اين يقع مضيق الدردنيل
مضيق الدردنيل هو تمثل جسرا حيويا يقع بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، ويعمل كقناة مائية ضيقة تربط بحر إيجة ببحر مرمرة. إنه من بين المضائق المائية الهامة جدا في شمال غرب تركيا وله أهمية دولية، حيث يشكل جزءا من الحدود القارية بين أوروبا وآسيا. كما أنه واحد من أضيق المضائق في العالم ويستخدم للملاحة الدولية. يبلغ طول مضيق الدردنيل 61 كيلومترا ويتراوح عرضه بين 1.2 و 6 كيلومترات، ويصل متوسط ارتفاعه إلى 55 مترا بأعمق نقطة تصل إلى عمق 103 مترا في المنطقة الأضيق حيث توجد مدينة كاناكال .
تاريخ مضيق الدردنيل
على مر التاريخ، لعب هذا المضيق الاستراتيجي العديد من الأدوار، وكان مطمعا للعديد من الجهات، حيث تم حصاره عدة مرات، كما عبرته الجيوش الغازية سعيا وراء الاستيلاء على الأرض والثروة، وشهد الكثير من الصراعات البحرية الهامة بسبب كونه جزءا من الممر الوحيد الذي يربط بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
لذا كان الدردنيل دائما ذو أهمية كبيرة من وجهة نظر تجارية وعسكرية، وما زال يحتفظ بأهميته الاستراتيجية حتى يومنا هذا حيث كان له أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، ويعد بوابة كبيرة وطريقا بحريا للوصول إلى العديد من البلدان، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا، وحاولت العديد من البلدان السيطرة على هذه الممرات لأغراض عسكرية وتجارية. على سبيل المثال، حدثت العديد من الأعمال العدائية في التاريخ الحديث، مثل هجوم قوات الحلفاء على الدردنيل خلال معركة جاليبولي في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى .
وخلال الحرب العالمية الأولى فشل الحلفاء في الاستيلاء على مضيق الدردنيل ، على الرغم من أن غواصة بريطانية اخترقت حقول الألغام وأغرقت سفينة حربية تركية قبالة القرن الذهبي ، والقرن الذهبي لمن لا يعرفه هو مدخل في البوسفور ، وهذا المضيق أعطى موقع الدردنيل أهمية سياسية دولية وهدفًا للكثيرين .
حاليا، لا توجد طرق للمركبات عبر المضيق، ومع ذلك، تدرس الحكومة التركية بناء جسر معلق بين ساريجاي (محافظة جاناق قلعة) على الجانب الآسيوي وكيليتباهير على الجانب الأوروبي، في أضيق جزء من المضيق. في مارس 2017، بدأ بناء جسر كاناكالي 1915 بين مدينتي جيليبولو ولابسك .
قبل عام 1914، تمكن المضيق الدردنيل بشكل كبير من التفوق على منافسه الشمالي، مضيق البوسفور. وكما ذكرنا، كان البوسفور يعتبر بوابة إلى إسطنبول. بالنسبة لبلاد مثل بريطانيا وفرنسا، كانت المسألة الرئيسية هي كيفية احتواء روسيا، وكان المضيق الدردنيل هو الطريق المؤدي إليها. لذا، كان هدفهم الرئيسي هو الاستيلاء على إسطنبول والمضيق، لضمان الوصول بسهولة إلى أي بلد في البحر الأبيض المتوسط. ثبت المضيق على مر القرون أنه قوي ومحصن بشدة، حيث كان من المستحيل التغلب عليه عن طريق القصف البحري أو البري .
اين يقع مضيق الدردنيل
يقع مضيق الدردنيل في منطقة جاليبولي في أوروبا وآسيا الصغرى، ويتميز بعمق متوسط يبلغ 180 قدما (55 مترا) ويصل إلى أقصى عمق يصل إلى 300 قدما (90 مترا) في الجزء الأضيق منه. يتدفق تيار سطحي سريع من بحر مرمرة إلى بحر إيجة، وهناك تدفق مضاد يعيد المزيد من المياه المالحة وتحتوي شواطئ الدردنيل على موانئ هامة مثل جاليبولي وإيجابيات. تتواجد العديد من القلاع الشهيرة على ضفافه، وتكون مياه الدردنيل غنية بأنواع مختلفة من الأسماك التي تهاجر بين البحر الأسود وبحر إيجة عبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة ودردنيل .
أهمية مضيق الدردنيل
يحتل مضيق الدردنيل مكانة هامة في التاريخ، ويعد المضيقان البسفور والدردنيل بوابة روسيا للعبور من البحر الأسود إلى البحر المتوسط عبر بحر إيجة، وذلك بموجب اتفاقية مونترو، وإذا قامت تركيا بإغلاق هذين المضيقين، فإن هذا التصرف سيعتبر إعلان حرب .
بغض النظر عن الظروف، تعتبر تركيا لديها ورقة قوية لدى الحكومة، ولكن المعاهدات الدولية المتعلقة بحركة السفن هي التي تحدد حركة السفن في مضيقي البوسفور والدردنيل. ومع ذلك، اعترفت أنقرة فرديا في عام 1994 بحق تركيا في التدخل ومنع حركة السفن في المضيقين إذا كانت تقوم هذه السفن بأعمال حفر في المضيقين أو تقوم بأي أعمال رياضية .
تعبر مياه الدردنيل يوميًا عبر العديد من وسائل النقل والمركبات التي تقل الركاب، بالإضافة إلى القوارب الترفيهية وصيد الأسماك، سواء كانت صغيرة مثل القوارب الصغيرة أو كبيرة مثل اليخوت التابعة للكيانات العامة والخاصة، كما يمر المضيق بكميات كبيرة من حركة الشحن التجاري الدولي من قبل الشحنات والناقلات .
أهم معالم مضيق الدردنيل
قلعة قيلد بحر
قيلد بحر” هي بلدة صغيرة في شبه الجزيرة الجاليبولية وميناء هام للصيد، وتم بناء قلعة فيها للدفاع في الماضي عن مضيق الدردنيل والإمبراطورية العثمانية بأكملها، وخلال حصار القسطنطينية من قبل العثمانيين عام 1453، حاول الأسطول الجنوي عبور مضيق الدردنيل لإنقاذ عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، ولكنهم فشلوا في ذلك، وجعلت هذه المحاولة السلطان محمد الفاتح يقوم بتعزيز مضيق الدردنيل بسلسلة من التحصينات لحمايته من أي هجوم خارجي، وفي الواقع كان السبب الرئيسي وراء بناء هذه التحصينات هو خوف السلطان من البندقية التي كانت تهدد الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت .
حصان طروادة الخشبي
حصان طروادة يحظى بشهرة كبيرة على مر التاريخ، وقد تم إنشاء نسخة خشبية حديثة له في عام 1975 من قبل المهندس المعماري التركي عزت سينمو أوغلو. تم تصميم النسخة الخشبية لتكون مطابقة تماما للحصان الأصلي، وتتيح إمكانية دخولها وتسلقها، وتحتوي على نوافذ على جوانبها. تم بناء الحصان الخشبي التركي بارتفاع 12.5 مترا من 25 مترا مكعبا من خشب الصنوبر المستورد من جبل كاز، والذي سابقا كان يعرف باسم جبل إيدا وشهد أحداثا مهمة في حرب طروادة.
قلعة جيمينليك
قام السلطان محمد الفاتح الثاني ببناء هذه القلعة كجزء من التحصينات التي بناها لحماية أضيق نقطة في مضيق الدردنيل. وفي الحقيقة، ساعدت هذه التحصينات الإمبراطورية العثمانية كثيرا في السيطرة على حركة المرور البحري من وإلى اسطنبول .