ما هو اختبار كارز CARS
يوجد عدد كبير من أنواع الإعاقات المختلفة التي يعاني منها العديد من الأطفال منذ ولادتهم، ومن بين هذه الإعاقات الإعاقة الذهنية التي تمنع الطفل من التواصل بشكل صحيح مع العالم المحيط به، وذلك بسبب تأثيرها السلبي على تطور الدماغ والجهاز العصبي بشكل عام، ومن أشهر هذه الإعاقات حالة التوحد التي يتم استخدام مقياس كارز لتحديد درجة توحد الطفل
مرض التوحد
يُشير مرض التوحد (وبالإنجليزية : التوحد) يشير إلى مجموعة من الحالات المرضية والاضطرابات التي تصيب الأطفال وتؤثر بشكل مباشر على السلوك الاجتماعي الخاص بهم والمهارات الأساسية مثل التواصل مع الآخرين والكلام والحركة والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم بشكل طبيعي، وهناك عدة أنواع من التوحد؛ بعضها يؤثر بشكل شامل على وظائف الحواس للطفل وبعضها يكون أقل .
تبدأ أعراض مرض التوحد في الأطفال المصابين من سن ثلاث سنوات، ويمكن اكتشاف الحالة في سن 18 شهرا أو عامين. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن واحدا من كل 54 طفلا في الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من مرض التوحد .
أعراض مرض التوحد
تختلف أعراض التوحد من طفل إلى آخر، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة بين عدد كبير من الأطفال، وهي:
- فقدان القدرة على التواصل بالعين مع الآخرين .
- يتم ترك للطفل اهتمام واحد فقط، ولا يتمتع بأي اهتمامات أخرى سواه .
- تتمثل التكرار الملحوظ في تكرار فعل محدد عدة مرات أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات بشكل مستمر دون تغيير .
- يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه الأصوات، أو الروائح، أو الضوء، أو بعض المشاهد التي لا تسبب أي حساسية أو مشكلة للطفل العادي .
- عدم الإستماع للآخرين وعدم التفات النظر إليهم .
- عندما يشير أحد الأشخاص إلى شيء ما، لا يلتفت الطفل إلى ما يشير إليه ولا يوليه اهتمامًا .
- تؤثر المشاعر العاطفية على الأطفال بحيث يصبحوا غير راغبين في تقبيل أي شخص أو العكس .
- يعني وجود مشكلة في الطفل أيضًا عدم القدرة على فهم الكلمات العادية وعدم القدرة على استخدام تعابير الوجه أو الحركات العادية، وقد يصدر أحيانًا أصواتًا غير مفهومة، ولا يكون قادرًا في كثير من الأحيان على التحكم في حركة العين .
- لا يستطيع التكيف مع التغييرات الروتينية والحياتية المختلفةالتي تحدث حوله .
- في بعض الأحيان، يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من نوبات تتكرر ولا تصل حدتها إلى الذروة إلا عندما يصلون إلى سن المراهقة .
اختبار CARS
يُعد اختبار CARS اختصارًا لعبارة Childhood Autism Rating Scale، وهو مقياس لتصنيف التوحد لدى الأطفال، وتم تطويره من قبل ثلاثة علماء معًا، ويعد مثل أي أداة أخرى يتم استخدامها لتقييم وتصنيف وتشخيص مرض التوحد عند الأطفال .
يجب الإشارة إلى أن الفرق بين اختبار CARS وأدوات ووسائل التقييم السلوكية الأخرى للأطفال يكمن في قدرته الفريدة على تقييم حالة الطفل بدقة فائقة واكتشاف ما إذا كان الطفل يعاني فعليا من التوحد أو من اضطرابات وتأخر في النمو مثل التخلف العقلي وغيره. وبالتالي، يساعد هذا الاختبار المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والمعلمين والوالدين على التعرف بدقة على تصنيف وتقييم التوحد لدى الأطفال .
خصائص اختبار CARS
يتم تقييم سلوك وخصائص وقدرات الطفل من خلال هذا الاختبار، ويتم مقارنتها بما أقرته منظمة الصحة العالمية بشأن معدل التطور النمائي لكل مرحلة عمرية، وتشمل الخصائص الرئيسية التي يتمقياسها من خلال اختبار CARS:
- العلاقات مع الأشخاص .
- القدرة على التقليد .
- الاستجابة العاطفية .
- استخدام أجزاء الجسم .
- استخدام الأغراض المختلفة .
- التكيف مع التغيير .
- الاستجابة البصرية .
- الاستجابة السمعية .
- الاستجابة الحسية للمس والروائح والتذوق .
- نسبة الخوف والعصبية .
- التواصل اللفظي .
- التواصل غير اللفظي .
- مستوى النشاط .
- مستوى ومدى تناسق الاستجابة الفكرية .
- الانطباعات العامة للطفل .
التقييم عبر اختبار كارز CARS
– يتم تقييم سلوك الطفل من قبل المعلم أو أحد الآباء أو مقدم الرعاية الصحية، ويتم تقديم درجات محددة لتقييم كل سلوك على النحو التالي:
- إذا كان سلوك الطفل طبيعيًا وفقًا لعمره، يتم تسجيل درجة بين 1 إلى 1.4 .
- في حالة وجود شذوذ بسيط وخفيف جدًا في أي من خصائص وسلوك الطفل، يتم إعطاء الطفل درجة 2 .
- في حالة وجود شذوذ متوسط في أي خاصية أو صفة أو سلوك للطفل، يتم إسناد 3 درجات له .
- إذا كانت درجة انحراف الطفل شديدة للغاية وغير طبيعية على الإطلاق، يتم تصنيف الطفل على أنه في المرحلة الرابعة .
بعد إعطاء تقييم محدد لكل خصائص وسلوك الطفل وتتراوح نتائج الاختبار بين 15 و60 درجة، يتم تشخيص الحالة مباشرة عن طريق:
- الحصول على 30 درجة يدويًا يعد حدًا أقصى للإصابة بالتوحد الخفيف .
- تدل الدرجات بين 30 و37 على حالة توحد تتراوح بين التوحد الخفيف والمعتدل .
- تشير درجات الـ 38 إلى 60 إلى إصابة الطفل بالتوحد الشديد .
على الرغم من وجود بعض مواقع الويب التي يمكن استخدامها من خلالها يقوم الآباء بتقييم حالة الطفل؛ إلا أنه يفضل الاعتماد على أحد متخصصي الرعاية الصحية حتى تكون نتيجة اختبار CARS دقيقة وصحيحة .
متى يمكن استخدام اختبار CARS
يمكن استخدام هذا الاختبار في حالة الأطفال الذين تجاوزوا عامهم الثاني، وقد أشار بعض الخبراء إلى أنه يمكن أيضًا استخدام هذا الاختبار لتقييم حالة التوحد لدى الأطفال في سن المراهقة .
فوائد اختبار كارز CARS لأطفال التوحد
من بين أنواع اختبارات الشخصية والسلوكية المهمة، يمكن التنبؤ من خلالها بحالة ودرجة التوحد لدى الأطفال في وقت مبكر، وبالتالي يمكن توجيههم إلى العلاج السلوكي الصحيح أو غيره .
من الاختبارات السهلة جدًا التي يمكن لأي شخص إجراؤها مع الطفل، سواء كان ذلك المعلم أو الوالد أو المختصص رعاية الأطفال والتعامل مع أطفال التوحد .
بالإضافة إلى أن اختبار كارز CARS لا يستغرق وقتًا طويلاً، وخاصةً إذا كان الشخص الذي يجري الاختبار لديه فهم مسبق لمدى مهارة الطفل من خلال التفاعل اليومي معه .
تُعتبر نسبة الدقة في اختبار CARS الخاص بالتوحُّد مرتفعة جدًا، وقد ساعدت بالفعل في تقييم حالة التوحُّد لدى الآلاف من الأطفال بشكل صحيح .
سلبيات اختبار كارز CARS
من ناحية أخرى، يمكن أن يحمل هذا الاختبار بعض السلبيات، مثل:
يمكن لشخص غير متخصص إجراء هذا الاختبار، مما يؤدي إلى إعطاء التقييمات الخاطئة للطفل، وتكون النتيجة النهائية التي يحصل عليها الطفل غير صحيحة .
في بعض الأحيان، يمكن أن لا يكون الشخص الذي يجري الاختبار على دراية بالصفات النمائية المناسبة لكل مرحلة عمرية، وبالتالي، يمكن أن يتم إعطاء تقييمات خاطئة للطفل هنا، مما يؤدي إلى تشخيص حالة التوحد بشكل خاطئ .
من المهم عدم تقييم حالة الطفل بشكل لحظي، ولكن يجب متابعته لفترة كافية للتحقق من قدرته على التواصل والاستيعاب بشكل دقيق، وهذا هو الأمر الذي يتجهله كثيرون من مقدمي الاختبار .