الطبيعةالفضاء

ما هو السبات الشمسي

يبدو أن عام 2020 يحمل الكثير من المفاجآت الخاصة بعالم الفضاء، حيث أشار العلماء إلى اقتراب كوكب الأرض من تعرض ظاهرة لم تحدث منذ عام 1830، وهي ظاهرة السبات الشمسي.

جدول المحتويات

ما هو السبات الشمسي

  • يُعرف العلماء السبات الشمسي بأنها تلك الظاهرة التي تنخفض فيها درجة حرارة الشمس عن المعتاد؛ مما ينتج عنه نفاذ الأشعة الكونية الضارة إلى كوكب الأرض، ودخول كوكب الأرض في حالة بيات شتوي خلال فصل الصيف تحديداً، وتعرض الأرض من جهة أخرى إلى كم رهيب من الكوارث الطبيعية مثل البراكين، والأعاصير، والزلازل، وانتشار المجاعات.
  • يُطلق العلماء على ظا هرة السبات الشمسي أيضاً اسم ” الدرجة الدنيا لدالتون” نسبة لعالم الأرصاد الجوية والكيميائي جون دالتون”، فقد حدثت ظاهرة “دالتون منيمام” بين عامي 1790 و 1830 وترتب عليها انفجارات بركانية، وفقدان لكثير من المحاصيل وبالطبع انتشار للمجاعات، وظلت الأرض تعاني من فترات البرد القارس.
  • يتعلق الأمر بثوران بركاني وقع في جبل تامبورا بإندونيسيا في العاشر من إبريل عام 1815، وكان هذا الحدث البركاني الأول للجبل خلال ألفي عام، وتسبب في وفاة حوالي 71000 شخص على الأقل.
  • لقد مر عام 1816 بدون فصل صيف، وكان المرة الأولى التي هطلت فيها الثلوج في شهر يوليو.
  • ومن الأشياء المعروفة علمياً أيضاً عن هذه الظاهرة هو أنها جزء لا يتجزأ من طبيعة الدورات التي يمر بها النجم الشمسي كل 11 عامًا، وتتعرض لها الأرض كل 400 عام.
  • وكان كوكب الأرض قد مر بتأثيرات السبات الشمسي في الفترة من عام 1645 وحتى 1715 فيما عُرف بـ” ثبات مواندر”،والذي تبعه تجمد مجار مائية شهيرة مثل التايمز، وقنوات امستردام. وتعرضت الأرض لفترة زمنية طويلة إلى ما عُرف وقتها بالعصر الجليدي الصغير والذي استمر من عام 1300 وحتى 1850.

ظاهرة السبات الشمسي

  • يعتقد علماء الفلك أن الشمس قد وصلت إلى أدنى مستوى لطاقتها الشمسية، مما يؤدي إلى ضعف المجال المغناطيسي، وزيادة انتشار الأشعة الكونية في النظام الشمسي، مما يؤثر على المسافرين في المجال القطبي ورواد الفضاء.
  • بالإضافة إلى ذلك، ستؤثر هذه الأشعة الكونية على الكيمياء الكهربائية في الغلاف الجوي العلوي للأرض، مما يعزز حدوث الصواعق الكهربائية.
  • من بين أهم الدلائل الفلكية التي رصدها العلماء والتي تؤكد تعرض الأرض لهذه الفترة الشمسية الهادئة هو اختفاء البقع الشمسية بنسبة 76% .
  • رغم المخاوف التي أثارتها الخلفية التاريخية لتوابع أو عقبات تعرضت لها الشمس في الماضي، إلا أن العلماء وخبراء الأرصاد يؤكدون أن هذه الظاهرة الطبيعية تحدث كل 11 عامًا وأنها لن تتسبب بتداعيات خطيرة كما جرى في الماضي.
  • يشير العلماء أيضا إلى أن الشمس مرت بالحد الأدنى لطاقتها قبل 11 عامًا ، وهذا كان الأعمق خلال مائة عام ، ولم يحدث أي تأثير سلبي على الأرض ولم ينتهِ العالم
  • يضيف العلماء أن الشمس ستنطفئ وفقاً للتقديرات العلمية خلال 5 مليارات عام، وفي هذه النقطة فقط يمكننا التكهن بتعرض كوكب الأرض لانهيارات أخرى
  • من جهة أخرى، ترى وكالة ناسا أن الطاقة الشمسية ستصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من مائتي عام، ونتيجة لذلك سيحدث موجة برد تستمر لمدة عام كامل .
  • وفقًا لتوقعات آخر، يمكن أن تستمر الفترات الجليدية والصيف الرطب حتى عام 2053، حيث يحتاج نشاط الشمس لاستعادة قوته مرة أخرى. وقد بدأت الموجات الباردة بالفعل في الضرب في بلدان مثل أيسلندا وكندا.
  • إضافةً إلى فساد محاصيل الخضروات في إسبانيا واليونان خلال شهري إبريل ومايو في العامين الماضيين، فإن محصول البروكلي أيضًا لم ينمو بشكل جيد في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المحاصيل .

السبات الشمسي والاحتباس الحراري

  • تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري قلقًا في أوساط علمية عالمية، حيث يتعرض الأرض للمخاطر الناجمة عن هذه الظاهرة، وهي تختلف نسبيًا عن تأثيرات السبات الشمسي.
  • عندما تم الإعلان عن تراجع عدد البقع الشمسية وانخفاض الطاقة الشمسية بمقدار درجتين مئويتين، والتي يمكن أن تؤدي إلى عصر جليدي جديد، ظهرت جدلاً واسعاً حول موقف الاحتباس الحراري من ظاهرة انحسار النشر الشمسي.
  • سيؤثر الاضطراب الشمسي بالتأكيد على الأشعة فوق البنفسجية، وسيؤدي إلى دخول الأرض في فترة تجمد تستمر حوالي خمسين عامًا.
  • ووفقًا للعديد من الدراسات التي أجراها العلماء، فإن معدل درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم يزداد بسبب تغير المناخ منذ “سبات مواندر.
  • من الممكن أن يؤثر انخفاض مستوى الطاقة الشمسية على الاحتباس الحراري بدرجة ضئيلة نسبيًا، وفقًا للتقارير التي سجلتها أجهزة الاستشعار المستخدمة من قبل علماء الفلك.
  • وكنتيجة طبيعية لانتهاء فترات السبات الشمسي المؤقتة، تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية.
  • جدير بالذكر أنه حتى عام (٢٠١٩) كان يسود الاعتقاد وفقا لأشهر الأبحاث العلمية وقتها أن النشاط البشري لا يمكن أن يكون الملام الوحيد على ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ولو لدرجة واحدة.
  • يعتقد بعض الباحثين أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يحدث بسبب التغير في المسافة بين الأرض والشمس، بالإضافة إلى حركة الشمس، وهذا ما اعتمدت عليه الورقة البحثية التي تدعي هذا الزعم.
  • في بداية عام 2020، تم سحب هذه الدراسة ونفي فرضيتها الضعيفة والنتائج المزعومة، وظهرت نتائج جديدة تتعلق بتعرض الأرض لطقس شديد البرودة في العام الحالي بسبب قلة الطاقة الشمسية ودخول النجم الشمسي في حالة سبات.
  • نشرت إحدى الصحف الأجنبية الشهيرة خبرًا في الأيام الأخيرة يتحدث عن آخر التطورات في مجال الفضاء والتي يترجمها علماء الفلك وخبراء الأرصاد، وتتعلق هذه التطورات بظاهرة السبات الشمسي.
  • عرضت هذه الصحيفة خبرها بطريقة تندد بـ “وقوع كارثة” على كوكب الأرض، ويدخل به العالم في عصور ثلجية قد تستمر لمدة ثلاثين أو خمسين عامًا تقريبًا.
  • نفى العلماء صحة هذا الخبر، حيث أكدوا أن العديد من الصحف نشرت أخبارًا كاذبة حول تأثير تراجع الطاقة الشمسية على الأرض.

استعداد الأرض لمواجهة الكوارث

  • إن التقدم العلمي الذي تحظى به كثير من الدول، ويعمل لأجله العُلماء في كل مكان، وليس في وكالات أو مؤسسات بعينها فحسب، يُمكنه أن يضع نتائج تقريبية لما يمكن أن يحدث، وهو الأمر الذي يهم كل الأجهزة الحكومية بجميع الدول؛ من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة، و فرض الضوابط التي تؤمن الجميع.
  • ويتضح من النتائج التي حصل عليها علماء الفلك وخبراء الأرصاد أن الخسائر في هذه المرة ستكون طبيعية ولن تصل إلى مستويات كارثية، ومن الواضح أن ما حدث منذ عقود عندما كان التقدم معدومًا أو ضعيفًا، لا يمكن أن يتكرر في الآونة الأخيرة بنفس الشدة.
  • يجب أن نضيف أن هذه النتائج قد تم دراستها ونشر توقعات مبنية على أسس علمية صحيحة منذ 11 عامًا، وربما يعود ذلك إلى تأثر المجال العلمي بالنتائج المضللة أو الغير صحيحة.
  • الخطوة الأخيرة في التحضير لمواجهة الأزمات هي تطوير الوعي لدى الجمهور، وهو المعيار الوحيد الذي يهمهم. يجب تنمية الوعي بإطار سليم ومبني على كل ما يساعد على تعزيز استعدادهم النفسي لمواجهة الأزمات ودعم استعدادهم السلوكي للتعامل بشكل طبيعي مع أي تطورات مستجدة أو غير متوقعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى