العلوم التي يحتاج اليها المفسر
علم التفسير هو من أهم العلوم على وجه الأرض وأكرمها، حيث يعنى بتفسير كلام الله – عز وجل – وبيان المقصود منه. ومن خلال هذا العلم، نتعرف على المعاني التي تكون غامضة في كتاب الله – عز وجل – ويشمل ذلك شرح مفردات القرآن وتراكيبه بواسطة اللغة، واستنباط الأحكام وتحقيق المناسبة وإزالة الشكوك والرد على النقاشات وبيان أسباب نزول الآيات، وفي بداية نزول القرآن الكريم كان يتم تفسير بعض الآيات ببعضها، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – هو أول من قام بتفسير القرآن الكريم، وعندما تكون معنى آية من الآيات غير واضح للصحابة، فإنهم كانوا يستفسرون النبي، وظهر ذلك في قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
العلوم التي يحتاج المفسر إليها
نظرًا لأن علم التفسير يهتم بتفسير كتاب الله – عز وجل – الذي يحتوي على كلامه، وهو المصدر الرئيسي للأحكام الإسلامية والمشرع الأول لها، يجب على المفسر أن يكون على دراية ومعرفة بالعديد من العلوم الأخرى، ويعد من أهم هذه العلوم التي يجب على المفسر تعلمها:
علوم اللغة العربية
علم اللغة العربية هو الذي يساعد على معرفة معاني الكلمات المختلفة في المعاجم، ويمكن من خلاله الوصول إلى معان كثيرة للكلمات الواحدة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيير تفسير الآيات بأكملها. اللغة العربية تحتوي على مفردات مترادفة، حيث يكون لنفس اللفظ عدة معان مختلفة. يجب أيضا معرفة مضاد الكلمات، فكل كلمة لها مضاد معروف، ولكنه ليس دائما الضد الصحيح لها. هذه المعرفة يمكن أن تساعد في فهم القرآن الكريم، الذي يتألف من كلمات، وبالتالي فهم المعاني يعتمد على معرفة علم اللغة .
علم النحو
يمكن أن يؤثر ترتيب الكلمات على معنى الجملة بأكملها، إذ أن وضع الفاعل بدل المفعول يمكن أن يغير سياق الآية. وهناك العديد من أنواع الأعرابالتي يمكن استخدامها لمساعدة المفسر على فهم معنى الآية، ولذلك فإن علم النحو يستشهد دائماً بالآيات القرآنية .
علم الصرف
علم الصرف هو إحدى علوم اللغة العربية التي يمكن من خلالها معرفة تصريف الكلمات، والمقصود من كل تصريف هو أنه يحمل معنى مختلف عن التصريف الآخر، ويمكن من خلاله معرفة صيغ الكلمات، مثل (وجد)، وهي كلمة غامضة، وعندما يتم تصريفها يمكن معرفة مصادرها، فعلى سبيل المثال، تستخدم كلمة (وجد) في البحث عن الحيوانات باستخدام الواو المكسورة، وفي الحصول على شيء ما باستخدام الواو المضمومة، وفي التعبير عن الغضب (موجدة) بالواو المكسورة، وفي التعبير عن الحب (وجدا) بالواو المفتوحة .
الاشتقاق
إذا كان للكلمة اثنان من المعاني، يتم النظر إلى الأصل الذي اشتقت منه لمعرفة المعنى المقصود. على سبيل المثال، كلمة `المسيح`، هل هي مشتقة من `السياحة` أم من `المسح`؟ فكلمة `السياحة` تعني الشخص الذي يسافر كثيرا، أما `المسح` فهي المفعول به، أي أنه لا يمسح أحدا إلا يشفيه الله .
علوم البلاغة
علم البلاغة هو من أهم العلوم التي يجب على المفسر أن يدرسها حيث أنها تبين عظمة القرآن الكريم ، وبلاغته ، وهناك الكثير من الآيات التي تدل على ذلك ، بل أن كل آية من القرآن الكريم تحتوى على بلاغة لم يقدر أحداً على أن يأتي بمثلها حتى يومنا هذا فيجب أن يتعلم كل ما يخص علم البلاغة ليخرج لنا أسرار القرآن الكريم وروعته فيتعلم ثلاثة علوم :
علم المعاني
هذا العلم يوضح لنا عظمة القرآن الكريم في مطابقته للحالات التي وردت في الآيات، وما يجب أن يحتوي عليه من إيجاز واختصار، واستفاضة وإطناب .
علم البيان
يعد علم التفسير من أروع العلوم التي يمكن للمفسر من خلالها كشف المجاز والكناية وكل الأساليب الجميلة والعميقة في الآيات القرآنية .
علم البديع
تتنوع الأشياء الجمالية التي تندرج تحت مفهوم البديع، والتي يمكن العثور عليها بكثرة في القرآن الكريم، وتضفي على الآيات جمالًا لا يضاهى، ومنها قوله تعالى “بديع السماوات والأرض”، أي صانع شيء لم يسبق لأحد خلقه، لذا فهو مبدع .
العلوم الشرعية
هناك علوم شرعية يجب على المفسر دراستها بشكل جيد، حتى يتمكن من استخلاص معانيها من كلام الله – عز وجل – وتوصيلها بناءً على المعرفة والدراية، وتشمل هذه العلوم:
- علم القراءات : يكشف علم القراءات عن الأوجه التي نُطقت بها الكلمات. حيث تختلف القراءات بسبب اختلاف اللهجات العربية، ويمكن لكل قراءة أن تتضمن تفسيرًا مختلفًا عن القراءة الأخرى. ويمكن للمفسر التمييز بين القراءات الصحيحة الثابتة والمتواترة والقراءات الشاذة والمردودة .
- علم أصول الدين :يعد علم أصول الفقه الذي يمكّن المفسّر من التعرّف على جميع الحقوق المتعلقة بالله- عز وجل -، بما في ذلك ما هو جائز وما هو واجب وما هو مستحيل، وكذلك حقوق رسله – عليهم السلام – بما في ذلك ما هو واجب وما هو جائز وما هو مستحيل .
- علم أصول الفقه : تكون الأحكام الفقهية لها علة معينة من العلل، ويأخذ الفقه من كتاب الله أولاً ثم من سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، لذا يجب على المفسر أن يكون على علم بأصول الفقه لاستخراج الأحكام واستنباطها من كتاب الله – عز وجل –
- علم أسباب النزول : نظرًا لوجود العديد من الآيات التي تشير إلى سبب نزولها ومعناها المراد، كما في قوله تعالى `ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله`، فإن معنى الآية الظاهر يفيد بأنه يجوز للمسلم أن يتوجه إلى أي اتجاهيرغب فيه، ولكن هذا ليس المقصود الحقيقي من الآية .
- علم القصص : لأن القرآن الكريم لا يذكر القصة بكل تفاصيلها، ولكنترك الكثير من الكتب لنا لنتعلم منها ما تبقى من القصة والعبر المستفادة منها .
- علم الناسخ والمنسوخ
- علم الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم
أشهر التفاسير عند أهل السنة
- تفسير الطبري هو أحد أساسيات وأشهر كتب تفسير القرآن الكريم بين أهل السنة والجماعة.
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن – المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393 هـ)، هو الشنقيطي
- أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي – المؤلف: ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (توفي 685 هـ) هو البيضاوي.
- أيسر التفاسير – المؤلف: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري هو الاسم الكامل لأبو بكر الجزائري.
- التحرير والتنوير – المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور، المعروف أيضًا باسم محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (توفي في عام 1393 هـ).
- التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) – المؤلف: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي، الملقب بفخر الدين الرازي، كان خطيبًا شهيرًا في ري (توفي عام 606 هـ).
- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج – المؤلف: وهبة الزحيلي.