ما هو المنهج التاريخي
المنهج التاريخي هو عملية إحياء الماضي عن طريق جمع الأدلة وفحصها وتقييمها، ومن ثم بدء مرحلة التكوين لاستخلاص البراهين الكاملة والواضحة .
تعرف هذه الطريقة أيضًا بأنها بحث يصف ويسجل الحقائق والأحداث السابقة، ويدرسها ويشرحها، ثم يحللها بناءً على أسس منهجية وعلمية دقيقة. ويهدف إلى الوصول إلى التعميمات والحقائق التي تساعد على فهم الحاضر بناءً على الأحداث الماضية، وتنبؤ المستقبل بشكل أفضل .
يتعلق هذا النهج بوصف الأحداث الجودة التي وقعت في الماضي، لرصد وتحليل ومناقشة وتفسير العناصر، ويعتمد هذا الوصف في فهم الواقع الحالي وتوقع الأحداث والاتجاهات البعيدة في المستقبل .
أهمية المنهج التاريخي
يمكن إبراز أهمية المنهج التاريخي في ضوء التعريفات السابقة
- يمكن استخدام المنهج التاريخي لحل المشكلات الجديدة بناءً على الخبرات السابقة .
- يساعد على تسليط الضوء على الاتجاهات الحالية والمستقبلية بشكل فعال .
- تؤكد الأهمية النسبية والتأثيرات النسبية للتفاعلات المختلفة الموجودة في الماضي .
- توفر الفرصة لإعادة تقييم البيانات المتعلقة ببعض الافتراضات أو النظريات أو التعميمات التي تم ظهورها في الوقت الحاضر وليس في الماضي .
خطوات تطبيق المنهج التاريخي
شرح مشكلة البحث
يجب توضيح طبيعة مشكلة البحث ومعالجتها بالتعامل مع خطوات المنهج العلمي في البحث، وتتضمن هذه الخطوات تحضير الموضوع وتحديده وصياغة الأسئلة المتعلقة به وفرض الفرضيات وتحديد أهداف البحث وأهميته والإطار النظري للبحث وتحديد قيوده وجوانب القصور ومصطلحات البحث .
تتطلب مشكلة البحث توافر الشروط ، مثل : تتمثل أهمية هذه الدراسة في ملائمة النهج التاريخي وتوافر القدرات اللازمة، بالإضافة إلى أهمية نتائج البحث .
جمع البيانات اللازمة
تحتاج هذه الخطوة إلى مراجعة المصادر واختيار البيانات المتعلقة بمشكلة البحث، ويمكن أن تكون هذه المصادر مصادر أولية أو ثانوية، ويجب على الباحث التمييز بين نوعي المصادر .
- المصادر الرئيسية هي السجلات والوثائق والمعالم .
- تشمل المصادر الفرعية الصحف والمجلات وكتب السير الذاتية والأعمال الأدبية والقصص القصيرة والشعر وأنواع الألعاب والرقصات التقليدية وتسجيلات الفيديو والنشرات والرسوم التوضيحية التاريخية والخرائط .
نقد مصادر البيانات
تتطلب هذه الخطوة من الباحث فحص البيانات التي تم جمعها، والتأكد من فائدة البحث. ينقسم النقد إلى نوعين، النقد الخارجي والنقد الداخلي، وكل منهما له وصفه الخاص، كما يلي:
النقد الخارجي : ويمثله الباحث ويجيب على الأسئلة الآتية:
- هل تم كتابة الوثيقة فورًا بعد وقوع الحادث أم بعد مرور فترة من الزمن؟
- هل هناك أي مؤشرات تشير إلى أن كاتب الوثيقة ليس موضوعيًا؟
- هل كان المؤلف في حالة صحية جيدة عند كتابة الوثيقة؟
- هل كانت الظروف التي كتبت فيها الوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟
- هل هناك تناقض في محتويات الوثيقة؟
- هل تتفقالمعلومات المذكورة في الوثيقة مع وثائق صادقة أخرى؟
النقد الداخلي : ويمثله الباحث في الإجابة عن الأسئلة التالية:
- هل تم كتابة المستند بخط يد المالك أم بواسطة شخص آخر
- هل الوثيقة مكتوبة بلغة العصر الذي تم كتابتها فيه؟ أم أنك تستخدم مفاهيم ولغة مختلفة؟
- هل كانت الوثيقة مكتوبة على ورق حديث أو ورق معاصر؟
- هل هناك أية تغييرات أو حذف أو إضافات للمستند؟
- هل تشمل الوثيقة معلومات عن أشياء لم تكن معروفة في ذلك الوقت؟
- هل الكاتب مؤهل لكتابة حول موضوع الوثيقة
تسجيل نتائج البحث وتفسيرها
يتطلب هذا الخطوة عرض جميع النتائج التي تم الوصول إليها من خلال المناقشة والتفسير، وعادة ما يتبع الباحث ترتيبًا زمنيًا أو مكانيًا أو موضوعيًا مناسبًا لمشكلة البحث .
ملخص البحث
هذه هي الخطوة الأخيرة في البحث، وتتطلب تلخيصًا للمعلومات التي تم تقديمها في البحث، وبعد ذلك يتم وضع توصيات ومقترحات للبحث المستقبلي استناداً إلى النتائج التي توصل إليها الباحث .
مزايا المنهج التاريخي
يمكننا رؤية فوائد هذا النهج المتشابك بحد ذاته، عندما يتفاعل مع العديد من المناهج الأخرى، مثل انفتاح العلم على بعضه وتفاعله مع حركة الوعي البشري التي ترافق عمليات التفكير في جميع الأعمار
- المقاربة التاريخية للنقد تستخدم تاريخ العصر وأنظمته السائدة لتوضيح النص الأدبي ومعرفة الزمان الذي يتضمنه ورسائله، كما يساعدنا التاريخ على التعرف على المراجعات للمواقع والأحداث والأعلام وغيرها من التأثيرات الواقعية .
- يتم استخدام منهج التاريخ الأدبي السابق في الوقت الحاضر، ويعيد إحياء علاقة غالبًا عاطفية مع الأدباء القدماء، مما يقيّد نطاق بحوثه في مجال الأدب، ويحدد علاقاته مع جميع الأطر الاقتصادية والسياسية والثقافية، لإظهار عقلية نقدية تكشف عن الأعراض أو العلامات .
- الطريقة التاريخية هي واحدة من العديد من المناهج الحاسمة التي بنيت على قواعد صلبة ، والتي هي في حد ذاتها نتاج الفلسفات ، وتيارات الفكر التي عرفتها البشرية طوال سيرة حياتها الطويلة ولعل ما تصوره أفلاطون وأرسطو من بعض الفلسفات التي شغلت التفكير البشري هي السمات الجذرية الأولى لهذه الفلسفات .
- يستخدم علماء الاجتماع والباحثون في العلوم الأخرى النهج التاريخي عند دراسة التغيير في شبكة العلاقات الاجتماعية وتطوير النظم الاجتماعية والتحول في المفاهيم والقيم الاجتماعية. كما يستخدمونه عند دراسة أصول الثقافات وتطورها وانتشارها، وعند إجراء مقارنات مختلفة بين الأنظمة والثقافات في الواقع. من الضروري معرفة تاريخ المجتمع لفهم واقعه .
نموذج المنهج التاريخي في دراسة الأدب
استخدم طه حسين هذا المنهج بشكل بارز في دراساته الخاصة بالأدب العربي القديم، ومن بين هذه الدراسات كتابه “حديث الود” و”تجديد ذكرى أبو العلا”، وفي الكتاب الأخير، اعتمد طه حسين بدقة على المنهج التاريخي، حيث خصص جزءا كبيرا من الكتاب (حوالي ثلثيه) لدراسة زمن أبو العلاء، والأحداث والأشخاص والحياة السياسية والاجتماعية والدينية في ذلك العصر، وذلك لفهم تأثير هذه العوامل على شعر وأدب أبو العلاء. ويمكن استخلاص جزء صغير من هذا المنهج من قوله .