حيوانات لا تدخل الجنة
الله -عز وجل- هو الذي خلق هذا الكون بأكمله وله الحق في التصرف في أموره. ولن يخلق الله -عز وجل- شيئا إلا وسيحاسبه يوم القيامة على ما قدمه أو أخره. لذا، الحساب ليس مقتصرا على البشر فقط، بل يشمل أيضا الحيوانات التي خلقها الله -عز وجل- لخدمة البشر. ولكن الحيوانات ليست مكلفة وليس لها حساب، فإنما يحاسب فقط الأشخاص المكلفين الذين أمرهم الله -عز وجل- بالتزام الشرائع. وهذا غير معمول به فيما يتعلق بالحيوانات، لأنها ليست مكلفة. ومع ذلك، هناك بعض الحيوانات التي باركها الله -عز وجل- بالعقل.
حيوانات لا تدخل الجنة
الحقيقة هي أن ديننا الإسلامي يعتبر دين العدل والرحمة والمغفرة. لم يتم ذكر أينما كان أن هناك حيوانات ستتعرض للعذاب في النار. ومع ذلك، هناك بعض الحيوانات التي أمر الله عز وجل بقتلها في هذه الدنيا، حيث تسبب في فساد الأرض وتؤذي البشر. ومن المعروف أن القاعدة الفقهية تقول إنه من الأفضل تجنب المفاسد قبل تحقيق المنافع. بمعنى آخر، يجب أن نقلل ونتخلص من كل ما يسبب الشر والتدمير للإنسان، لأن أذى العبد المسلم هو أعظم الأضرار. ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم). ومع ذلك، لا يوجد في السنة النبوية ولا في القرآن الكريم أي دليل على وجود حيوانات تعذب في النار، لأنها ليست ملزمة بتحمل المسؤولية وتعاقب على أفعالها بدخولها النار أو الجنة.
حيوانات مبشرة بالجنة
توجد بعض الحيوانات التي ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بأنها ستدخل الجنة. يرجع ذلك إلى أنها لها مكانة وفضل عن باقي الحيوانات، وهي من أكثر الحيوانات فائدةً للإنسان، كما أنها لا تؤذي البشر إلا في حالة الدفاع عن نفسها، وهذه الحيوانات تنقسم إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول
يقول الشخص الذي يحمل الرقم “28000” إنه ليس كل حيوان يدخل الجنة ، وإنما هو نفس الحيوان الذي ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مثل كلب أصحاب الكهف وناقة صالح عليه السلام ، ولا يوجد دليل على صحة هذا الزعم .
القسم الثاني
- وهذا الرأي يقول أن الله – عز وجل – ذكر في آيات صحيحة في القرآن الكريم ، أن هناك الكثير من الحيوانات التي تدخل الجنة ومن هذه الحيوانات الطيور : كما في قوله تعالى : ( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الواقعة ، وقال في نص صريح قوله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) الطور .
- ورد في الحديث الشريف أن الثور هو طعام أهل الجنة، وذلك حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها سينحر لأهل الجنة كغذاء لهم بعد قدوم حبر من أحبار اليهود وسؤاله عن غذاء الجنة
القسم الثالث
- يقول هذا الرأي أن الحيوانات التي سيتم قبولها في الجنة هي تلك التي ذكرت بشكل صحيح في السنة النبوية، في الأحاديث الصحيحة التي تشير إلى وجودها في الجنة، ولذلك يجب أن نعاملها بلطف في الدنيا، وهذا ما ذكرته حديثا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة). رواه البيهق.
- والرغام (بالغين) يشير إلى التراب، ويشير الرعام (بالعين) إلى ما يسيل من أنف الشاة، والمقصود هو إزالة التراب عنها أو مسح ما يسيل من أنفها .
- عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة وقال: “هذه في سبيل الله”، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة، كلها مخطومة .
- في رواية سليمان بن بريدة عن أبيه، أفاد رجل النبي صلى الله عليه وسلم بسؤاله: `هل يوجد خيول في الجنة؟` فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: `إن الله سيدخلك الجنة، ولا ترغب في أن تركب فيها فرسا من ياقوتة حمراء، يطير بك في الجنة حيث شئت.` ثم سأل رجل آخر النبي صلى الله عليه وسلم: `هل يوجد إبل في الجنة؟` فلم يرد عليه بمثل ما قال للرجل الأول. وأجاب: `إن يدخلك الله الجنة، ستجد فيها ما تشتهي نفسك وتسعد عينك .
الطيور في الجنة
- تأتي العديد من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أن الطيور هي من سكان الجنة، بل هم من زينة ومتعة الجنة التي أعدها الله لأهلها في الحياة الآخرة.
- ذُكر في عدد من الأحاديث التي صحَّت عن النبي، أن أرواح الشهداء تعلق في حويصلة الطير في الجنة، وتغدو بهوتروح.
- حدثنا يحيي بن يحيي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية وحدثنا اسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس جميعا عن الأعمش ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أسباط وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم إطلاعه فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركو.
مصير الحيوانات يوم القيامة
أن الله – عز وجل – هو الحكم العدل ، وليس له أن يعاقب روحنا بلا سبب ، ولكن الصحيح هو أن الحيوانات ستحشر يوم القيامة مع الإنسان وتقف في محل الحساب ، لكنها ليست مسؤولة عن الحساب ، بل ستأخذ كل حيوان حقه من الذين أذوها من الحيوانات ، فهناك حيوانات كانت تعتدي على بعضها في الدنيا ، ثم يأمرها الله – عز وجل – أن تصبح ترابا فتكون كذلك ، والكافر في هذا الوقت يتمنى أن يصبح مثلها ويصبح ترابا ، لأن ذلك أفضل له من أن يواجه الحساب أمام الله ، أو يدخل النار ، فقد قال الله -عز وجل- : ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) ، ويجب أن نعلم أنه حتى وإن كانت هناك حيوانات أو طيور في الجنة فإن شكلها ليس كما نراها في الدنيا وإنما هي مختلفة تماما وأجمل وأفضل بكثير.