صحة

معلومات عن مرض الكورو

يعتبر الكورو من الأمراض القاتلة عندما تصيب الإنسان، حيث تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى تدميره تماما ويمكن أن ينتقل بين الأفراد، وتظهر أعراضه فور الإصابة به حيث ينتقل من المخيخ إلى فقدان القدرة على الحركة، بالإضافة إلى إصابة الجسم بالكلونيك وفقدان التوازن بشكل عام. ظهر هذا المرض لأول مرة في عام 1957 في غينيا.

ماهو مرض الكورو

معنى اسم هذا المرض هو الارتجاف من شدة الخوف أو الارتعاش، فبدأ في الانتشار بداية من فترة الخمسينات بالتحديد في عام 1957 في غينيا، حيث أصاب شعب هذا البلاد خاصة الأشخاص الأمامين وذلك لأنهم يتناولوا اللحوم الخاصة بجثث البشر وكانت تلك العادة تمارس في الجنازات من ضمن الطقوس التابعة لذلك.

من الممكن أن يدخل ضمن قائمة الأمراض النادرة التي تعد مميتة وخطيرة حيث يصيب الجهاز العصبي، بالرغم من العديد من الأبحاث الذي ساعد على طول البحث العلمي والذي أثبت أنه أول مرض تنكس عصبي والذي تكون من عوامل معدية إلا أنه لم ينشأ له علاج، وهذا السبب الذي يجعل منه قادر على تدمير المريض خلال سنة واحدة من الإصابة به.

ساعد هذا المرض على وجود فئة جديدة تتعلق ببعض الأمراض الغريبة مثل الأرق العائلي المميت ومرض غيرستمان، بالإضافة إلى مرض كروتزفيلد جاكوب.

الأسباب المؤدية لمرض الكورو

كانت تناول لحوم البشر، وبالتحديد تناول أجزاء معينة مثل الدماغ المصاب أو اللحوم التي بها جروح قديمة أو تقرحات لشخص مصاب بمرض ما، هو السبب الأساسي وراء انتقال هذا المرض.

لذلك، اشتهرت الشعوب التي كانت تسكن كينيا الجديدة بالإصابة بهذا المرض بسبب تناول لحوم البشر الخاصة بأقاربهم، وكان ذلك من ضمن طقوس الجنائز لديهم، وكانت الفئة الأولى التي يصيبها هذا المرض هي النساء والأطفال لأنهم كانوا أول المشاركين في تلك الطقوس.

هذا المرض ينتمى لفئة الأمراض المعروفة باسم اعتلال الدماغ الإسفنجي، وهو مرض قابل للانتقال، ويُعرف أيضًا باسم أمراض البريون، حيث يبدأ في الإصابة بالجزء المسؤول عن توازن الجسم والحركة والتنسيق، وهو ما يُعرف باسم المخيخ.

تتم الإصابة به من خلال البريونات هي ليست كائنات حية وغير طبيعية كما أنها لا تتكاثر بداخل المخ فهي عبارة عن بروتينات غير مشوهة وجامدة تبدأ في التكاثر بداخل الدماغ مما يؤدي إلى تكوين كتل التي تنشأ ثقوباً إسفنجية بداخل الدماغ الذي عمل على عرقلة وظائف الدماغ من أجل العمل بشكل طبيعي وتؤدي إلى تدميره بالكامل ثم الموت.

تسبب هذا الأمر في إحباط الحكومة الجديدة في غينيا من تلك الطقوس الميتة وإنهاء ظاهرة تناول لحوم البشر بشكل نهائي، ومع ذلك، قد تظهر بعض الحالات من حين لآخر ولكنها نادرة بسبب طول فترة الحضانة المحددة للمرض.

أعراض و مراحل مرض الكورو

تظهر الأعراض في ثلاث مراحل مختلفة، وكل مرحلة لها أعراض محددة، ومن هذه الأعراض:

المرحلة الأولى

تظهر بعض الأعراض الشائعة لدى البعض، مثل الصداع أو الألم في المفاصل، والتي لا تدل على أن المريض مصاب بمرض خطير، ولكن يمكن أن تتطور الأعراض إلى عدم السيطرة على الجسم وفقدان التوازن.

المرحلة الثانية

تتفاقم الأمور وتصبح أكثر خطورة، حين لا يستطيع المريض المشي، ويبدأ الجسم في الاهتزاز بطريقة لا إرادية، ويصعب السيطرة عليه.

المرحلة الثالثة

في هذه المرحلة يصبح المريض مربضا على الفراش، غير قادر على الحركة بشكل كامل، وغير قادر على التحدث، ويعاني من سلس في البول، بالإضافة إلى أنه قد يعاني من سوء التغذية بسبب صعوبة البلع وفقدان الشهية، ويلاحظ أيضا تغيرات سلوكية غريبة وشعور بالخوف الشديد، ومن الممكن أن يتوفى المريض في أي لحظة بعد وصوله إلى تلك المرحلة، خاصة بعد الإصابة بالتهاب شديد في الرئتين.

فمن الممكن تلخيص تلك الأعراض في:

  • الصداع الشديد.
  • وجود صعوبة في المشي.
  • عدم توازن الجسم.
  • عدم القدرة على التحدث والتعبير بطريقة غير واضحة.
  • يتسبب الاهتزاز الشديد في ارتجاف الجسم بأكمله والعضلات.
  • يتميز بتغير سلوكه الشديد وعدم القدرة على فهم الأشياء المحيطة به.
  • يتعرض لنوبات من الضحك والبكاء بشكل عشوائي بسبب التقلبات المزاجية غير المبررة.

كيفية تطور مرض كورو

بعد تمكن هذا المرض من الدماغ بشكل نهائي وقتها لا يستطيع المريض على ممارسة حياته بشكل طبيعي، حيث يفقد حينها قدرته على الطعام ويكون لديه انسداد شديد في الشهية ولا يستطيع حتى البلع، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى المساعدة في التحرك لأنه غير قادر على الوقوف أو توازن الجسم ويبدأ في الارتعاش والاهتزاز الكامل لجميع العضلات.

يتطور حال المريض خلال ستة أشهر إلى عام واحد، وقد يدخل في حالة غيبوبة خلال هذه المرحلة، وبعد ذلك قد يفقد حياته، لذلك فهو من الأمراض القاتلة الفورية بعد الإصابة به.

فحص مرض الكورو

عند ظهور أعراض المرحلة الأولى أو الثانية على المريض، يجب استشارة الطبيب وإجراء الفحص الطبي لمعرفة نوع المرض، حيث يقوم الطبيب في البداية بـ:

الفحص العصبي

يقوم المعالج بإجراء فحص طبي عصبي شامل لتشخيص حالة المريض بدقة، وذلك من خلال معرفة التاريخ الطبي للمريض والوظيفة العصبية، بالإضافة إلى إجراء بعض الاختبارات مثل اختبار وظيفة الكبد والكلى وتحليل الدم واختبار وظيفة الغدة الدرقية مع قياس نسبة حمض الفوليك في الجسم.

اختبار الفحص الكهربائي 

يتم ذلك عن طريق استخدام مخططات كهربية الدماغ لقياس معدل النشاط الكهربائي الموجود في الدماغ، كذلك إجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل التصوير باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ وقد تكون هذه الخطوة ليست مهمة من أجل التشخيص السليم والنهائي ولكن يجريها الطبيب من أجل الاطمئنان على كهربية المخ.

علاج مرض الكورو

على الرغم من الدراسات والأبحاث الطبية العديدة التي أجريت حول هذا المرض، لم يتمكن الباحثون من اكتشاف دواء يمكنه القضاء على البريونات التي تتسبب في تدمير الدماغ وتكوين سبب الإصابة بالكروتزفيلد-جاكوب. يعتبر تدمير هذه البريونات الصلبة أمرا صعبا، بالإضافة إلى أنها تبقى معدية حتى بعد سنوات طويلة من التخزين في المحلول الفورمالديهايد.

الوقاية من مرض الكورو

يعد هذا المرض من الأمراض النادرة التي من الممكن أن تحدث، فهو يحدث عن طريق تلامس أنسجة الدماغ المصابة أو تناول لحوم هذه الدماغ التي قد تكون مصابة بجروح أو تقرحات مصابة بالبريونات المسببة للكورو فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يجنب التعرض لها من أجل عدم الإصابة بهذا المرض الخطير.

لذلك، حرصت حكومة غينيا بشدة على منع انتشار هذا المرض في منتصف القرن العشرين، من خلال تمنيع استهلاك لحوم البشر بشكل نهائي، ولحسن الحظ، تم القضاء تمامًا على هذا المرض، ولكن فترة الاحتضان لهذا المرض طويلة جدًا، حيث يمكن أن تصل إلى ثلاثين عامًا.

ومع ذلك، في الوقت الحالي يصعب جدًا العثور على مريض يعاني من أعراض هذا المرض.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى