تعليم

استراتيجية فن التشويق الدماغي

فيما سابق كان تدريب أو تعليم الطلاب أو الأطفال وترسيخ المعلومات المختلفة في أذهانهم قائما على القراءة والترديد خلف المعلم لساعات طويلة؛ حتى تستقر المعلومات في ذهن الطلاب، وعلى الرغم أن تلك الطريقة لم يكن لها بديل في إحصاء المعلومات بالذهن لقرون طويلة؛ إلا أن الوسائل التعليمية الحديثة قد وجدت بعض الاستراتيجيات والوسائل الأخرى التي من شأنها أن تحفز القدرة على الحفظ عبر تنمية مهارات المتعلم الذهنية

استراتيجيات التعليم المتطورة

مع تباين الأجيال والزمن، أصبحت وسائل التعليم القديمة التي تم الاعتماد عليها بشكل كلي خلال القرون السابقة غير صالحة للاستخدام الآن، وخاصة بعد تطور التكنولوجيا الرقمية بشكل غير مسبوق في العصر الحالي. لذلك، قام خبراء التربية والتعليم بإيجاد نظريات وطرائق تدريس حديثة أكثر إيجابية، والتي يمكن أن تساعد على تعزيز درجة الفائدة التي يحصل عليها المتعلم خلال العملية التعليمية، والتي يعتبرها الكثيرون مفتاح نجاح الطلاب. وتراعي معظم تلك الاستراتيجيات الفروق الفردية بين الطلاب، مما يجعلها أكثر فعالية من أساليب التعليم العادية .

فن التشويق الدماغي

التشويق الدماغي هو نظرية تعليمية تعتمد بشكل أساسي على استهداف عقل المتعلم، وتركز على المراكز التي تزيد من رغبته في الحفظ والاستذكار. وبالتالي، يكون المتعلم مستعدا ويشعر بالرغبة في الحفظ والبحث والاستكشاف، ويتم حفظ المعلومات بسهولة وسرعة بطرق تختلف عن الطرق التقليدية التي لا يتقنها العديد من الطلاب

استراتيجية فن التشويق الدماغي

استخدمت العديد من المؤسسات التعليمية ومؤسسات حفظ القرآن الكريم الاستراتيجيات والنظريات الحديثة التي تساعد كل فرد، وخصوصا الصغار، في حفظ القرآن الكريم كاملا بسهولة ويسر وفي وقت قصير، واعتمدت هذه الاستراتيجيات عددا كبيرا من الجوانب الأساسية لنجاحها

الحفظ اليومي

يذكر أن الحرص على حفظ جزءٍ ولو كان قليلاً من المادة العلمية أو القرآن الكريم، سيؤدي إلى ترسيخ هذا النشاط كشيءٍ بديهي ويومي، وسيتعود عليه العقل تدريجياً. ومن ثم، يتم تشويق العقل ودفعه للتعود على الحفظ يومياً عن طريق حفظ آيةٍ واحدة على الأقل يومياً .

إعطاء الذاكرة قدر من الراحة

يعتقد بعض الأشخاص بشكل خاطئ أن التوقف عن حفظ الأشياء، حتى لو كان ليوم واحد أو يومين في الأسبوع، سيؤثر سلبا على القدرة على الاستمرار في الحفظ. بينما أشار جميع الخبراء والدارسين والباحثين إلى أن إجهاد الذاكرة بشكل دائم ويومي وعدم منحها فترات راحة مناسبة سيؤدي إلى نتائج عكسية على صحة الفرد وقدرته على التذكر. كما سيقلل أيضا من الهدف الرئيسي لاستراتيجية الحفظ وهو التنشيط العقلي والذهني. بالمقابل، ستساعد فترات الراحة المنتظمة والكافية في الأسبوع على تنشيط العقل وتعزيز الحفظ .

تحديد مدة مُحددة للحفظ

يتعين تنظيم وقت الحفظ بدقة قدر الإمكان؛ لأنه ليس من السليم حفظ عدد كبير من الآيات في اليوم؛ فذلك يتعب الذاكرة ويؤدي إلى الشعور بالملل بسرعة، مما يجعل الشخص يتوقف عن ممارسة الحفظ. لذا، يجب تحديد عدد الآيات التي ستحفظ في كل يوم وتحديد فترة زمنية للحفظ. وعليك أن تسعى لإكمال الحفظ خلال هذه الفترة وعدم العودة لمراجعة الحفظ مرة أخرى إلا في اليوم التالي عند حفظ الآية الجديدة. وهكذا .

مراعاة العامل النفسي

يجب التأكيد على أن مراعاة الحالة النفسية أمر مهم وضروري جدا في سياق تنفيذ فن التشويق العقلي؛ حيث يجب على الإنسان أن يتجنب ممارسة الحفظ إذا كان يشعر بملل شديد أو ضجر أو زهق، لأن الضغط على النفس وممارسة الحفظ رغما عنها ستؤدي إلى نتائج سلبية، وستزيد من الشعور بالملل والضيق لدى الإنسان، وهذا يعتبر غير مجدي خاصة عند حفظ القرآن .

لذلك، يجب احترام رغبات واحتياجات النفس ومراعاة الحالة النفسية للحافظ، وعدم الرجوع إلى الحفظ إلا إذا كانت الحالة المزاجية تسمح بذلك بشكل كبير وبدرجة إقبال عالية أيضًا، وبعد ذلك، يتم تحقيق مفهوم فن التشويق بشكل صحيح .

أهمية استراتيجية فن التشويق الدماغي

من أبرز مميزات استراتيجية فن التشويق الدماغي ؛ ما يلي :

لا تساعد الوسائل التقليدية لحفظ القرآن الكريم فقط على الحفظ بسهولة، بل تساعد الطالب على أن يصبح رائدًا في طريقة حفظ المواد الدراسية بشكل جيد ومثمر، وذلك خلال فترة قصيرة من الوقت .

تساعد عملية التعلم المتعلم على تنظيم وقته وعدم السماح لنشاط واحد فقط في اليوم بالتحكم في جميع الأنشطة الأخرى التي يجب عليه القيام بها يوميًا .

– ليس فقط يساعد التشويق الذهني على تحسين القدرة على الحفظ بسهولة، ولكنه أيضًا يعزز درجة الذكاء والقدرة على فهم الأحداث وتحليلها، وتنظيمها. وهذا بالطبع لا يحدث عند اتباع الطرق التقليدية الأخرى للحفظ .

تُعد استراتيجيةمناسبة لجميع الأفراد بغض النظر عن عمرهم أو مرحلتهم الدراسية، ولذلك فإنها تُعد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات المستخدمة في دوائر تحفيظ القرآن الكريم، والمدارس والمؤسسات المختلفة .

سلبيات فن التشويق الدماغي

من ناحيةٍ أخرى، هناك بعض النقاط السلبية البسيطة التي تؤثر على تطبيق نظرية فن التشويق الدماغي، مثل:

في الرغم من أن تقنية الاستذكار تساعد على تثبيت وترسيخ المعلومات في الذاكرة بشكل أفضل، ويصبح المخ قادرًا على استيعاب كمية أكبر من المعلومات وحفظها تباعًا، إلا أن بعض الناس يرون أنها تستغرق وقتًا طويلاً للتعلم والاستيعاب، ويجب على المتعلم أن يتدرب عليها لفترة طويلة حتى يتمكن من استخدامها بشكل فعال طوال الوقت .

-كما أن تلك النظرية تعتمد بشكل كبير جدًا على الرغبة والتشويق في الحفظ والفهم ، وتعتمد بالكامل على الحالة النفسية والمزاجية للمتعلم ؛ وهذا بالطبع يؤدي إلى ضياع أوقات طويلة أثناء تحسين الحالة النفسية التي تختلف من طالب إلى اخر ؛ مما يؤدي إلى وجود فجوات بين أوقات متابعة الحفظ ، مما قد يؤثر على معدل تنمية مهارات وإتقان الاستراتيجية ، ومن ثضم ؛ استغراق فترات زمنية طويلة جدًا في إتمام حفظ القران أو المادة العلمية بوجه عام .

رغم الملاحظات السلبية التي وجهت لنظرية فن التشويق الدماغي، إلا أن العديد من مدارس حفظ القرآن وغيرها من المدارس ودور العلم لا يزالون يتبنون هذه النظرية، حيث ساعدت الكثير من الأشخاص على تخزين المواد والمعلومات وحفظ القرآن الكريم بسهولة كبيرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى