ما هي الدورة الزراعية
الدورة الزراعية المقصود بها تعاقب المحاصيل الزراعية التي يتم زراعتها في تربة واحدة، بحيث تكون ملائمة للبيئة ونوعية التربة، وتعرف بأنها دورات زراعة محاصيل معينة ملائمة للمنطقة في قطعة أرض ثابتة مقسمة إلى أقسام محددة وفق نظام معين، وتحدد الدورة بعدد السنوات التي تمر على المحصول الحقلي الأساسي الذي يستخدم في الدورة لحين عودته إلى نفس القسم الذي بدأ منه، وتسمى الدورة الزراعية باسمه وتحسب بعدد السنوات التي يستغرقها منذ ابتدائه في الدورة لحين عودته إلى نفس القسم الذي
زرع فيه المرة الأولى.
العوامل التي تساعد على نجاح الدورة الزراعية
عند تصميم دورة زراعية، يجب مراعاة بعض المبادئ الهامة التي تساعد على نجاح الدورة. يجب أن يكون المصممون للدورة ذوو خبرة في مجال الزراعة ويتمتعون بمعرفة كافية بالأسس اللازمة لتصميم الدورات الزراعية، مثل المساحة وترتيب زراعة المحاصيل ومعرفة احتياجات كل محصول والوقت المناسب للزراعة. تتمثل عوامل نجاح الدورة الزراعية في التفاصيل
- نوع التربة الزراعية
هناك أنواع من التربة الزراعية، منها التربة الطينية التي أثبتت الدراسات أنها خصبة لبعض النباتات مثل القطن والباقلاء، وتزدهر المحاصيل في التربة الطينية المختلطة مثل الحنطة والأرز والذرة البيضاء والذرة الصفراء والدخن والبرسيم والعدس والحمص وقصب السكر. وهناك أنواع أخرى من المحاصيل التي تزدهر وتنمو في التربة الرملية مثل فستق الحقل والسمسم والشعير والخروع، وتختلف المحاصيل الحقلية في استهلاكها للعناصر الأولية في التربة.
- الجو المناسب للزراعة
لضمان نجاح دورة زراعية، يجب التحقق من ملاءمة الطقس والمناخ للزراعة. فهناك محاصيل تنجح في مناطق معينة وتفشل في مناطق أخرى بناء على درجات الحرارة وظروف الطقس الملائمة لهذه الزراعة. وهناك أوقات معينة في العام يعرفها المزارعون تناسب زراعة هذه المحاصيل وتساعدها في النمو والازدهار، بينما هناك أوقات غير مناسبة لزراعة بعض النباتات.
- توافر مياه الري
يتطلب الزراعة توافر كميات كبيرة من المياه، حيث تعتمد النباتات على الماء للنمو والعيش، ولا يمكن زراعة أي محصول حقلي دون وجود ماء نظيف للري، لذلك ينصح الخبراء في مجال الزراعة بعدم زراعة المحاصيل في المناطق التي يقل فيها المطر عن 150-400 ملم سنويا، ويفضل تركها لنمو الحشائش وإنتاج المراعي الطبيعية.
- نوع المحاصيل
للحصول على دورة زراعية ناجحة لابد من التأكد من اختيار نوع المحاصيل الملائمة والمناسبة للمنطقة خاصة بعد الدراسة لكافة النقاط الأساسية ومعرفة كمية المياه ونوع التربة وعمل التسميد، حيث يجب بعد ذلك معرفة نوع المحصول الذي يلائم نوعية التربة ومعرفة نوع التسميد التي تحتاج إليه التربة الزراعية والمحاصيل.
- توافر الأيدي العاملة
كثير من أنواع المحاصيل الزراعية تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة خلال موسم زراعتها أو موسم الحصاد، لذلك يجب عدم القدوم على زراعة أي من هذه المحاصيل الزراعية إلا في حالة توافر الأيدي العاملة كالتي توجد في الريف، حيث إن الأيدي العاملة يجب أن تكون ذو خبرة كبيرة ووعي بمجال زراعة المحاصيل.
- تسويق المنتجات الزراعية
تعتبر من أهم خطوات نجاح الدورة الزراعية، إذ أن كثيراً من المحاصيل الزراعية لا تتحمل التخزين، مثل البنجر والقصب وغيرها الكثير من المحاصيل التي يجب أن تنقل بشكل مباشر للمصانع للتحضير والتصنيع، كما يجب مراعاة أمور النقل إذ أن بعض المحاصيل تفسد بسهولة جداً، بذلك يضمن المزارعين دورة زراعية ناجحة تفيد التربة وتعود بدخل مادي جيد.
كيف تساعد الدورة الزراعية على حفظ التربة
الدورة الزراعية لها دور كبير في الحفاظ على صحة التربة الزراعية وحمايتها من العديد من العوامل التي قد تتسبب في تلفها، وتشمل فوائدالدورة الزراعية للتربة ما يلي:
- مقاومة الآفات الزراعية
تهدف الدورات الزراعية إلى الحفاظ على التربة من الآفات الضارة، حيث تقلل استخدام الدورة الزراعية من وجود عدد كبير من الكائنات الحية الضارة التي تصيب المحاصيل الزراعية، وخاصة الحشرات الغير متحركة التي لا تتنقل من مكانها عندما تصيب المحاصيل، بل تظل في مجموعات متجمعة. وبالمقابل، في حال زرع نوع واحد من النباتات وعدم تغييره، تتكاثر الحشرات في التربة والمزروعات. أما الدورات الزراعية فتقلل من انتشار الآفات.
كما تعمل على الحد من الأدغال إ أن في موسم الزراعة الخاصة بمحصول ما أو طرق زراعة محصول معين قد تكون سبب في انتشار الأدغال والتي تنمو مع المحاصيل الزراعية وتتشابه مع البذور، ومن أمثله النباتات التي تنمو فيها الأدغال الشوفان، لذلك فالدورات الزراعية تعمل على تطهير الأرض من الأدغال.
غالبًا ما تعاني التربة من الأمراض الفطرية التي تصيب بعض المحاصيل وتلحق ضررًا كبيرًا بالتربة، ويزداد مستوى الإصابة بها كل عام، لذلك فإن الدورات الزراعية هي الطريقة المثلى للتخلص من الأمراض الفطرية التي تصيب التربة والمحاصيل.
- المحافظة على نيتروجين التربة
تختلف المحاصيل الزراعية المختلفة عن بعضها في احتياجاتها من النتروجين فمنها ما يستهلك كميات كبيرة جداً من النيتروجين المتواجد في التربة، ومن أمثلتها الحبوب النجيلية والتي تعتبر من المحاصيل المرهقة للتربة، وهناك محاصيل أخرى تعمل على زيادة نسبة النيتروجين في التربة كالمحاصيل البقولية والتي تعتبر مفيدة جداً للتربة، لذلك فالدورات الزراعية تعمل على تثبيت نسبة النيتروجين في التربة والحفاظ عليها.
- المحافظة على المادة العضوية
تعد المادة العضوية عاملا مهما وأساسيا للتربة، ولها تأثير كبير على الإنتاجية الزراعية، وتختلف أنواع المحاصيل الزراعية في تأثيرها على كمية المادة العضوية في التربة، فزراعة الأرض بالمحاصيل التي تحتاج إلى حراثة متكررة تقلل من المادة العضوية وتجعلها تنضب من التربة بسرعة، وتؤثر سلبا على خواص التربة، بينما زراعة الأرض بمحاصيل الحبوب التي تترك بقايا عضوية كثيرة في التربة أو زراعتها بمحاصيل البقوليات يزيد من كمية المادة العضوية في التربة.
- الحفاظ على التربة من عوامل التعرية
أثبتت الأبحاث أن أتباع دورة زراعية مناسبة والاهتمام والمحافظة على العناصر الغذائية اللازمة سواء بالري أو التسميد أمر هام للغاية ويؤدي لزيادة خصوبة التربة والحفاظ عليها، إذ أن الدراسات أكدت أن زراعة موسم واحد ثم ترك التربة للعوامل الجوية يعتبر بمثابة ترك التربة عرضة لعوامل التعرية، لذلك فالدورات الزراعية أمر ضروري لمنع عملية التعرية.
- تنظيم استخدام العناصر الغذائية
تختلف المحاصيل الزراعية عن بعضها من حيث كمية ونسبة العناصر الغذائية التي تستخلصها من التربة، لذا يؤدي زراعة المحصول نفسه كل عام أو عام بعد عام إلى نقص العناصر الغذائية في التربة بدرجة تؤثر بشكل كبير على إنتاجية التربة، ويستدعي هذا الأمر تنظيم استخدام العناصر الغذائية في التربة من خلال استخدام الدورات الزراعية، لتخصيص مساحة في التربة للحفاظ على عناصر الغذاء.