استراتيجية هرم الافضلية

أصبحت العملية التعليمية في العصر الحالي تشهد نسبة كبيرة من التطور والتنمية، ولا سيما أن طرائق التدريس التي يعتمد عليها المعلمون في الكثير من المدارس أصبحت غير مجدية وتؤدي إلى إنتاج أجيال تفتقر إلى الوعي والإدراك. وتعتمد هذه الطرائق أيضا على أن يكون الطالب متلقيا للمعلومات فقط دون أن يبحث عنها بنفسه. وفي هذا الصدد، ظهرت العديد من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة، ومنها استراتيجية هرم الأفضلية

طرائق التعليم الحديثة

لقد شهد العقدين السابقين توجه كامل من قِبل مسؤولي التعليم وخبراء التربية من أجل إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب والاستقصاءات من اجل التوصل إلى أهم وأفضل الاستراتيجيات والطرائق والأساليب الحديثة التي يُمكن من خلالها تقديم أفضل مستوى جودة تعليمية من شأنها أن تُساعد على تحقيق أقصى فائدة ممكنة للطالب عبر العلمية التعليمية .

أهداف استراتيجيات التعلم النشط

تحقيق مجموعة من الأهداف هي الهدف الرئيسي لمختلف استراتيجيات التعلم النشط، مثل

تعزيز روح التعاون

يعتبر التعاون بين الطلاب هدفا أساسيا لاستراتيجيات التعلم النشط، ويساعد على التواصل الإيجابي بين الطلاب وتحليل المفردات والوصول إلى المعلومات، ويعزز روح الفريق في نفوس الطلاب والرغبة في التعاون مع الآخرين لتحقيق نتائج إيجابية .

تنمية المهارات الفكرية

تهدف طرق التعليم الحديثة إلى تنمية المهارات الفكرية والإدراكية، لأن طالبًا بمعرفة كبيرة دون الحكمة والعقل لا يمكنه فهم أو تفسير المعلومات التي يحفظها في عقله أو أي معلومات أخرى أو أحداث تحدث حوله في المستقبل .

البحث عن المعلومة

في الأساليب التعليمية القديمة والتقليدية، كان يتم توجيه المعلومات مباشرة إلى الطالب بشكل مجهز مسبقا، حتى يحصل الطالب على المعلومات بسهولة دون الحاجة إلى البحث والتنقيب بنفسه. ولكن في الأساليب التعليمية الحديثة، فإن الأمر يختلف؛ حيث تدفع هذه الأساليب الطالب إلى البحث بأي وسيلة متاحة، سواء عبر الإنترنت أو في الكتب والمراجع وغيرها من مصادر المعلومات، حتى يتمكن من الوصول إلى المعلومات بنفسه وبعد ذلك يمكنه مناقشة ما توصل إليه مع المعلم .

الحركة داخل الصف

وكما نعلم جميعا، فإن حركة الطلاب داخل الفصل تكون محدودة جدا، وفي الواقع، يتعرض الطالب في حالة التعليم التقليدي للعقاب من المدرس دائما. أما في حالة استخدام طرق التعليم الحديثة، فإن الوضع يختلف تماما، حيث تتيح للطلاب التجمع في مجموعات صغيرة من اثنين أو خمسة أو أكثر، ومن ثم يبدأون في التحرك داخل الفصل لمشاركة المعلومات والاقتراحات بينهم .

استراتيجية هرم الافضلية

هي عبارة عن استراتيجية يقوم المعلم بها برسم شكل الهرم على أحد الوسائل التوضيحية سواء شاشة العرض أو السبورة وتم تقسيم الهرم إلى أجزاء مثل القاعدة والقمة والجزء الأوسط ، وبه يتم وضع أحد الأسماء أو المفردات الهامة ، ومن ثم البدء في التعرف على استخدامات وأهمية هذا المصطلح والوصول إلى الفوائد ذات الأفضلية ودرجة الأهمية الأكبر التي يتكون من خلالها هرم الأفضلية ، وبالتالي ؛ يتم التركيز على الأهداف ، ويُذكر أن هذه الاستراتيجية من الطرائق التعليمية قابلة التنفيذ في كل المواد العلمية والأدبية مثل الجغرافيا والحاسب الالي وغيرهم .

خطوات تطبيق استراتيجية هرم الافضلية

يتم تجهيز بعض الأدوات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية، مثل المواد اللاصقة والمقص وبعض الصور وأوراق A3 وبطاقات يتم كتابة الأفكار المختلفة عليها جنبًا إلى جنب مع الشكل الهرمي .

يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات تحتوي على طالبين أو ثلاثة طلاب أو أربعة طلاب أو أكثر وفقًا لتقدير المعلم .

تتمثل الطريقة في توزيع مجموعة من البطاقات الملونة على كل مجموعة من الطلاب، حيث تحتوي كل بطاقة على معلومات أو صور أو أفكار أو أي شكل آخر يتعلق بالسؤال الرئيس، ويمكن للطلاب إضافة بعض الأفكار وفقًا لآرائهم لبناء هرم أفضلية جيد .

يتم إعطاء الطلاب شكل هرمي جاهز، أو يتم رسم شكل الهرم بواسطة الطلاب أو غير ذلك، ولكن المهم الأساسي هو أن يكون لكل مجموعة طلابية شكل هرمي خاص بها وأن يتضمن السؤال الرئيسي .

يقوم الطلاب بعد ذلك بقراءة البطاقات وربطها بالسؤال الرئيسي، حيث يتم وضع البطاقة المرتبطة بشكل أكبر مع السؤال في قمة الهرم، ثم يتم تنظيم وترتيب البطاقات الأخرى وفقًا لدرجة أهميتها وارتباطها بالسؤال .

بعد ذلك، يدرس المعلم أهرام الأفضلية التي قام بها الطلاب ويناقشها معهم باستخدام الشكل المرجعي للهرم .

أهداف استراتيجية هرم الأفضلية

هناك مجموعة من الخطوات البسيطة والسهلة التي يجب اتباعها لتنفيذ الاستراتيجية بشكل صحيح، وتشمل ذلك:

-تُعزز من قدرة الطلاب على التركيز والانتباه والتفكير العميق من خلال ربط السؤال الرئيسي بالبطاقة التي تتعلق به أكثر .

إذا قام المعلم بنفسه بعرض أهم الجمل والعبارات المرتبطة بالسؤال بمفرده دون مشاركة الطلاب، فسيؤدي ذلك إلى تقليل درجة الاتكالية التي يعتمد عليها الطلاب .

يمنح هذا الأسلوب الطالب شعورًا بتحمل المسؤولية، حيث يكون هو من يقوم بتحديد شكل الهرم وينظم المعلومات والأفكار الخاصة به، ويناقش المعلم في النتائج التي توصل إليه .

أهمية تنفيذ أسلوب هرم الأفضلية

نظرًا لاتساع المدى المعرفي والمحتوى العلمي، بحيث لا يقتصر على ما يتم تدريسه في الكتب المدرسية فقط، فإن استراتيجية هرم الأفضلية يمكن أن تساعد في تنمية مهارات الطالب الفكرية والإدراكية ورسم الخرائط الذهنية بسهولة ويسر وبطريقة مسلية .

يعتبر هرم الأفضلية وسيلة فعالة وسهلة وسريعة يمكن المعلم من خلالها تقييم قدرة الطالب على الاستيعاب والفهم والتحليل والربط بين المرادفات المختلفة .

– ابتعد عن الوضع التقليدي والنظام المعتمد في العديد من الاستراتيجيات، والذي يقتضي أن يقرأ الطالب فقط محتوى البطاقة ويضعه في أي مكان أو يوصله. بل في هذه الاستراتيجية، يجب على الطالب قراءة جميع العبارات ثم تحليلها بعناية لاختيار بعض البطاقات ذات الأهمية الكبيرة وربطها بقمة الهرم، ومن ثم تنظيم وترتيب باقي البطاقات وفقا لدرجة أهميتها. وبالطبع، ستكون لهذا تأثير إيجابي جدا على شخصية الطالب ومهاراته .

-بالإضافة إلى مساعدتها في تجهيز الطلاب ليكونوا قادرين على الاندماج بشكل أكبر في مختلف استراتيجيات التعلم النشط وجعلهم أكثر استعدادًا لاستيعاب تلك الأساليب الحديثة في التعليم .

يتم استخدام هذه الاستراتيجية وتطبيقها داخل الصف في العديد من المدارس في المملكة والدول العربية الأخرى في مواد مختلفة، بما في ذلك المواد الأدبية مثل التاريخ والجغرافيا، والمواد العلمية مثل العلوم والرياضيات، بالإضافة إلى بعض المواد العامة مثل الحاسوب، ولقد ساعدت الاستراتيجية بالفعل على تحقيق نتائج إيجابية كبيرة .