاع بالعملية التعليمية بين الطلاب. تعتمد هذه الاستراتيجية على فكرة توزيع بعض الملصقات التي تحمل مجموعة من الكلمات على التلاميذ، ثم طرح بعض الأسئلة، وعلى الطالب الذي يحمل الملصق المحتوي على الإجابة الصحيحة أن يتنبأ بها .

تطبيق استراتيجية بائع الكلمات

استخدام استراتيجية بائع الكلمات سهل للغاية ولا يستغرق وقتًا طويلًا أو جهدًا كبيرًا، ويتم عبر الخطوات التالية:

يبدأ المعلم في البداية بإعداد مجموعة من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها بكلمة واحدة، ثم يقوم بكتابة هذه الإجابات على ملصقات ووضعها في صندوق، وذلك كجزء من العملية التعليمية .

يتألف هذا الصندوق عادةً من كرتون متوسط الحجم، ويحتوي على حامل خاص يمكن لأحد الطلاب حمله على عنقه كما لو كان بائعًا .

بعد إعداد الصندوق ومحتوياته، يقوم المعلم أثناء الحصة بتكليف أحد التلاميذ بحمل الصندوق والمرور على زملائه وتوزيع الملصقات الموجودة داخل الصندوق عليهم بشكل عشوائي .

يقوم المعلم بطرح أسئلة مختلفة حول المصطلحات والكلمات المكتوبة على الملصقات، ويجب على الطالب أن يتمكن من العثور على إجابة السؤال الذي طرحه المعلم على الملصق الذي لديه .

إذا لم يتمكن الطلاب من الإجابة على سؤال المعلم المتعلقبأحد الملصقات، يجب على المعلم توضيح بعض المعلومات الإضافية حتى يتمكن الطلاب من الفكر والوصول إلى الإجابة .

مزايا استراتيجية بائع الكلمات

يمكن لتطبيق استراتيجية بائع الكلمات داخل الصف أن يساعد على الحصول على العديد من المزايا والفوائد، مثل:

يساعد استخدام هذه الاستراتيجية الممتعة والمرحة في العملية التعليمية على خلق جو من السعادة، خاصة إذا تم تطبيقها بذكاء وبطريقة محببة للطلاب .

يساعد هذا النهج أيضًا على إتاحة الفرصة للطالب للتفكير والتحليل في كل سؤال يطرحه المعلم حتى يتعرف على ما إذا كانت الإجابة التي لديه هي الصحيحة أم لا، وهذا بالطبع يساعد على تنمية قدرات التفكير والتحليل والتركيز لدى الطالب .

من جهة أخرى، تساعد هذه الاستراتيجية على التعاون البناء بين الطلاب والمعلم وتعزز من مشاركتهم في إبداء آرائهم في مختلف الأسئلة التي يطرحها المعلم .

عيوب استراتيجية بائع الكلمات

في حين تلقى بعض الانتقادات، وجه البعضانتقادات لاستراتيجية بائع الكلمات، مثل:

يمكن أن يؤدي التوزيع العشوائي للملصقات على التلاميذ إلى عدم حصول كل طالب على ملصق، وبالتالي يصبح المتفرجون فقط وليس المشاركون في الاستراتيجية أثناء تنفيذها .

– قد لا يمكن للمعلم استخدام هذه الاستراتيجية لتحديد مدى قدرة الطالب على الوصول إلى الإجابة، خاصةً عندما يتعاون الطلاب في التفكير للحصول على الإجابة الصحيحة .

كما يشير بعض الأشخاص إلى أن استراتيجية مدرس الكلمات ليست مرنة ، حيث يوجد بعض المواد الدراسية التي لا يمكن تطبيق النظرية عليها ، في حين يرون آخرون أن مهارة المدرس هي الأساس في تحديد فعالية تطبيق هذه النظرية التعليمية الحديثة في أي مادة .

يعتقد آخرون أن التفكير الجماعي بين الطلاب وتبادلهم الأفكار للوصول إلى الحل الصحيح، قد لا يكون وسيلة فعالة لتقييم الطلاب بشكل صحيح من قِبل المعلم .

مثال على استراتيجية بائع الكلمات

وإليكم مثال على تطبيق استراتيجية بائع الكلمات في اللغة العربية :

يقوم المعلم بكتابة بعض الكلمات والحروف على بعض الملصقات أوالأوراق الكرتونية مثل “الأم”، “ياسمين”، “الوئام”، “الإخلاص”، “التوحيد”، “الأمل” وغيرها، ووضعها داخل صندوق كرتوني بحامل .

يوجه المعلم أحد الطلاب ليقوم بزيارة زملائه كبائع وتوزيع الملصقات عليهم كما لو كان بالفعل بائعًا .

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدرس طرح بعض الأسئلة مثل ما هي الكلمة التي تحتوي على المد بالألف والمد بالياء، ويكون الجواب هو الكلمة الموجودة على الملصق الذي يحمل كلمة (ياسمين) .

وسؤال آخر مثلًا، ما هي الكلمة التي تحتوي على همزة ومد؟ تكون الإجابة هي (الوئام). وسؤال آخر، ما هي الكلمة التي تحتوي على حرف الواو ومد بالياء فقط؟ تكون الإجابة في كلمة (التوحيد) وهكذا .

بعد الانتهاء من جميع الأسئلة المتعلقة بالملصقات، يقوم المدرس بتدريب الطلاب على طريقة نطق الحروف والمدود والكلمات بشكل صحيح .

يمكن تكرار هذه الطريقة على أي درس أو مادة لتثبيت المعلومات في ذهن الطالب بطريقة ممتعة وشيقة .