الوقاية الصحية

خطة مقترحة لعمل التثقيف الصحي

أصبح التثقيف الصحي واتباع سبل الوقاية ضد الأمراض، سواء كانت بسيطة أم فتاكة، هو أحد أهم الاتجاهات التي يحرص عليها الجميع، سواء فرادى أو مؤسسات، في عصرنا الحالي. وفي هذا السياق، كان هناك رغبة قوية لدى الجميع في تطوير خطة مقترحة لنشر الوعي والتثقيف الصحي. قامت المؤسسات والجهود الفردية أيضا بالتنافس في استخدام البرامج المتطورة لتحقيق خطة تثقيف صحي فعالة وإيجابية .

ما هو التثقيف الصحي

التثقيف الصحي هو الاتصال الذي يحدث بين الشخص الذي يمتلك المعلومات الصحية والوقائية والعلاجية والشخص الذي يحتاج إلى تلك المعلومات. يطلق على الشخص الأول اسم `المثقف الصحي`، في حين يطلق على الشخص الثاني اسم `المستهدف بالتوعية والتثقيف الصحي`. يتم هذا التواصل عبر وسيلة أو بروتوكول يضمن حماية كلا الطرفين

وفي سياق آخر؛ أشار بعض الأشخاص إلى أن التثقيف الصحي يعبر عن السعي المستمر للحفاظ على صحة الأفراد كأساس للمجتمعات، بهدف تقليل انتشار الأمراض قدر المستطاع. يتم تحقيق هذا التثقيف من خلال اتباع وسائل تؤثر في وعي الأفراد المستهدفين بالتثقيف، وعند الانتهاء من هذه العملية يكون الفرد على دراية بأسباب الإصابة ومخاطرها وكيفية الوقاية منها وغيرها .

أهمية التثقيف الصحي

يُمكن تلخيص أهم فوائد التثقيف الصحي في النقاط التالية:

هدف هذا النشاط دائما هو نشر المعلومات الصحية الصحيحة والتخلص من المعتقدات الخاطئة حول مختلف الأمراض والسلوكيات الصحية

يصبح كل فرد على دراية بالمشاكل الصحية التي يمكن أن يواجهها بعد إكمال عملية التثقيف الصحي الصحيحة، كما يتعرف على الطريقة الأمثل لحل تلك المشكلة والتغلب عليها أو الوقاية منها .

يتم ترسيخ أهم السلوكيات الصحيةوالسليمة لدى المواطنين وأفراد المجتمع بشكل عام من خلال التثقيف الصحي السليم .

يُساعدُ نشرُ مفاهيمِ الثقافةِ الصحيةِ في كلِ أرجاءِ المجتمعِ وخصوصًا بين الطلبةِ والطالباتِ في المدارسِ وفي المؤسساتِ العامةِ والخاصةِ وفي كلِ أركانِ المجتمعِ بوجهٍ عامٍّ، بشكلٍ كبيرٍ جدًا على تقليلِ نسبةِ انتشارِ الأمراضِ في المجتمعِ وتقليلِ عددِ المرضى وتقليلِ عددِ الوفياتِ أيضًا .

يمكن للاهتمام بالثقافة الصحية والحرص عليها أن يساعد على توفير حياة صحية وكريمة للفرد، ويمكنه أيضًا المساعدة في إنتاج أجيال قوية وصحية تستطيع العمل والإنتاج، مما يؤدي إلى التقدم والتفوق .

خطة لعمل التثقيف الصحي

لإنشاء خطة تثقيف صحي ناجحة، يجب الالتزام بالعناصر الأساسية للتثقيف الصحي، مثل:

تحديد الفئة المستهدفة

يجب تحديد الفئات المستهدفة لعملية التثقيف الصحي وتقييم مدى فهمهم وإدراكهم لموضوع التثقيف، حتى يتمكنوا من فهم واستيعاب المعلومات بشكل أفضل والاستفادة منها .

تحديد الرسالة التثقيفية

يجب على المتخصصين الموثوقين والمعتمدين في مجال الرعاية الصحية وضع رسالة تثقيفية، بحيث يكون اكتشاف المشاكل الصحية واتباع الإجراءات الوقائية ضد الأمراض صحيحا وعلميا، وأن يكون لها فعالية حقيقية للمجموعة المستهدفة من هذا التثقيف. ومع ذلك، بعد وضع الرسالة الصحية من قبل المتخصصين، يستعان بمتخصصين آخرين قادرين على صياغة رسالة توعوية بطريقة تصل إلى عقول المستمعين بسهولة .

تحديد المُثقف الصحي

لا بُد أن يكون الشخص الذي سوف يتم من خلاله توصيل الرسالة التثقيفية مناسبًا لها ولديه قبول عند الفئة المستهدفة من التثقيف وأن يتحلى بالقدرة على إقناع الاخرين والتأثير بهم والاستماع إلى مشاكلهم والإجابة عليها بصدر رحب أيضًا ، ويُعتبر اختيار المُثقف الصحي في هذه الحالة من أهم أسباب نجاح الخطة التثقيفية .

تحديد وسيلة التثقيف

تشمل الوسائل المختلفة للتثقيف الصحي التي يمكن اختيارها أو اختيار أكثر من وسيلة تثقيف صحي واحدة، ما يلي:

-الوسائل المسموعة : وهي التي تتم عبر إقامة الندوات والاجتماعات والمحاضرات والمؤتمرات والمقابلات، ويمكن أيضا إجراؤها عبر وسائل الإعلام الأخرى المسموعة فقط مثل الراديو وغيرها

-الوسائل المقروءة : تشمل وسائل التوعية والدعاية المكتوبة جميع الصحف والمجلات، والمطبوعات والبامفلت والفلاير، ومواقع الإنترنت، والملصقات، والمعارض، والعروض التقديمية، والصور التوضيحية، والسبورة، والنماذج، والرسائل القصيرة عبر الهاتف المحمول أو مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها

-الوسائل المرئية والمسموعة : وسائل التوعية والتثقيف الصحي هي من بين أهم وأشهر الوسائل التي تستخدم لهذا الغرض، وتعتبر أكثرها فعالية؛ حيث أنها تؤثر على أكثر من حاسة إدراكية في نفس الوقت، وتشمل وسائل مثل التلفزيون ومقاطع الفيديو وشاشات العرض والأقراص المدمجة وغيرها

برامج مقترحة للتثقيف الصحي

ومن أهم أمثلة برامج التثقيف الصحي ، ما يلي :

-الاهتمام قدر الإمكان بالنظافة الشخصية مثل غسل اليدين بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة ، والحرص على تطهير اليدين والوجه عدة مرات على مدار اليوم والاستحمام مرة واحدة على الأقل يوميًا ، وغسيل الأسنان ، وتغيير الثياب بأخرى سليمة يوميًا ، والحرص على غسل اليدين والوجه والأقدام عند العودة إلى المنزل .

-الاهتمام بنظافة مكان الإقامة مثل إزالة الأوساخ والقاذورات من المنزل وغسل المفروشات بوسائل التنظيف المسموح بها وتعريضها إلى الشمس قدر الإمكان وتهوية المنازل أيضًا وإزالة الغبار والأتربة بشكل يومي قدر الإمكان ، والتخلص من بقايا الطعام والفضلات فورًا بطريقة صحية ، واستخدام مواد التطهير وخصوصًا في المطابخ والحمامات التي تعتبر بيئة خصبة لنمو الحشرات والميكروبات الضارة والممرضة .

من بين الإجراءات التي يجب اتباعها للحفاظ على نظافة الشارع أو المدينة أو الوطن بأكمله هي عدم إلقاء المهملات في مكان غير المخصص لها، وعدم تدمير المرافق العامة والحفاظ عليها بأفضل حالاتها قدر الإمكان .

ينبغي الحرص على إجراء الفحوصات الطبية بانتظام للتأكد من عدم إصابة الفرد بأي أمراض معدية، ولا سيما التهابات الكبد الفيروسية وغيرها من الأمراض الأخرى، وذلك للتخلص من الإصابة في بدايتها قبل أن تتفاقم وتسبب مشاكل صحية كبيرة .

يتعامل مع المرضى المصابين بأي من الأمراض المعدية بأعلى درجات الحرص والوقاية، حتى لا يؤدي أي مرض إلى تشكيل بؤرة مرضية وانتشارها بين عدد كبير من الأشخاص الآخرين

-ينبغي الحرص على اتباع الخطط العلاجية والوسائل التي يشير إليها مقدم الرعاية الصحية بشكل صحيح، وذلك للوقاية من تدهور الحالة الصحية .

ينصح بشدة بالحصول على أي لقاحات وقائية موصى بها من قبل وزارات الصحة في مختلف البلدان للوقاية من الأمراض الشائعة في تلكل منها .

يجدر بالذكر أن وضع خطط تثقيف صحية وتنفيذها باستخدام وسائل وأدوات فعالة قد ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي والثقافة الصحية للمواطنين في جميع أنحاء العالم. لا تزال خطط التثقيف الصحية محل اهتمام كبير في مختلف الدول، حيث تهدف إلى حماية أطفالها من انتشار الأمراض نتيجة لسلوكيات صحية غير صحيحة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى