ما هو الرسم الهزلي

اجتاحت الرسوم الهزلية منذ زمن ليس بالبعيد الجرائد و المجلات، لكن وجودها يرجع لحضارات قديمة.و كان هدفها الأساسي هو التسلية ونقل رسالة من خلال الإصرار على الجانب المضحك لسلوكيات معينة وأفكار معينة . وقد تنوعت هذه الرسوم الهزلية و اختلفت أسماؤها نجد الكاريكاتير ، و أيضا الكوميكس comics .

الرسوم الهزلية هي أسلوب تمثيل ينتشر في أوقات الأزمات السياسية، ويعمل الرقابة على كبح جماح الرسامين الهزليين لأنهم قادرون على تمثيل ما يشاؤون وتأثير الرأي العام، وعندما يتخيل المفكرون نمطا آخر من التنظيم، يتم غرس المعارضة وتزويد الإعلام والرسامين الهزليين بالأدوات اللازمة، وتهتز الحبال، وتشتعل الثورات.

تعريف الرسم الهزلي

مصطلح الكاريكاتير مأخوذ من الكلمة الإيطالية caricatura، والتي تعني الشحن أو التحريض، وهو التعبير الأكثر وضوحًا للسخرية في الرسومات واللوحات وحتى التماثيل. وعلى الرغم من ذلك، فإن النمط السائد هو نوع من الرسم الذي يضخم ميزات معينة لشخص أو موضوع ما، بهدف السخرية منه .

تم العثور على أعمال فنية ترتبط بشكل وثيق بالكاريكاتير في الحضارات القديمة، حيث تم العثور على أشكال في المزهريات اليونانية وورق البردي المصري. ومع تطور الصحف في القرن التاسع عشر، حقق هذا النوع من الرسم نجاحا كبيرا، حيث يمكن للكاريكاتير أن يدافع عن الأفكار بطريقة مضحكة، وأصبح من رموز حرية التعبير.

تختلف أهداف الكاريكتير من خلال نوع الرسم  ، حيث يستخدم بعض الرسامين التشويه الجسدي كمجاز لفكرة على سبيل المثال الصور السياسية  ، والبعض يقتصر على المبالغة في تقديم الشخصية مثل صور الفنانين .وفهم جوهر الكاريكتير من الضروري مقارنة المفاهيم الجمالية والإنسانية لعصر النهضة الذي سمح بأن يولد الكاريكتير مع تلك التي ظهرت في العصور الوسطى .

حيث اعتمد الفن في العصور الوسطى على نظام عالمي ،  حيث اعتبر الفن مقياس للقيم ، فيتم من خلاله تمثيل  الفضائل بالأشياء الجميلة كاللوحات و التماثيل بينما يمثل كل ما هو قبيح الرذائل . وألقت الفنانين ضمن مساحة ضيقة من التمثيلات الإلهية و الإنسانية و الحيوانية و الخضروات والتي تصل للكماليات فقط  ، و أيضا تمنع السخرية و تعتبرها جريمة يجب معاقبة المسؤول عنها . وهي مختلفة تماما عن عصر النهضة عندما اعتبر الإنسان مقياس كل شيء حيث أصبح النشاط الفني متنوع بين ما هو مقدس وما هو دنيء.

مراحل فهم الرسم الهزلي

فهم الكاريكاتير ليس أمرًا سهلاً، ولكن يتعين على المتلقي الانتباه والتمحيص لعدة تفاصيل، مثل:

• مؤلف و رسام الكاريكاتير.
• الجمهور المستهدف.
• يمكن معرفة الوسيط الذي نُشرت فيه، على سبيل المثال إذا كانت في صحيفة، من خلال معرفة نوع الصحيفة وتوجهها .
• موضوع الكاريكاتير .
• تاريخ و مكان النشر و السباق.

يأتي بعد ذلك مرحلة التحليل التي تتضمن دراسة وفهم الموضوع عن طريق:

• دراسة الموضوع :من هم الشخصيات؟ وكيف يمكننا التعرف عليهم؟ ما هي الشخصية الرئيسية وما هو العمل الذي يمثلونه؟
• دراسة التكوين والإضاءة والألوان: أين توضع الشخصيات الرئيسية؟ كيف يتم التركيز عليها؟ هل الألوان تحمل رمزية
• دراسة الصفة :ما هي الأساليب التي يتم من خلالها رسم الشخصيات بما في ذلك ملامحها وتعابير الجسم؟ .

يتطلب فهم الصورة الكاريكاتورية من وجهات نظر مختلفة، أولاً من وجهة نظر المؤلف وما هو الموضوع أو الرأي الذي يريد الرسام التعبير عنه ونقله لنا، وثانياً من وجهة نظر الجمهور المستهدف وما هو رأيه في الشخصيات أو الحدث الذي تم تمثيله في الكاريكاتير .

القصص المصورة أو الكوميكس

ظهرت القصص المصورة أو الكوميكس لأول مرة منذ حوالي 120 عاما، وكان لها تأثير كبير في إنشاء نمط جديد تماما من القصص. تميزت هذه القصص بألوانها الجميلة ووجود أبطال خارقين يمتلكون أجسادا ضخمة وجميلة، ونساء جميلات وخارقات، وأحيانا كانت ملابسهم عربية. غيرت القصص المصورة نهج القصص التقليدي وسمحت بإنشاء عوالم جديدة وكسرت جميع القيود. لم تقتصر القصص المصورة فقط على تمثيل أبطال خارقين يعيشون حياة سعيدة، بل سمحت للمؤلفين أيضا بالتعبير عن صعوبات الحياة من خلالها

تاريخ ظهور القصص الهزلية

بدأ تاريخ الرسوم الهزلية الكبرى حوالي عام 1840، عندما نشرت الصحف اليومية رسوما هزلية صغيرة وقصصا قصيرة جدا بروح دعابة، بهدف جذب المزيد من القراء عن طريق نشر قصص مضحكة يومية بالأبيض والأسود خلال الأسبوع وبالألوان في يوم الأحد.

و سرعان ما أصبحت تعرف باسم القصص المصورة ، ثم ولد آنذاك مصطلح الكاريكاتير كما نعرفه اليوم لكنه اختلف من منطقة لأخرى حيث ولدت MANGA اليابانية . BD الغربية  لكن الأمريكيين يطلقون اسم كاريكتير على جميع القصص المصورة بغض النظر عن الأسلوب. ولد الكتاب الأول المعترف به على هذا النحو في نهاية القرن التاسع عشر و الذي عرف باسم الطفل الشهير في ثوب النوم الأصفر والذي كان يعبر عن الطبقة الفقيرة آنذاك.

قصص الكوميكس مارفيل

بدأ تاريخ الكوميكس رسميا مع وصول بطل خارق من كريبتون في عام 1938، وهو العصر الذهبي الذي ظهرت فيه الصور الهزلية وتغيرت بشكل كبير. حيث أصبح هناك وسائل إعلام مخصصة للقصص الهزلية. حقق البطل الخارق دو الجوارب الزرقاء والبذلة الحمراء النجاح الفوري وكان يحمل اسم سوبرمان. وبعد ذلك، حقق باتمان نجاحا مذهلا في العدد 27 من DC كوميكس، ولكن ظهور الكابتن أمريكا كان له تأثير قوي بسبب دوره في تمثيل أمريكا في العالم .

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية القصص المصورة أثناء الحرب العالمية الثانية للتعبير عن قتالهم ضد أعدائهم. حقق العديد من الأبطال نجاحا كبيرا في محاربة الأعداء الذين يرمزون إلى الصليب المعقوف والشيوعية، خاصة خلال الحرب الباردة التي شهدت صراعا كبيرا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية  .

ظهرت بعدها أنواع جديدة من القصص المصورة مثل القصص الغربية والخيال العلمي والمغامرات والقصص الرومانسية. ومع تطور التلفزيون في خمسينات القرن الماضي، تراجعت هذه القصص بشكل كبير، ومع ذلك، نجحت مجموعة EC Comics في تحقيق أداء جيد بفضل سلاسلها التي تركز على الإثارة وقصص الرعب والخيال العلمي .

لكن هذه القصص سرعان ما واجهت معارضة وانتقادات من قبل أعداء الخيال والنقاد الذين يرون فيها تفسدًا للمجتمع، حيث هاجم طبيب نفسي هذه القصص من خلال كتاب يجعل الأبطال الخارقين هم المسؤولين عن جرائم الشباب والمثلية الجنسية والشيوعية .

تمكنت هذه القصص المصورة من إلهام العديد من المخرجين السينمائيين ودفعت شركة مارفيل لإنتاج أضخم الأفلام التي حققت إيرادات كبيرة تفوق تلك التي حققتها الصور، على سبيل المثال، نجد Wonder Woman وأيضا Captain America، ولا ننسى أيضا Batman. كل هذه الأفلام هي قصص مصورة استمتع بها الجيل الماضي وتمكنت من الوصول إلى الجيل الحاضر وإحياء تراثها .