الأورثوركسيا هوس الأكل الصحي
غالبًا ما يسمع الناس عن حميات غذائية جديدة أو الهوس بالتمارين الرياضية أو كتب تحقق أفضل المبيعات لأنها تتحدث عن المفتاح للصحة. ومع زيادة تركيز الثقافة الغربية على الأكل الصحي والنشاطات الجسدية وغيرها من مظاهر الحياة الصحية، لاحظ الأطباء ظاهرة جديدة وهي الأورثوركسيا.
يشير مصطلح الأورثوركسيا إلى الهوس بالتغذية الصحية والتقييد الغذائي والطرق المحددة لإعداد الطعام، وهو مصطلح حديث نسبياً
هوس الأكل الصحي
وفقًا للباحثين، يبدو أن هوس الأكل الصحي يشابه اضطرابات أخرى مثل فقدان الشهية والوسواس القهري واضطراب القلق. لدى الأشخاص الذين يعانون من هوس الأكل الصحي، يكون لديهم السمات المشتركة وهي: الرغبة في الكمال، والقلق، والصعوبة في المرونة في كيفية رؤية العالم.
يتميز هوس الأكل الصحي ببعض الصفات والسمات الخاصة التي تختلف عن القلق والوسواس القهري، وهي
- هوس الاكل الصحي محدد: في حالة الأورثوركسيا يتم التركيز بشدة على جودة الطعام، ويتم اعتماد معتقدات خاطئة حول الطعام مع رغبة قوية في الحفاظ على الصحة
- الأورثوركسيا ليست سرا: بالإضافة لذلك، الناس الذين لديهم القلق والوسواس القهري يميلون لأن لا يظهروا هذه الأمراض للعالم الخارجي سواء في الأعراض أو السلوكيات، لأنهم يخافون من تدخل الناس أو أن يحكموا عليهم. على الجانب الآخر، الناس الذين يعانون من هوس الأكل الصحي يمجدوا اختياراتهم بين الناس، ويذيعوا في العلن سلوكياتهم ومعتقداتهم حول الطعام، وهم يكونوا متحمسين جدا حول نمطهم الغذائي.
الأورثوركسيا حمية أم مرض
كان الرجل الأول الذي استخدم المصطلح قلقًا من خلطه مع مفهوم الحمية القاسية، ويرى العلماء أن الحمية الغذائية ليست مشكلة ما لم تتحول إلى هاجس.
يشعر الأطباء بالقلق بشأن المرضى الذين يسعون بشدة للحفاظ على صحتهم، حيث أن هذا النوع من الحياة يؤدي إلى حياة جامدة ومخيفة ونمط تعذيب نفسي يسبب الأذى بدلاً من الفائدة، ويشغل الأطباء السلوكيات المتعلقة بهذا المرض، حيث تهدد حياة المرضى اليومية.
علامات خطر الأورثوركسيا
هناك بعض السلوكيات التي يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية، وهي ليست مجرد عادات بسيطة، بل إنها تشير إلى أن الشخص يتبع نمط حياة صحي بشكل مفرط وغير صحيح
- قضاء الكثير من الوقت في التفكير والتخطيط وتحضير الطعام: يمكن الاستفادة من الوقت الكبير الذي يُصرف على تحضير الطعام في أنشطة أخرى
- القلق حول الأمور الصحية، أنواع الغذاء، وتلوث الغذاء: القلق الشديد والاهتمام المفرط بالطعام يجعل من الصعب على الإنسان أن يكون مرنًا فيما يتعلق بالطعام، حتى في المواقف الاجتماعية وغيرها.
- العادات الصحية تبدأ بالتدخل في النشاطات الاجتماعية: يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل الصحي تجنب بعض الأنشطة الاجتماعية إذا لم تتوافق مع معاييرهم في تحضير الطعام
- التمارين الكثيفة: هؤلاء الأشخاص يتدربون بشكل يومي ومكثف ومجهد.
- خسارة كبيرة في الوزن أو تغيرات سلبية في الصحة: تظل العادات الصحية القاسية مستمرة حتى بعد تراجع الحالة الصحية
- التركيز الكبير على الآثار الأخلاقية لتناول الطعام: يميل هؤلاء الأشخاص إلى الاهتمام بمعرفة الآثار الأخلاقية لخيارات الأطعمة أكثر من اهتمامهم بمعرفة ما إذا كانت هذه الأطعمة تدعم الصحة
- التركيز الكبير على شكل الجسم: يستمر القلق بشأن الشكل أو الأفكار غير العقلانية بشأن صورة الجسم حتى بعد وجود أدلة قاطعة تثبت العكس.
اضطراب الأكل
الباحثون وجدوا أن الأورثوكسيا لا تحمل نفس أعراض اضطرابات الأكل الأخرى مثل الأكل بنهم وفقدان الشهية، هذا يعني أن الحالة يمكن أن لا تظهر للجميع وتختبئ تحت ستار الحفاظ على صحة جيدة. اليوم هو عالم التضليل في ظل كل المعلومات المتوافرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس من الصعب العثور على أشخاص بنفس المرض أو منظمات غذائية أخرى تسعى للقضاء على أطعمة معينة أو التحكم بها.
على الرغم من أن المصطلح قد يبدو جديدا، إلا أن فكرة وهوس الأكل النظيف قديمة قدم العصور. هناك تاريخ كامل للفكرة التي تقول إن ممارسة ضبط النفس على النبضات البيولوجية أمر جيد وفاضل، حيث كان هناك قديسون يتضورون جوعا لينظروا إليهم على أنهم طاهرين ومقدسين وأقرب إلى الله. وتقول إن السعي نحو زيادة النقاء هو آلية لممارسة السيطرة. إن الأوريكسيا لا تختلف عن فقدان الشهية بهذه الطريقة، حيث تتمثل القواسم المشتركة بينهما في الكمالية والقلق، وأحيانا الوسواس القهري، ويمكن أن تكون ببساطة رغبة في الحصول على وزن مثال
تطور غير صحي
يمكن أن تتغير الظروف المتعلقة بالرغبة في الصحة والتحكم، إذ تبدأ بالرغبة بأن يكون الشخص صحياً، ثم تتحول إلى أمور أكثر تعقيداً وتقييداً، وربما تشمل ذلك تقليل استهلاك منتجات الألبان أو السكر أو الغلوتين أو الكربوهيدرات، وينطبق الأمر نفسه على فقدان الشهية، إذ لا يوجدما يكفي من الإرادة بأي وقت مضى.
لدى مرضى فقدان الشهية مبرر لماذا يفعلون ما يفعلونه، ولكن في حالة مرضى هوس الأكل الصحي، هذه الأعذار تكون أكثر وضوحا وقبولا اجتماعيا. تقدم هذه التفسيرات بأن الطعام هو نباتي، خال من الغلوتين، خال من اللاكتوز أو غير ذلك. الجانب الآخر لرغبة تناول الطعام النقي، مثل الفاكهة العضوية أو لحم البقر المرعي، يكمن في الخوف من الطعام الجاهز. يتجنب العديد من مرضى فقدان الشهية تناول الأطعمة المحضرة التي لا يمكنهم تقييمها. بالنسبة للاورثوركسيا، فإنها مشابهة، حيث يعتبر تناول الأفوكادو مع التوفو في كميات صغيرة أكثر أمانا من تناول الكاري التايلاندي.
متى تستدعي الأورثوركسيا التدخل الطبي
توجد عدة خيارات علاجية جيدة للاضطرابات التي تتعلق بتناول الطعام، لأنها تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، ويجب معالجتها باستخدام نهج شامل للفرد.
على الرغم من أن التعامل مع عدة مساعدين طبيين يمكن أن يكون مقلقًا، إلا أن كل شخص يلعب دورًا كبيرًا في العلاج. يتضمن الفريق الطبي متخصصين في الصحة العقلية والطب والتغذية، حيث يتمتع كل منهم بخبرة فريدة.
سيقوم الأطباء بتقييم الحالة الصحية للمريض وتوصية بالتغييرات التي يمكن أن تكون مفيدة، وسيساعد أخصائي التغذية المريض ويعلمه عن النظام الغذائي المطلوب والمفاهيم الخاطئة حول الطعام، وسيعمل على تحديد نظام غذائي صحي يلبي احتياجات الجسم. وأخيرا، سيستخدم خبير الصحة العقلية العلاج السلوكي المعرفي وبرامج تعديل السلوك لتغيير الأفكار الخاطئة حول الطعام والعادات بحيث تصبح أكثر صحة.
علاج هوس الأكل
ما هو معنى أن يكون الشخص صحيا، الحل لذلك هو ببساطة الاعتدال، الاعتدال يكون من خلال تحكم جزئي، وجبات منتظمة وتنوع الأغذية، لا يكون من خلال الحميات القاسية، ومن خلال النظر على الأشخاص الذين يحافظون على وزنهم، فإنهم يفعلون ذلك من خلال تناول مجموعة من الأطعمة، بما في لك الحبوب الكاملة لكنهم يتحركون كثيرا.
فيما يلي معياران فقط لتشخيص اضطراب الأكل: عندما يشعر الشخص بالقلق تجاه الطعام أو بدأت عاداته الغذائية تؤثر على حياته، فإنه يجب أن يطلب المساعدة. عندما يبدأ الشخص في الانعزال عن الأحداث الاجتماعية، مثل رفض الذهاب لحفلة عيد ميلاد بسبب عدم قدرته على تناول الطعام المقدم، أو عدم الرغبة في تناول الطعام مع الأصدقاء في المطاعم، فإنه يكون قد وصل إلى أقصى درجات الإرهاق والضعف