الفلسفة وأثرها على تشخيص وعلاج أمراض المجتمع
تُعد الفلسفة، أو ما كان يُطلق عليها سابقًا اسم “حب الحكمة”، الطريقة المستخدمة لدراسة عدد من التساؤلات الوجودية والعامة والعقلية والسياسية والدينية والطبية التي لها علاقة بالأمراض.
بالإضافة إلى الارتباط الوثيق بين الفلسفة والعلوم المختلفة مثل الفيزياء والأحياء والطب وتشخيص المرض، أوضح فيثاغورس أن الهدف الأساسي للفلسفة هو عرض المشكلة أولاً ثم دراستها، ومن ثم التفكير في وضع حلول لهذه المشكلة.
تربط الطب والفلسفة بينهما علاقة وثيقة، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان إلى تولي الفلاسفة دور الأطباء، مثل لاوتزو وإمبيدوكليس وفيثاغورس، وفي البداية اعتقد الناس أن الفلاسفة يمتلكون قدرات خارقة تتفوق على قدرات الأطباء في علاجالأمراض والعلل.
الفلسفة في الطب
تهدف فلسفة الطب إلى اكتشاف الأمورالأساسية والقضايا الرئيسية للوصول إلى النظريات الخاصة بعلم الطب والصحة، بالإضافة إلى العلوم المعرفية والفيزياء.
بدأت المناقشات حول المبادئ الطبية الفلسفية في القرن التاسع عشر، وتم التوصل في النهاية إلى فلسفة الطب كما هي الآن، وتم تفنيد المزاعم التي كانت تدور في الماضي.
تساؤلات الفلسفة في الطب مأخوذة من تساؤلات الفلسفة في المجالات الأخرى، كجال الطب ليس مجرد تعرف على جسم المريض، ولكن لابد من وجود منهج علمي وشخصي منسق قائم على علاج العلة وتعزيز صحة المريض بعد ذلك، وبالتالي يكون المريض والمُعالج طرفان مشاركان يكمل كل منهما الأخر في الوصول للعلاج.
تشخيص الشعور بالإرهاق ما بين الفلسفة والطب
تُعرف بعض الأمراض في مجال الطب بأسماء ووصف لها، مثل متلازمة التعب المزمن التي تثير العديد من النزاعات المثيرة للجدل حول تشخيصها وعلاجها.
يتم تشخيص المرض عندما يشعر المصاب بالإرهاق بعد بذل جهد لفترة لا تقل عن 6 أشهر، بالإضافة إلى تعرضه لخلل في نظام جسمه.
رأى العديد من الفلاسفة أن الإحساس بالمرض ليس شيئًا شرعيًا، حيث يتطلب إثبات وجود حالة مرضية القيام بعدة تشخيصات واستخدام أدوية للتعافي، وهو أمر صعب.
الطب النفسي والفلسفة
يمثل الطب النفسي تحديًا كبيرًا لفلسفة الطب، حيث أن المشاكل النفسية قد تسبب شعورًا بالألم مثل الأمراض الجسدية.
تؤكد الفلسفة أن المريض النفسي أو العقلي يُعامَل كالمريض الجسدي، ويعاني من آلام ويشعر بها كما يشعر المصابون بالأمراض الجسدية، ولذلك يتم تحديد الأعراض والتشخيص في البداية.
على سبيل المثال، كان مرض الدماغ قديمًا، وفي الآونة الأخيرة تم اكتشاف العديد من العلاجات والأدوية المعالجة لمرض العظام.
يتلقى الأطباء النفسيون تدريبات على تطبيق العديد من العلاجات المختلفة لتخفيف آلام المرضى بطريقة مثالية، حيث يتم الاضطلاع بأن الاضطراب النفسي يعتبر حدوث انحراف في شخصية المريض يؤدي إلى الخروج عن المعايير المثالية الصحيحة الخاصة بالبشر.
الآفة الدماغية بين الفلسفة والطب
تعتبر النظريات الفلسفية والنظريات الطبية أو الصحية مجموعة من المفاهيم المتعلقة بطبيعة المرض، ويعود تأسيس مفهوم كيان المرض في القرن الثامن عشر إلى توماس سيدينهام.
يتم استخدام كيان المرض لوضع تشخيص دقيق للمرض وتحديد أسباب العلل في كل حالة فردية.
يجب أن نلاحظ أن مرض الآفة الدماغية يحدث بسبب ضعف في العصب أو الفكر أو العاطفة، ولكن بنسبة طفيفة، بسبب خلل ونقص في توافر الأكسجين، مثل خلل حدوثه أثناء ولادة الجنين.
مراحل عملية التشخيص بين كل من الطب والفلسفة
المقابلة السريرية
هو لقاء يحدث بين الطبيب المعالج والمريض للكشف عن الحالة المرضية، ويتحدث المريض فيه عن تاريخه المرضي، والمشكلات التي يعاني منها، والتاريخ الوراثي للعائلة، وبعدها يستطيع الطبيب وضع الحلول.
يقول الفيلسوف الطبيب ويليام أوسلر: ينبغي على الممرضين الاستماع جيدًا لمرضاهم حيث إنهم يوفرون التشخيص الصحيح للحالة.
يحتاج الطبيب إلى سعة صدر واسعة، ومهارات في الاستماع، وقدرة على ملاحظة التفاصيل التي يرويها المريض.
نبّه المعهد الوطني لعلاج الشيخوخة الأطباء خلال المقابلات السريرية بضرورة عدم تجاهل المريض أثناء الحديث معه والتعامل معه بشفقة ورحمة.
اختبارات بدنية وجسمانية
يتمحور فحص المريض من قبل الطبيب حول الحركات الإرادية وغير الإرادية التي يقوم بها المريض، بالإضافة إلى مراقبة لون اللسان والشفاه واللثة، ومستوى الحزن أو الضيق الذي يشعر به المريض، ويعتمد نجاح الاختبار على التقنية والملاحظة.
اختبارات تشخيصية
يتم بناءً على الاختبارات الطبية والتشريحية التي يتم إجراؤها على المريض، مثل الأدوات التي تستخدم عند الكشف عن مرض الأمراض العقلية، واختبار الأزمة التنفسية أثناء النوم، واختبار ضعف النظر الذي يجريه طبيب العيون المختص، واختبار الإدراك العصبي.
يعرب الفيلسوف أرسطو عن تفكيره في التشابه بين فكرة عمل الطبيب والفيلسوف، مؤكدًا أن علم الطب والفلسفة متشابهان، ويمكن دمج كل منهما مع بعضه للحصول على التكامل المرجو.
ببساطة، لا يمكن أن يكون الطب بلا حقائق، وعلم الفلسفة لا يمكن أن يكون بدون حقائق فلسفية. وقال أرسطو أيضًا إن الأرض والطبيعة والدان هي جزء لا يتجزأ من الحياة، لأن نوعية التناغم بين الطبيعة والأرض هو نفسه التناغم بين الجسد والعقل.
يعد الطب العنصر الرئيسي الواقعي في الفلسفة، ويشترك الأطباء والفلاسفة في بعض القيم المهمة مثل إيثار الآخرين على النفس، والتواضع وعدم التكبر، واللين في التعامل.
في الزمن القديم، اتفق الشرق والغرب على وجود أوجه تشابه بين الفلسفة والطب، وظهرت العلوم الطبية الصينية التي تناقش الشؤون العقلية والجسمانية.
ظهر تأثير قوي بين الطب في الغرب وحدوث خلل في الاقتصاد، وزوال روح البشر التي كانت سببًا في وضع حلول جذرية للعوائق والمشكلات .
تطورت القيم المتعلقة بالطب بشكل واضح، وظهر تفاوت واضح في التكنولوجيا الطبية. أصبح الأطباء مترجمين للمحادثات بعد أن كانوا صامتين وكانوا يعتمدون على التقارير. أصبح وجود التكنولوجيا المتقدمة سببا في فقدان الشمولية والجدل الواسع. زاد وجود التطور في المسائل الطبية والفلسفية من التشوش على المعرفة أثناء وضع الحلول وتحديد المشكلات والوصول إلى الحقائق.
في القرن الحادي والعشرين، حدث تحديثات في الوثائق الطبية والرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وتم تطوير المبادئ الطبية من التقليدية إلى التقنية الحديثة.
ازدواجية العقل والجسم
يتبع التفكير العقلي والطبي نفس المسار، وتم تحديث توقعات الأطباء لمعالجة المرضى.
بالإضافة إلى تطور تفكير المعالجين في تقديم حلول علاجية للمريض بشكل عام، أصبح الهدف المرجو هو التقليل من حدوث أي آثار جانبية تؤثر على صحة المريض وتسبب له أي مضاعفات في المستقبل.
العلاج الطبي والفلسفي
يعتبر الارتباط الجيد بين المعالج والمصاب أساسيًا في عملية علاج الأمراض الطبية، ولذلك تم وضع حل جذري يسمى `ABCD`، وتوضح الثقة المتبادلة بينهما.
يوجد مبدأ إضافي لسد الفجوة والفراغ المحيط بالمريض، وعلم الطب يوضح مدى إنسانية الفرد قبل أن يصبح طبيبًا فهو إنسان.
ومن أقوال سقراط حول قوة الترابط بين الفلسفة والطب: يجب أن تكون الفلسفة جزءا لا يتجزأ من علم الطب، ويجب أن يتم دمج الطب مع الفلسفة.