تعليم

معلومات عن استراتيجية الاستجواب

شهدت الاستراتيجيات التعليمية المختلفة تطورا كبيرا على مر التاريخ، حيث أدى التفكير في طرق تعليم جديدة وأكثر فائدة إلى كشف الجوانب الإيجابية لبعض الاستراتيجيات وتأكيد عدم فائدة بعض الاستراتيجيات الأخرى. ومع ذلك، لا تزال بعض الاستراتيجيات القديمة جدا تستخدم على نطاق واسع حتى الآن، ومن بينها استراتيجية الاستجواب

استراتيجية الاستجواب

تعتبر هذه استراتيجية قديمة تعتمد على طرح مجموعة متنوعة من الأسئلة الصفية من قبل المعلم للطلاب والحصول على إجاباتهم مباشرة بشكل شفهي أو عبر الأسئلة الكتابية. هذه الطريقة هي واحدة من أساليب التعليم المستخدمة في الهيئات والمؤسسات التعليمية، بما في ذلك تلك المتقدمة. إن الاستجواب يشكل جزءا من الأساليب التعليمية المستخدمة فيها .

أهمية استراتيجية الاستجواب

رغم الانتقادات الواسعة التي توجه للطريقة الشائعة في طرح الأسئلة الدراسية وعدم فاعليتها في تحقيق الفائدة المطلوبة للمتعلمين، فهي تُعتبر الأساس الذي تبنى عليه جميع الأساليب التعليمية الأخرى. ويرون البعض الآخر أنها تحمل بعض النقاط الإيجابية، مثل:

يساعد أسلوب الاستجواب في تنشيط الذاكرة لدى الطلاب، حيث يحفز العقل والتفكير للوصول إلى الحل الصحيح للأسئلة المطروحة عليهم .

بسبب أن الطالب يقوم بالتفكير الجيد للوصول إلى حلول للأسئلة، فإن ذلك يساعد على تنمية فهمه وجعله ملمًا بالمادة العلمية التي يتم تدريسها له واختباره بها من خلال الأسئلة الاستجابية .

تُساعد طريقة الاستجواب الذاتي في تعزيز مستوى التواصل اللفظي بين الطلاب والمعلم، وبين الطلاب أنفسهم أيضًا .

تُساعد هذه الطريقة على تنمية العقل عند المعلم والطالب؛ حيث يقوم المعلم بوضع الأسئلة بناءً على المعلومات التي يحملها في ذهنه وترجمتها إلى أسئلة، ويقوم الطالب بالإجابة عليها بناءً على المعرفة والفهم الذي يملكه للمادة التي تم تعلمها .

تساعد الطريقة الاستجوابية على اكتشاف نقاط الضعف والقوة، والميول والمهارات والاتجاهات الفكرية للطلاب، كما تساعد في تحديد مستوياتهم الفكرية .

– يتم تحفيز العقل الفضولي لدى الطالب من خلال الأسئلة الاستجوابية للتفكير والتحليل لجميع المعطيات الواردة في الأسئلة، وذلك للوصول إلى إجابة الأسئلة .

-كما أنها من الطرق المرنة جدًا التي يمكن من خلالها الوصول إلى عدد هائل من الأساليب التعليمية ، حيث أنها تجمع بين الأسئلة المباشرة إلى الطاب والشفوية والأسئلة الخاصة بالأداء العملي إلى جانب الأسئلة الموضوعية والكتابية والمقالية والسريعة والاختيارية وغيرهم من أنواع الأسئلة الأخرى المتعددة .

أنواع أسئلة استراتيجية الاستجواب

تنقسم أسئلة استراتيجية الاستجواب إلى أسئلة مستوى عال وأخرى مستوى أدنى، على النحو التالي

-أسئلة قياس الذاكرة : وهي تشمل أسئلة يتم بها استخدام أسماء الإشارة من أجل اختبار قوة الذاكرة مثل أسئلة (من، أين، ما، ماذا، متى، كيف)

-أسئلة قياس مستوى الفهم : تشمل الأسئلة التي تطرح في الاختبارات أسئلة حول الترجمة والمقارنة والاستنتاج والتفسير، بالإضافة إلى أسئلة الاختيار من متعدد وأسئلة الصواب والخطأ وغيرها .

استراتيجية الاستجواب الذاتي

بالنسبة لاستراتيجية الاستجواب الذاتي؛ فهي تعتمد على قيام المتعلم بنفسه بطرح مجموعة من الأسئلة استنادا إلى ما قرأه ودراسته. على سبيل المثال، يمكن طرح بعض الأسئلة مثل: ما هو المهم في هذا النص؟ ما هي الفكرة الأساسية؟ من هو صاحب النظرية؟ وما إلى ذلك. يساعد الاستجواب الذاتي هنا في تعميق فهم الدرس والتفاعل مع النص المدرس واستغلال المعرفة المسبقة وربطها بين ما تعلمه الطالب سابقا وما يتعلمه حاليا، ويساعد الطالب أيضا على بناء الثقة بالنفس وغيرها من الجوانب الإيجابية الأخرى المهمة والمتعلقة بتطبيق فكرة الاستجواب الذاتي .

مراحل استراتيجية الاستجواب الذاتي

تتألف استراتيجية الاستجواب الذاتي من ثلاث مراحل رئيسية، وتشمل ما يلي:

مرحلة ما قبل التدريس

وباستخدام هذه الطريقة، يقوم المعلم بعرض الموضوع أو النص أو الكتاب الذي يتعلق بالاستجواب على الطلاب. ثم يقوم بشرح أسس التساؤل والاستجواب الذاتي لهم. وبهذا، يعمل المعلم على تنشيط ذاكرة الطلاب بناء على المعرفة التي درسوها سابقا من القواعد والمفاهيم. ومن الأسئلة التي يمكن أن تشملها هذه الفقرة:

  • ماذا علي أن أفعل ولماذا علي أن أفعله (بناءً على تحديد الهدف) .
  • لماذا يعد هذا الأمر مهمًا وما هي الفائدة المتوقعة من هذا الهدف؟.

مرحلة التدريس

يمكن للمعلم أثناء مرحلة التدريس، أن يتيح للطلاب طرح الأسئلة والإجابة عليها بأنفسهم، وقد يساعدهم عن طريق توضيح الأسئلة المناسبة لموضوع الدراسة والمناقشة، مثل:

  • ما هي الأسئلة التي يمكن طرحها في هذه النقطة؟ .
  • ما هي الأفكار الأساسية الأكثر أهمية والدروس التي يمكن استخلاصها من كل نقطة .

مرحلة ما بعد التدريس

في مرحلة ما بعد التدريس، يطرح الأسئلة من قبل الطلاب مرة أخرى، وتجاب عنها. ولكن هذه الأسئلة تكون استنتاجية وتطبيقية أكثر. مثلا، ما هي فوائد تطبيق محتوى الدرس في الحياة العامة؟ وما هي الفوائد التي يمكن الحصول عليها من تطبيقه؟ وهكذا للأسئلة الأخرى التي تساعد الطالب على ربط ما يتعلمه بجوانب الحياة المختلفة، سواء الحياة الاجتماعية أو العملية. وفي هذه المرحلة، يقوم الطالب أيضا بتقييم نفسه من خلال الأسئلة، مثل مدى فهمه للدرس وما إذا كان بحاجة لمراجعته مرة أخرى وما إلى ذلك .

إيجابيات استراتيجية الاستجواب الذاتي

يُفيد التساؤل الذاتي في عدة نقاط إيجابية أخرى ، مثل :

يجعل الطالب يكون صريحًا مع نفسه، لأنه هو من يقيم نفسه، وبذلك فإذا شعر بالحاجة إلى إعادة قراءة الدرس فلن يحتاج إلى طلب مساعدة المعلم، بل سيكون قادرًا على مراجعة الدرس مرة أخرى في أي وقت .

-تُساعد الطالب على أن يكون ذو فكر ورأي وقادرًا على أن يبني خطط تعليمية لنفسه بنفسه ، ولا سيما أن هو من يطرح الأسئلة على نفسه ، وبالتالي ح أي سؤال يتبادر إلى ذهنه سوف يجعله يلجأ إلى التفكير والتحليل ؛ حتى يتوصل إلى إجابته ، ومن ثم يكون الطالب ذو قدر أكبر من الفهم والإدراك .

-تُدرب الطالب على أن يقوم بالاستماع إلى اراء الاخرين من زملائه الطلاب ، وسوف يتمكن من مهارة التفكير والاستنتاج عبر حلقات النقاش ، وهذا بالطبع يلعب دورًا محوريًا في بناء شخصية الطالب المتوازنة والقادرة على طرح ارائها دون رهبة ، ومن ثم يكون عنصرًا تفاعليًا وإيجابيًا في المجتمع بعد ذلك .

ورغم وجود عدد كبير من النقاط الإيجابية في استراتيجيات الاستجواب ؛ إلّا أن البعض أنها ليست كافية من أجل تقييم الطلاب ، ولا تُساعد في اكتشاف المهارات الخاصة بالمتعلمين ، وتؤدي أيضًا إلى شعور عدد كبير من الطلاب بالدونية لعدم قدرتهم على مجاراة زملائهم في النقاش أو طرح الاراء أو الإجابة على الأسئلة بوجه عام ، ومع ذلك تلك الاستراتيجيات هي المستخدمة في أكثر من 90 % من المدارس والجامعات حتى الان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى