الطبيعةالفضاء

لماذا لم تبتلع الشمس الأرض

لا شيء خالد على هذه الأرض، فكل شيء عليها ينتهي في النهاية، حتى الأرض نفسها ستزول. وسينتهي كل شيء يومًا ما، وبعد مليارات السنين، ستحرق الشمس آخر ذرات الهيدروجين وتبدأ بحرق الهيليوم بدلاً منه، مما يؤدي إلى تدمير كوكب الأرض، ولكن يحدث ذلك بعد مرور مليارات السنين.

دوران الشمس

يعرف الكثيرون عن الشمس فقط أنها تدفئ الأجواء في فصل الشتاء وتوفر فيتامين د، لكنها تلعب دورا كبيرا حيث تشكل 99.8٪ من كتلة النظام الشمسي، والنسبة المتبقية -0.2٪- تأتي من اتجاه كوكب المشتري، ويتسائل البعض عن دور المشتري في حركة الأرض، والإجابة هي نعم؛ لأن كتلة الأرض تشكل جزءا من كتلة النظام الشمسي.

في هذه التفسيرات، يسعى القراء للبحث عن آراء العلماء المتخصصين في مجال الفلك الذين يقومون بتفكيك الشمس ليكشفوا لنا أن الشمس تتألف بشكل رئيسي من الهيليوم بنسبة 74% من كتلتها، بينما تشمل النسبة الباقية البالغة 28% كميات قليلة من الحديد والنيكل والأكسجين وجميع العناصر الأخرى الموجودة في النظام الشمسي. ومثل غيرها من النجوم، تعمل الشمس على إحراق الهيدروجين وتحويله إلى الهيليوم الذي يغذي مركزها، والأبحاث العديدة حول الشمس أكدت أن الشمس تحرق ما يقرب من 600 مليون طن من الهيدروجين في الثانية الواحدة، وتدور حول نفسها وحول كوكب الأرض .

طور العملاق الأحمر

حجم الإضاءة الكونية التي تقوم الشمس بتوزيعها تجعلك تشعر وكأن حجم الشمس شاسع ولكنها صغيرة جدا، بل ضئيلة، فمع قطر يبلغ حجمه 109 ضعف قطر الأرض، يمكن أن نضع 1.3 مليون أرضٍ داخل الشمس، أو يمكن تسطيح 11990 أرضا لتغطية سطح الشّمس، لأنها تستخدم وقودها الهيدروجيني ببطء بمعنى أن تحصل عليه سريعا ولكنها تنفقه بمراحل بطيئة جدا ، لكن في مرحلة ما في غضون حوالي 5 مليارات سنة من الآن، ستدخل الشّمس طور العملاق الأحمر، وتتضخم لتبتلع الكواكب الداخلية، بما فيها الأرض على الأرجح سوف تنسلخ طبقاتها الخارجية، ثم ستتقلص إلى قزم أبيض صغير نسبيًا.

سيزداد سطوع الشمس 10% خلال مليار عام، وذلك بسبب تدفق الحرارة الناجم عن تسخين الشمس ببطء، وستصبح الحرارة شديدة لدرجة أن الماء السائل لن يكون موجودا على سطح الأرض، وستنقرض الحياة على الأرض بشكل دائم كما نعرفها، وقد يبقى البكتيريا حية في باطن الأرض، ولكن سطح الكوكب سيحترق بالكامل، وستستغرق الشمس 7 مليارات سنة أخرى حتى تتحول إلى عملاق أحمر قبل أن تتوسع بشكل يجتاح الأرض ويدمر الكوكب تماما.

سوهو يراقب الشمس

لم نكن ندرك قيمة المركبات الفضائية التي تقوم إحداها الآن بدور استخباري لأنها تراقب الشمس في حركة دورانها، وقد أطلق عليها اسم `سوهو` من قِبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتم إطلاقها في ديسمبر عام 1995.

ابتلاع الأرض

كان من المألوف دائما أن نسمع المقولة `من أجل حياة الأم يمكن أن نضحي بالجنين`. هذه الجملة ليست مجرد مزاح، بل هي حقيقة في معظم الحالات الكونية. عندما تنتهي حياة كوكب الأرض، ستبقى الشمس، حيث تحترق ذرات الهيدروجين وتتحول إلى ذرات الهيليوم في نواتها. تستهلك الشمس حوالي 600 مليون طن من ذرات الهيدروجين في الثانية، وهذا يشكل خطرا على كوكب الأرض. بالإضافة إلى ذلك، عندما تشبع نواتها بالهيليوم، تصغر الشمس مما يزيد من سرعة تفاعلات الاندماج النووي، مما يعني أن الشمس ستطرح كمية كبيرة من الطاقة.

الشمس تأكل الأرض

لم تكن الشمس مجرد أشعة أو حرارة أو كوكبة حارقة فقط، بل زاد سطوعها بنسبة تقربيا 10% كل مليار سنة تقضيها في حرق الهيدروجين. ربما تبدو نسبة 10% قليلة عند سماعها، ولكن هذا الاختلاف البسيط قد يكون كارثيا على كوكبنا. زيادة حرارة الشمس ستؤدي إلى زيادة عملية تبخر المياه في البحار والمحيطات والسحب والفيضانات النهرية، وسيتم الاحتفاظ بها في الغلاف الجوي بدلا من السطح الأرضي.

ومع ذلك، تكمن الخطورة في هذا على كوكب الأرض، حيث يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري. فبسبب ذلك، يتم امتصاص مزيد من أشعة الشمس، مما يزيد من سرعة التبخر. وبالتالي، سيتم تدمير غلاف الأرض من قبل الشمس قبل نفاذ الهيدروجين منها. ستنفصل الجزيئات، مما يؤدي إلى تفكك جزيئة الماء إلى هيدروجين وأكسجين. في النهاية، ستجف الأرض تماما من المياه. هنا، تصبح الشمس هي المصدر الوحيد لتآكل الأرض.

عند سماعنا لعدد مليار سنة، يقول الجميع `يا للعمر الطويل`. ولكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد. زيادة إشعاع الشمس بنسبة 10% كل مليار سنة يعني زيادة إشعاعها بنسبة 40% بعد 3 مليارات سنة ونصف. هذه الزيادة كافية لجعل المحيطات تغلي وتساهم في ذوبان طبقات الجليد وبالتالي فقدان جميع الرطوبة من الغلاف الجوي. وبهذا، سيتحول كوكبنا الذي كان يعج بالحياة إلى مكان حار لا يطاق.

الشمس وعلاقتها بالكواكب

تدور الكواكب حول الشمس وتكمل دورتها حولها، وعندما تفقد الشمس كتلتها الخارجية، تقل قوتها الجاذبية على الكواكب المحيطة بها، حتى تنحرف جميع الكواكب التي تدور حولها عن مدارها، وليس خوفا من الشمس، بل خوفا على أنفسهم. فعندما تتحول الشمس إلى عملاق أحمر منتفخ، تصبح نواتها كثيفة وحارة جدا، وتتوسع طبقتها الخارجية بشكل كبير، ويمتد غلافها الجوي حتى يصل لمدار كوكب المريخ الحالي، وستبتلع كلا من كوكب الزهرة وعطارد. وبالرغم من أن غلاف الشمس الجوي سيصل لمدار المريخ، فإن المريخ سيهرب ويبتعد متجاوزا حدود غلاف الشمس المتوسع.

احتمالية ابتلاع الأرض من الشمس

يعيش كوكب الأرض والشمس بجوار بعضهما البعض، وعلى الرغم من الأضرار التي تتعرض لها الأرض بسبب الشمس، إلا أن الأرض تتمتع بخيارين: 

  • أولا: إما أن تهرب من الشمس
  • ثانيا: في حالة الابتلاع أو الهروب، فإن ذلك لا يعني نجاة الكائن الحي، إذ ستؤدي درجات الحرارة العالية بالتأكيد إلى تحول الكوكب إلى كوكب ميت وحزين، وبغض النظر عن الحالة، سيكون الأرض قريبة جدًا من سطح العملاق الأحمر، مما لن يكون مناسبًا للاستمرار في الحياة.

الهيليوم وفناء الشمس

انتهاء الوقود النووي المكون من الهيليوم في الشمس يشير إلى بداية نهاية الحياة الشمسية، وعند هذا الحدث، قد تتحول الشمس من قرص مشع إلى قزم أبيض. وبمجرد نفاد الوقود النووي في الشمس، ستصبح غير مستقرة وستبدأ بالخفقان، وكلما خفقت، ستفقد طبقات خارجية من غلافها، حتى يتبقى فقط نواة كثيفة باردة محاطة بسديم كوكبي.

توأم الشمس

في الكوارث الكونية التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير العالم، يلعب العلماء والباحثون الفلكيون دورا مهما، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في وكالة ناسا الفضائية. وقد تضمنت الأبحاث العلمية التي يقومون بها اكتشاف نظام كوكبي نادر يحتوي على نجم مشابه للشمس على الأرض. وعلى الرغم من قدرات العلماء، فإن هذا النجم يثير حيرتهم، حيث توصلوا إلى أنه قادر على ابتلاع الكواكب.

وهذا الاكتشاف رغم أهميته العلمية في حياتنا إلا أنه لا يعنى أن الشمس سوف تبتلع الأرض قريبا، وقد يكون أمرا شائعا لأنظمة الكواكب ومن ضمنها كوكبنا ، فوجود كوكب النجم HIP68468 الذى يوجد على مسافة 300 سنة ضوئية، كجزء من مشروع متعدد السنوات لاكتشاف الكواكب التي تدور حول التوائم الشمسية، فدراسة المزيد من النجوم يساعدنا في معرفة ما إذا كان هذا هو نتاج طبيعي شائع لعملية تشكيل الكوكب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى