ما هو تقرير التنافسية العالمية

– ما هو تقرير التنافسية العالمية الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف، سويسرا؟ وما هي القدرة التنافسية العالمية والعوامل المؤثرة فيها وكيف يمكن تحسينها؟ .

القدرة التنافسية العالمية

القدرة التنافسية العالمية هي مجال المعرفة الاقتصادية الذي يحلل مختلف الحقائق والسياسات التي تؤثر على قدرة المجتمع أو الدولة على إنشاء بيئة تمكِّنها من الحفاظ على زيادة قيمة مؤسساتها وتحقيق أكبر قدر من الرفاهية .

تعني القدرة التنافسية العالمية تحقيق مستوى متقدم من التنافسية على المستويات المختلفة، سواء إقليمياً أو وطنياً، وتلعب هذه القدرة دوراً كبيراً في تأثير العديد من الدول حول العالم .

تنتقل القدرة التنافسية من المنظور العام إلى منظور آخر أكثر تحديدًا، وهو مستوى الدول والشركات، وبالتالي، فإن تعريفات القدرة التنافسية العالمية تعكس تطور القدرة على المنافسة على المستوى الجزئي والكلي .

تعني التنافسية العالمية قدرة الدول على إنتاج مجموعة من الخدمات والسلع التي يمكنها المنافسة داخل الأسواق العالمية، وتحقيق مستويات معيشة ثابتة ومستمرة على المدى البعيد .

تعتبر هذه المجالات هي التي تمكِّن الدولة من إنتاج السلع والخدمات وفقًا لمتطلبات السوق الحرة، مع الحفاظ على المنافسة في هذه الخدمات والسلع للتنافس في الأسواق العالمية وزيادة الدخل الصافي للأفراد .

هي أداء الأنشطة الاقتصادية المتنوعة في ظل التنافس مع الدول الأخرى

تقرير التنافسية العالمية

يتم إصدار تقرير سنوي للتنافسية العالمية من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، ويستند هذا التصنيف على معيار التنافسية العالمي المتوافق مع دليل التنافسية العالمي (GCI)؛ وبالتالي يغطي هذا التقرير قياس الأسس الاقتصادية الشاملة والاقتصاد الجزئي الخاص بالتنافسية المحلية .

يستند التقرير إلى 12 مقياسًا يشمل المتطلبات الأساسية وجودة التكنولوجيا ودرجة الابتكار ومدعمات الكفاءة .

بالإضافة إلى ذلك، تمت المشاركة في نشر تقرير التنافسية العالمية من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي ومركز التنافسية العالمي (IMD)، وأصبح المنشور يحمل عنوان `تقرير التنافسية العالمية`. في عام 1996، تم تغيير اسمه إلى `حولية التنافسية العالمية`. بعد الانتهاء من العمل المشترك مع المنتدى العالمي للإدارة العالمية، توجه كل من المنتدى الاقتصادي العالمي ومركز التنافسية العالمي إلى نشر تصنيفاتهما الاقتصادية العالمية، وأصبح تقرير التنافسية العالمي المنشور التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي .

المنتدى الاقتصادي العالمي

يعد المنتدى الاقتصادي العالمي المسؤول عن إصدار تقرير التنافسية العالمية، كما أنه مؤسسة غير ربحية تقع مقرها في جنيف، سويسرا .

تأسس المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971 بهدف توفير منصة للحوار المتبادل بين جميع مالكي الأعمال والشركات الهامة في أوروبا، وكان الاقتصادي الألماني “كلاوس شواب” هو المبادر لهذه الفكرة .

بدأ المبادرات التي تتعلق بالتنافسية العالمية في المنتدى في عام 1979 ؛ الأمر الذي دفعه إلى خلق مؤشرًا بهدف قياس التنافس بين الاقتصادات المختلفة ، ومن ثم نشر التقارير السنوية الخاصة بالتنافسية العالمية ؛ فيما يُعرف باسم تقرير التنافسية العالمية الذي يُعد من أهم المراجع الخاصة بالاقتصاد العالمي .

بيانات تقرير التنافسية العالمية

يعتمد هذا التقرير على نوعين من البيانات ، هما :

بيانات كمية ( Quantitative Data ) : يتم الحصول على هذه البيانات من تقارير الإحصاء المحلية والدولية التي تتعلق بالجانب التكنولوجي والأداء الاقتصادي والتي يتم نشرها .

بيانات نوعية ( Qualitative Data ) : يتم الحصول على هذه البيانات من خلال إجراء المسوح الميدانية التي تعتمد على الملاحظات وآراء رجال الأعمال في مختلف الدول المشاركة في التقرير، ويتم اختيار رجال الأعمال وفقا لمعايير وأسس محددة يضعها المنتدى الاقتصادي بنفسه .

أهمية تقرير التنافسية العالمية

تقرير التنافسية العالمية يُعد من أهم المراجع الاقتصادية التي تُساعد كل من القطاع العام ، والقطاع الخاص في اتخاذ الكثير من القرارات ، وأداء العديد من المهام التي تعتمد على بياناته الواردة ، كما يُفيد في المقارنات الاقتصادية العالمية ، والإقليمية التي يتم عقدها بهدف اعتماد السياسات الاقتصادية التي سيتم العمل بها على الأصعدة المختلفة .

يُمثل هذا التقرير مؤشرًا هامًا لقياس الإنتاجية الكلية للدول المختلفة، وبناءً عليه يمكن تحديد الدول التي تتمتع بقدرة تنافسية عالية والتي يمكنها زيادة الدخل الكلي لمواطنيها .

يوضح هذا التقرير الدول التي تمتلك اقتصادا أكثر تنافسية، وأن هذه الدول هي الأكثر استعدادا لزيادة نموها الاقتصادي بشكل سريع مقارنة بالدول التي تتمتع بقدرة منافسة أقل. يمكن لإنتاجية الموارد الاقتصادية في الدولة التأثير مباشرة على العوائد والاستثمار، ويؤثر الاستثمار بدوره على النمو الاقتصادي للدول .

الدول الأكثر قدرة على المنافسة

تعتبر الدول الأكثر قدرة على المنافسة الاقتصادية هي تلك التي تتميز بالكفاءة الحكومية والأداء الاقتصادي والبنية التحتية وكفاءة الأعمال في عدة جوانب .

لا يوجد نهج محدد يتبعه الدول الأكثر تنافسية لتحقيق هذا الهدف، وعند الاستفسار عن الطريقة المثلى لتحقيق هذه النتائج ورفع مستوى التنافسية، يكون الجواب الأكثر شيوعا هو أن هذا السبب الرئيسي لا يقتصر على تحسين بعض المؤشرات الاقتصادية الخاصة بهم فقط، بل يتمثل السبب أيضا في التركيز على قدرات الدولة ومواردها. ولا يمكن تحقيق الحفاظ على هذا الأداء على المدى البعيد إلا من خلال ابتكار شيء فريد ومميز في اقتصاد البلاد .

مؤشر التنافسية العالمية

يعتبر المؤشر العالمي لقدرة التنافس الاقتصادي العالمي أداة خاصة صُممت لقياس وتقييم قدرة الدول المختلفة على التنافس، ويتم التركيز فيه على الجوانب المتعلقة ببنية اقتصاد الدولة التي تمكِّنها من التأثير على نمو اقتصادها .

يهدف المؤشر أيضًا إلى تصنيف الطرق التي تستخدمها الدول والمؤسسات المختلفة لتحقيق نسب عالية من الازدهار الاقتصادي، ويشمل المؤشر جميع العوامل التي تؤثر على قدرة الدولة على خلق بيئة مميزة تمكنها من الحفاظ على ارتفاع قيمة مؤسساتها وازدهارها .

عوامل القدرة التنافسية العالمية

الهيكل الأساسي المادي : من بين العوامل الأساسية التي تساهم بشكل كبير في دعم كفاءة القدرة التنافسية العالمية لأي دولة هي القدرة على تسهيل حركة التجارة والبيع والشراء للمنتجات والأفراد، مما يسرع من استفادة الناس من الخدمات والسلع وتسليمها بسرعة .

ارتفاع عوامل الإنتاجية الكلية : معدلات عوامل الإنتاجية العالية تعد أقوى عوامل النمو الاقتصادي؛ حيث تعمل على ربط استخدام رأس المال بالموارد البشرية، وتعمل أيضا على تعزيز القدرة التنافسية للدولة .

دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة : تدعيم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحسين قدراتها وكفاءتها في المجالات التي تساهم في تنمية الاقتصاد ودعم الإنتاج المحلي؛ بهدف تعزيز حركة الاستيراد والتصدير والتوريد.