معلومات عن قرود البحر
قرود البحر والروبيان الملحي ليست قردة بالفعل، وإنما هي سلالة هجينة من الروبيان المالح تم إنشاؤها في عام 1950. انتشر استخدام قرود البحر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث استخدمت لرعاية الحيوانات الأليفة وكطعام حي مغذي وسهل الاستخدام .
عند دراسة قرود البحر، نجد أنها تفقس في الماء المالح وعادة في غضون 24 ساعة فقط، ثم تتحول قرود البحر إلى روبيان نصف شفاف يتميز بذيول تشبه ذيل القرود. وبالتالي، فإن قرود البحر هي حيوانات أليفة تحتاج إلى مزيد من العناية من خلال الحفاظ عليها في بيئة مائية نظيفة وجيدة التهوية في جميع الأوقات .
وصف قرود البحر
أدت الدراسات العلمية لقرود البحر إلى التعرف عليها، فقد وصفت بأنها تولد بعين واحدة وعندما تنمو ينمو معها زوج آخر من العيون، وتتميز قرود البحر بأنها شفافة وتتنفس من خلال أقدامها الشبيهة بالريش .
تعتبر قرود البحر نوعا من الروبيان الملحي الذي ينتمي إلى جنس الأرتيميا، وهي عبارة عن قشريات صغيرة، تعيش قرود البحر في البرك المالحة والمياه ذات الملوحة العالية في جميع أنحاء العالم. تتميز هذه القرود بأهميتها التجارية الكبيرة حيث يستخدم الروبيان الملحي الصغير الذي يفقس من البيض المجفف على نطاق واسع كغذاء للأسماك والحيوانات الصغيرة التي توضع في أحواض السم .
يصل طول جسم قرود البحر أو الروبيان الملحي إلى 15 ملم أو 0.6 بوصة، حيث تتميز قرود البحر بجسم مميز يحمل صدرا يحتوي على سلسلة من الأطراف المتساقطة التي تشبه الريش، بالإضافة إلى بطن رفيع بدون زوائد، وعادة ما تسبح قرود البحر في الماء المالح بوضعية مقلوبة عن طريق الضرب الإيقاعي لأرجلهم، وتتغذى قرود البحر في المقام الأول على جميع أنواع الطحالب الخضراء .
دورة حياة قرود البحر
عند البحث في دورة حياة قرود البحر نجد أنها تعيش في بيئتها الطبيعية من المياه المالحة ، وتنتج هذه القرود مجموعة من البيض يطفو على سطح الماء ويمكن أن تصل إلى الشاطئ عن طريق عوامل الرياح والأمواج ، ويظل هذا البيض غير نشط ولا يقوم بتطوير نفسه طالما أنه جاف بعيد عن المياه ، ولكن بمجرد من الغمر في مياه البحر يستأنف الجنين داخل القشرة عملية التمثيل الغذائي وبعد حوالي 20 ساعة ينفجر الغشاء الخارجي للكيس ويظهر الجنين الذي يكون محاط بغشاء التفقيس وخلال فترة قصيرة من الزمن يتمزق هذا الغشاء ويولد قرد بحر صغير ويبدأ في السباحة .
مراحل نمو قرود البحر
يمر قرد البحر الصغير بعدة مراحل يرقية ، تبدأ هذه المراحل بالمرحلة اليرقية الأولى ويكون لها لون برتقالي وذات عين حمراء في منطقة الرأس وثلاثة أزواج من الزوائد بالإضافة إلى الفك السفلي الذي يقوم بوظيفة امتصاص الطعام حيث أن قرود البحر في هذه المرحلة لا تتناول الطعام لأن نظامها الهضمي لا يعمل بعد .
تبدأ المرحلة الثانية من نمو قرود البحر بعد حوالي 8 ساعات من المرحلة الأولى، وهي مرحلة اليرقات الثانية، حيث تتناول قرود البحر جزيئات الطعام الصغيرة مثل الطحالب والبكتيريا والمخلفات التي يتراوح حجمها من 1 إلى 50 ميكرومتر، ويتم هضمها في الجهاز الهضمي .
تأتي المرحلة الثالثة بعد ذلك، وتتميز بنمو اليرقة وظهور الزوائد الفصية المزدوجة في منطقة الجذع، وتحدث تغيرات هيكلية ووظيفية مهمة على جانبي العيون المعقدة الجانبية .
تصل طول قرود البحر البالغة إلى 1 سم، وتتميز بجسم ممدود يحتوي على عيون معقدة وجهاز هضمي، وقرون حسية و11 زوجا من الصدريات الوظيفية. يحتوي الذكور على قضيب مزدوج في الجزء الخلفي من منطقة الجذع، بينما يمكن التعرف على الإناث بسهولة من خلال الرحم الذي يحتوي على مبيضين أنبوبيين في البطن، حيث يتكون البيض وتهاجر عبر قناتين بيضويتين إلى الرحم بعد النضج .
يتطور البيض المخصب الذي يفرزه الأنثى، وفي الظروف القاسية مثل ارتفاع درجة الملوحة وانخفاض مستويات الأكسجين، يتطور الأجنة حتى تصل إلى مرحلة نمو المعدة فقط، وفي هذه اللحظة يحاطون بقشرة سميكة ويدخلون في حالة توقف تام في عملية الهضم، ثم يتم تحريرهم من قبل الأنثى .
عادة ما تطفو الأكياس المليئة بالبيض في مياه عالية الملوحة، وتتم نفخها على الشاطئ حيث تتراكم وتجف. ونتيجة للجفاف، يتوقف النمو بشكل عام وتكون الأكياس هادئة، ويمكن استئناف نموها الجنيني عند ترطيبها في ظروف الفقس المثلى. وفي ظروف المعيشة المثالية، يستطيع الروبيان الملحي البقاء لعدة أشهر وينمو في غضون 8 أيام فقط، ويتكاثر بمعدل يصل إلى 300 كيس كل 4 أيام .
التوزيع الطبيعي للروبيان الملحي
تم العثور على قرود البحر أو الأرتيميا أو الروبيان الملحي في حوالي 500 بحيرة مالحة طبيعية منتشرة في جميع أنحاء المناطق المناخية الاستوائية وشبه الاستوائية والمعتدلة وعلى طول السواحل .
ليست جميع البحار الحيوية عالية الملوحة مأهولة بالروبيان الملحي أو الأرتيميا. على الرغم من ازدهار قرود البحر أو الروبيان الملحي بشكل كبير في المياه البحرية الطبيعية، فإنه لا يمكن له أن يهاجر من مجال حيوي ملحي إلى آخر عبر البحار، حيث يعتمد على تكيفاته الفسيولوجية مع الملوحة العالية لتجنب الافتراس والتنافس مع المغذيات الأخرى .
نظام الحماية الخاص بقرود البحر
تتميز قرود البحر بتوفير أنظمة دفاعية فعالة وعالية الكفاءة لمواجهة التهديدات المحتملة. تمتلك قرود البحر القدرة على تكييف أصباغ الجهاز التنفسي بفعالية عالية للتعامل مع مستويات الأكسجين المنخفضة في المياه المالحة العالية. وبالتالي، توجد الأرتيميا فقط في المياه المالحة، حيث لا يمكن لمعظم الحيوانات المفترسة البقاء على قيد الحياة .
لقد كشفت الابحاث العلمية أن الكثير من سلالات قرود البحر قد كيفت نفسها مع العديد من الظروف المتقلبة خاصة فيما يتعلق بدرجات الحرارة والملوحة والتكوين الأيوني للمياه حيث تم اكتشاف قرود البحر أو الروبيان الملحي في عدة أنواع من المياه مثل ما يطلق عليها اسم مياه ثالاسوهالين وهي عبارة عن مياه البحر المركزة مع ملح كلوريد الصوديوم ، وهي تشكل معظم أماكن وجود الأرتيميا الساحلية حيث تتشكل المحاليل الملحية من تبخر مياه البحر في أحواض الملح مثل بحيرة سولت ليك الكبرى في يوتا بالولايات المتحدة الأمريكية .
لقد تم أيضاً العثور على قرود البحر في نوع أخر من المياه وهو المياه الكبريتية مثل بحيرة شابلن في دولة كندا ، وأيضاً المياه الكربونية مثل بحيرة مونو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، كما تم العثور على الروبيان الملحي أيضاً في المياه الغنية بالبوتاسيوم مثل عدة بحيرات في نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية .