معلومات عن تاريخ قارة أوروبا
كانت أوربا مركزًا هامًا للثقافة والاقتصاد، وشهدت الأساطير الإغريقية معنىً آخر لكلمة أوروبا وهى إيرب الفينيقية التي تعني ” غروب الشمس “، ما جعل معظم اللغات الأوربية ترجع إلي اللغة الآريا ماعدا لغة ويلز وإسكتلندا وإيرلندا وبريطانيا، لأن تلك البلاد تقوم بالحديث باللهجة السلتية، وتعد أوربا كلمة ترجع في الأصل لاسم إيروبا ابنة فيونكس أي” العنقاء” .
تاريخ الحضارات القديمة في أوروبا
شهدت جزر بحر إيجة بشرقي اليونان، نشأة الحضارات الأوروبية ، بالإضافة إلى أن هذه الفترة ما بين 3000 ق. م و 1200 ق.م.، ازدهرت الحضارة الإيجية، فكان سكان بعض الجزر الإيجية، خاصة في جزيرة كريت، وكانت بداية تلك الحضارات هو أن يستخدموا نظامًا للكتابة، كما قاموا باستقبال البحارة المغامرين والتجار، للعيش بينهم ، و ظهرت في ذلك الوقت حضارة مماثلة للحضارة الإيجية في جزيرة مالطة جنوبي إيطاليا، وبعد مرور عدة أعوام قليلة تحديدًا بعد عام 2500 ق.م، أبحر بحارة من جزر بحر إيجة وجزيرة مالطة على طول السواحل الجنوبية والغربية لأوروبا، حيث كانوا يقدمون للشعوب التي وجدوها في طريقهم، طريقتهم وأسلوبهم في الحياة، وتم توارث تلك الموروثات عبر الأزمنة والعصور.
نشأة الحضارة الإغريقية في أوروبا
في عام 2000 قبل الميلاد، كانت منطقة شمال شرق البحر الأسود موطنا لقبائل الفرسان الذين كانوا يرعون الأغنام في السهول الخضراء التي تقع في منطقتهم. نشروا ثقافة الحرب والقتال في معظم أنحاء أوروبا عندما غزوا عددا كبيرا من القرى. تأسست الحضارة الإغريقية القديمة في تلك الحقبة، ولقد كان للإغريق القدماء دور كبير في إنشاء وتطوير الحضارة الأوروبية. عندما استقروا في اليونان، بدأوا في إنشاء حضارتهم بنمط الحضارة الكريتية.
تسبب هذا الأمر بأن الإغريق أصبحوا قوة قوية في منطقة بحر إيجة، حتى استولوا على المنطقة من الكريتيين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وكان ذلك بسبب الموجة الثانية من الغزو التي حدثت في اليونان بواسطة القبائل القادمة من الشمال، والتي هزمت معظم السكان في جنوب اليونان. وبعد ذلك، توحدت مجموعات من تلك القبائل لتشكل نوعا جديدا من الوحدات السياسية المستقلة وأصبحت كل وحدة دولة مدينة. وخلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، تحققت الحضارة الإغريقية في أوج عظمتها، وظهرت مدينتا إسبرطة وأثينا ومدن أخرى لاتقل نفوذا وقوة. وانتشرت فكرة الديمقراطية خلال هذه الفترة، وازدهر الفن والعلم.
ظهور الحضارة الرومانية في أوروبا
كانت الحضارة الرومانية من بين أكبر الحضارات في أوروبا التي شهدتها وساهمت في بنائها، وقد تمكن الرومانيون من بناء إمبراطورية امتدت من إسبانيا إلى جنوب آسيا عبر الساحل الشمالي لإفريقيا، وضموا فيما بعد كل ما تبقى من أوروبا إلى إمبراطوريتهم.
وصلت الإمبراطورية الرومانية إلى ذروة عظمتها خلال الفترة المعروفة بالسلام الروماني التي استمرت من سنة 27 قبل الميلاد حتى سنة 180 ميلادية. أسهمت الفنون والعلوم الرومانيتان بأفضل ما قدموه للعالم، وازدهر التجارة في الإمبراطورية. كما لعب الرومان دورا في حياة أوروبا من خلال التخطيط الدقيق للمدن وبناء الطرق. أصبحت اللغة اللاتينية الأساسية التي استندت عليها اللغات الرومانسية المنتشرة في أوروبا اليوم. كما أصبحت الأسس القانونية التي وضعها الرومان جزءا من الأنظمة القانونية في أوروبا، وفيما بعد جزءا من الأنظمة القانونية في أمريكا الشمالية والجنوبية.
وكانت هذه الحقبة ظهور المسيحية في فلسطين وسرعان ما انتشرت في الجزء الأوروبي من الإمبراطورية وكغيرها نشبت الخلافات وبدأت الإمبراطورية تتفكك حتى أعاد الإمبراطور قسطنطين توحيدها عام 324م، في عــام 395م انقســـمت الإمبراطورية الرومانية بصورة نهائية إلى إمبراطوريتين، فأصبح النصف الشرقي الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية وكانت عاصمتها القسطنطينية “الآن إسطنبول، تركيا”، أما باقي الإمبراطورية فأصبح الإمبراطورية الرومانية الغربية وكانت عاصمتها روما.
الأحداث التاريخية في أوروبا
- في عام 1957م، وقّعت عدة دول أوروبية معاهدة روما لإنشاء السوق الأوروبية المشتركة.
- شهد عام 1968م غزو الاتحاد السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا السابقة بهدف إخماد حركة الإصلاح التي منحت المواطنين حرية أكبر
- في عام 1975، وقعت الدول الأوروبية معاهدة هلسنكي واتفقت على التعاون والعمل معًا بشكل أكبر لتحسين حقوق الإنسان.
- في عام 1987م، قررت الدول الأوروبية إقرار القانون الأوروبي الموحد الذي حدد عام 1992م موعدًا لتحقيق الوحدة الأوروبية الشاملة.
- في الفترة ما بين عام 1989 و1990، قامت معظم دول شرقي أوروبا بإنهاء الحكم الشيوعي وبدأت في الإصلاحات بهدف منح شعوبها حريات أكثر.
- في عام 1990، تم توحيد شطري ألمانيا الشرقية والغربية، وفي الفترة ما بين عامي 1991 و 1992، انتهى الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، وأعلنت جمهورياته السابقة استقلالها، وانهار الاتحاد السوفييتي، وشكل الاتحاد بهدف زيادة التعاون الاقتصادي والسياسي بين أعضاء المجموعة.
- في عام 1999، اتخذ الاتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي، الذي يضم معظم دول الاتحاد الأوروبي، اليورو كعملة مشتركة.
ظهور الإمبراطورية البيزنطية في أوروبا
تعد امتدادًا طبيعيًا للإمبراطورية الرومانية الشرقية، طيلة العصور الوسطى، وشهد القرن السادس الميلادي وضع أيادي هذه الإمبراطورية سيطرتها على جنوب شرقي أوروبا، والأجزاء التي تعرف الآن بإيطاليا وإسبانيا، وعلى العديد من دول الشرق الأوسط، والأراضي الواقعة على امتداد ساحل إفريقيا الشمالي إلى أن جاء عام 1400م ولم يبق من تلك الإمبراطورية العظيمة سوى المناطق المحيطة بعاصمتها، القسطنطينية فكانت الإمبراطورية البيزنطية لعدة قرون تمثل حاجزًا واقيًا يحمي أوروبا من هجمات القبائل البربرية.
ظهور الإسلام في قارة أوروبا
ظهر الإسلام مع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في بداية القرن السابع الميلادي. نجح المسلمون في نشر الإسلام في الشرق الأوسط ومعظم شمال إفريقيا في البداية، وتوسعت فتوحاتهم لتشمل أيضا أراضي أوروبا، بما في ذلك إسبانيا. اتسعت الدولة الإسلامية لتشمل العديد من الأراضي والبلدان التي لم تكن الإمبراطورية الرومانية تحلم بضمها إليها.
وفي منتصف القرن السادس عشر الميلادي أصبحت الدولة العثمانية تشمل أجزاءً كثيرة من الشرق الأوسط، وشمالي إفريقيا وجنوب شرقي أوروبا، ولقد احتفظت الدولة العثمانية بتلك الأراضي حتى القرن التاسع عشر، و نظمت دول غربي أوروبا في الفترة من عام 1100 م وحتى عام 1300 م تقريبًا سلسلة من الحملات العسكرية التي سميت بالحملات الصليبية بهدف الاستيلاء على فلسطين من المسلمين لكنهم استفادوا من التجارة مع المسلمين.
ولقد وسع الصليبيون التجارة بينهم وبين المسلمين فارتفع معدل السلع المتبادلة بينهم و كانت للمسلمين إسهامات كثيرة في الثقافة الأوروبية فلقد احتفظوا بعدد كبير من المخطوطات الإغريقية القديمة حتى غدت في متناول يد العلماء الأوروبيين ولهم أيضًا إسهامات كثيرة في دراسة الرياضيات والطب، كما أدخلوا النظام العددي العربي المعمول به حتى يومنا هذا في أوروبا.
بداية عصر النهضة الأوروبي
استمر عصر النهضة الأوروبية لمدة 300 عام وتميز بالازدهار في الفن والعلم، بدأت النهضة الأوروبية في إيطاليا في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي وأواخر العصور الوسطى، وانتشرت في معظم أنحاء أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وكان لفكر عصر النهضة تأثير كبير على الحضارة الغربية، حيث بدأ عصر العقل في القرن السابع عشر الميلادي وانتهى في أواخر القرن الثامن عشر، وفي هذه الفترة كان معظم المفكرين الأوروبيين البارزين يؤكدون على أهمية دور العقل ويلحون على أنه الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة.
تميزت هذه الحقبة بقيادة المفكرين الأوروبيين بقدرة العقل على نشأة منهج البحث العلمي الحديث، مما ساعد العديد من العلماء بتطبيق عملية التفكير والاستنتاج في دراستهم للعامل المادي، وصاغوا الأحكام العامة للدراسات العلمية التي ما زالت تتبع حتى يومنا هذا وللعلماء في عصر النهضة الفضل في الاكتشافات المهمة في مجالات التشريح والفلك والكيمياء وعلم الهندسة.
القوى الأوربية
نمت الحركة الديمقراطية لدرجة كبيرة، بسبب عصر التنوير، وتحديات ذلك العصر للسلطة التقليدية، ولكن القومية انبثقت تباعًا من المشاعر القومية، التي وحدّت أفراد كل شعب من شعوب أوروبا في نضالهم من أجل الحكم الديمقراطي، فقد قام الشعب الإنجليزي في القرن السابع عشر بأخطر تحد في القرون الوسطى ضد تسلط الملوك في أوروبا، حيث ألغى نظام الملكية في أعقاب حرب أهلية، فاختفت الملكية لمدة عشرة أعوام في منتصــف القرن السابع عشر، وفي عام 1689م، أجاز البرلمان الإنجليزي وثيقة (بيان) الحقوق التي أعطت البرلمان سلطات أوسع وحدّت من سلطة الملوك، ومنحت الشعب ضمانات تكفل له حريته.
التوسع الاستعماري الأوروبي
بحثًا عن المواد الخام مثل لب جوز الهند والقطن لسد حاجة المصانع، قامت الدول الأوروبية بتوسع مدنها سعيًا لإيجاد أسواق لمنتجات تلك المصانع، وبما أن هذه المواد متوفرة بكثرة في قارتي إفريقيا وآسيا، وبما أن القارتين كانتا بمثابة أسواق ضخمة للسلع الأوروبية كالأسلحة والملابس والحديد، فقد أصبحتا هدفًا للتوسع الاستعماري الأوروبي، وخلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين أصبحت معظم بلدان إفريقيا ونحو ثلث أقطار آسيا مستعمرات أوروبية.
الحرب العالمية الأولى
حدثت تلك الحرب نتيجة التنافس الاقتصادي بين الدول الأوروبية وسرعة كل دولة في بناء اقتصادها وإقامة المستعمرات. وثانيا، نتيجة للخلافات العسكرية وقسمتها، انقسمت دول أوروبا إلى مجموعتين متصارعتين. وأصبحت بريطانيا وفرنسا وروسيا ودول أخرى في مجموعة واحدة، وكانت ألمانيا والمجر والنمسا وحلفاؤهم في مجموعة ثانية. وانضمت الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء في عام 1917م. وقامت في نوفمبر من العام نفسه الثورة البلشفية التي أدت إلى إقامة ديكتاتورية شيوعية في روسيا وسحبها من الحرب. ونتيجة لهذه المعاهدات، استعادت العديد من دول وسط وشرق أوروبا استقلالها من ألمانيا وروسيا والنمسا.
الحربان العالميتان
هي عبارة عن أزمة تفاعلتها الشعوب لتغيير الحدود بين الدول وتكوين دول أوروبية جديدة، كما أجبرت ألمانيا على نزع السلاح وفــرضت عليها دفع تعويضات هائلة ، وفي العقد الثاني من القرن العشرين الميلادي طالبت الأقليات الألمانيــة فــي الدول حديثة التكوين بسيادة ألمانيا عــلى أراضيها الحرب.
الحرب العالمية الثانية
اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا بعد أن استولت ألمانيا على النمسا وتشيكوسلوفاكيا وقامت بغزو بولندا ولقد دخلت الحرب كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان وعدد قليل من الدول الأخرى، أي دول المحور ضد دول الحلفاء التي شملت فرنسا وبريطانيا والاتحاد الســوفييتي والولايات المتحدة وأكثر من أربعين دولة أخرى والتي حاولت كل من بريطانيا وفرنسا وحلفاؤهما عند بداية اندلاع الحرب إعاقة تقدم ألمانيا داخل أوروبا، إلا أن موسوليني وهتلر تمكنا عام 1941م من احتلال جميع دول أوروبا تقريبًا وفرض السيطرة الكاملة عليها، باستثناء الجزء الأوروبي الواقع في الاتحاد السوفييتي.
بعد الحرب، أصبحت الضربة القاضية الحقيقية لأوروبا الغربية كمركز قوة عالمية، حيث أضعفت الدول الأوروبية الرئيسة وأخذت منها تقريبا هيمنتها على جميع مستعمراتها في إفريقيا وآسيا خلال خمسة عشر عاما، وأصبحت دول أوروبا الغربية تعتمد اقتصاديا وعسكريا على الولايات المتحدة. تم تقسيم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية تحت حكم شيوعي وألمانيا الغربية تحت حكم غير شيوعي، مما ساهم في انتشار الفوضى في أوروبا بعد الحرب، حيث أصبح الملايين من الأوروبيين لاجئين بلا مأوى، يتجولون في ميادين المعارك وسط الدمار الذي تركته الحرب. انتشرت الأمراض وظهرت المجاعات بسرعة مذهلة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
التطورات الأوروبية الحديثة
منذ عام 1980 ميلادي، بدأت الحكومات والشعوب في العديد من الدول الأوروبية في تنفيذ بعض الإصلاحات، وكانت الإصلاحات تركز على الاقتصاد، وأدت إلى حدوث حركات إصلاحية في أوروبا الشرقية. قامت جماهير كبيرة في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا ورومانيا وبلغاريا بالتظاهر مطالبة بالحريات وإنهاء الحكم الشيوعي، وبناء عليه تمت انتخابات حرة في تلك الدول في عامي 1989 و 1990، وشاركت فيها عدة أحزاب. وكانت النتيجة أن الأحزاب غير الشيوعية حصلت على السلطة، ورفعت تلك الحكومات القيود عن الحريات المدنية، مثل حرية التعبير والعقيدة والصحافة. بدأت أيضا في تنفيذ برامج لاقتصاد السوق الحر في تلك الدول التي كانت تديرها تلك الحكومات.