التاريخزد معلوماتك

التماثيل الرومانية في الأردن

تعد مدينة جرش واحدة من أشهر الأماكن التاريخية في الأردن، وتحكي عن تاريخ الرومان من خلال الآثار التي يتم اكتشافها بشكل يومي. فهي من أكثر الأماكن التي يتم تسليط الضوء عليها في الأردن بسبب ما تحتويه من معالم أثرية. ومؤخرا، تم العثور على ثلاث تماثيل أثرية رومانية في هذه المنطقة، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الكثير من الهيئات المسؤولة عن هذا الاكتشاف العظيم.

التماثيل الرومانية في الأردن

أعلنت وزارة السياحة والآثار في الأردن عن اكتشاف ثلاثة تماثيل رومانية في مدينة جرش، التي تعد واحدة من أهم المدن التاريخية في الأردن، حيث تحتوي على العديد من الآثار التي تعود إلى العصر الروماني، وتوجد هذه الثلاثة التماثيل بالتحديد في شمال عاصمة عمان.

قامت البعثة الفرنسية بتفقد هذه المنطقة بالضبط في الجزء الشرقي من مدينة جرش، وخلال هذا التفقد تم اكتشاف ثلاث تماثيل، واحدة منها تمثل آلهة المسارح، والثانية تمثل آلهة النبيذ، والثالثة تمثل آنية برونزية استخدمت لوضع العطور فيها، بالإضافة إلى العثور على العديد من القطع الصغيرة التي لم يتم تحديد هويتها.

أعلن المسئولون أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة كبيرة للعالم بأسره وليس مقتصرًا على الأردن فقط، وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف حدث في عام 2018، إلا أنه ما زال يثير اهتمامًا كبيرًا في المنطقة.

تم الترويج لاكتشافات هذه المنطقة بشكل كبير، حيث تعتبر مدينة جرش واحدة من أشهر المدن التي تحتوي على معالم تاريخية في الأردن، ويعود ذلك إلى الاستيطان البشري لهذه المنطقة لعدة سنوات.

مدينة جرش في الاردن

تعتبر مدينة جرش المكان الأثري الثاني بعد بترا، حيث تحتضن معالم أثرية تعود إلى العصور الرومانية، وما زال يتم اكتشاف جديد فيها يوميا. تقع هذه المدينة في سهل محاط بتلال غابات كثيرة، ولكنها تعرضت للاحتلال في عام 63 قبل الميلاد عندما غزاها بومبيوس، وجعلت هذه المنطقة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.

كذلك، أصبحت هذه المدينة واحدة من أكبر عشر مدن في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، ولم تكن هذه المكانة الكبيرة مقتصرة على الماضي، بل ما زالت حتى اليوم تعد واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، حيث توفر وسيلة لاكتشاف المعالم الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني.

على الرغم من أن هذه المدينة كانت مخبأة تحت الرمال لسنوات عديدة، وتحتوي على أعمدة جميلة وطرق ومسارح وحمامات، فإنها كانت قد وصلت إلى مستوى كبير من التطور العمراني في العصور الرومانية وليس لها مثيل.

معالم مدينة جرش الرومانية

تعد مدينة جرش من أشهر وأجمل المعالم التاريخية القديمة، التي كانت تضم العديد من الآثار التي تم تزيينها بالأحجار الثمينة مثل الرخام والجرانيت بألوانه المميزة. تم الحفاظ على العديد من المواقع الأثرية التي تعرضت لاستخدام تقنيات حضرية حديثة، والتي تمكن الزائر من تخيل كيف كان الحياة في هذا المكان في الماضي. ومن بين الآثار التي تم العثور عليها في هذه المنطقة:

قوس هادريان

يعدُّ قوس هادريان هو المدخل الرئيسي للوصول إلى مدينة جرش، وتم بناؤه بهدف إحياء زيارة الإمبراطور هادريان لجرش في عام 129 ميلاديًا.

الساحة

الساحة تضم أماكن لأكثر من 15000 متفرج لعرض الأشياء، وتشمل المسابقات الرياضية ومباريات المصارعة.

مربع بيضاوي

تتميز الساحة بشكلها البيضاوي والعديد من الأعمدة الأيونية المحيطة بها التي تضفي عليها مظهراً جميلاً، وتحتوي في وسطها على نافورة.

الشوك

الشوك يحيط المناطق التي لم تزال على حالها ويعتبر وسيلة لتصور كيف كانت الطريق في الماضي، وتحت هذا الشوك يوجد نظام صرف صحي معقد للغاية.

Nymphaeum

كان هذا المكان مخصصاً للحوريات، فقد كان يحتوي على الكثير من الزينة التي جعلته يتميز بمظهره الخاص. وتم استخدام الجص والرخام في تزيينه وصنع نصف قبته، كما يحتوي على رؤوس أسد تخرج منها الماء، ما يزيد من جماله.

الكاتدرائية

تم تحويل المعبد القديم إلى كنيسة بيزنطية في القرن الرابع وأصبحت تعرف باسم كاتدرائية، وتحتوي على درج وضريح الخاص بسانت ماري.

المسرح الشمالي

هو مسرح روماني رائع يعتبر أحد أهم معالم الجذب السياحي في هذه المنطقة. إنه متشكل على شكل مربع ومحاط بعدد كبير من الأعمدة. في البداية، كان مجرد سلم يؤدي إلى المدخل، ومن ثم تحول إلى مسرح مخصص للاجتماعات العامة والمناسبات الكبرى وعروض المسرحيات. ومع ذلك، تم التخلي عنه في القرن الخامس. تم استخدام حجارته في بناء العديد من المباني القريبة.

المسرح الجنوبي

يتألف هذا المسرح من طابقين، ويعتبر مصدرا مناسبا للأصوات، وكان يستخدم كمسرح وفي الاحتفالات، ويحتوي على العديد من الممرات المخفية التي يمكن استخدامها للوصول إلى المقاعد.

متحف جرش الأثري

يقع هذا المتحف بالقرب من الموقع الأثري ويعرض العديد من الآثار منذ العصر الحجري وحتى العصر المملوكي، ويحتوي على العديد من المزهريات الزجاجية والفسيفساء والتماثيل ذات الأشكال المميزة.

تاريخ جرش الاردنية

إن تاريخ جرش يعود إلى اللقاء الذي حدث بين بعض العوامل المختلفة والثقافة العربية وكذذلك الثقافة الرومانية واليونانية، ولقد كان الاسم في البداية غاروش، ومن ثم تحولت إلى جراسا ولكن مع نهاية القرن التاسع عشر كان الفلاحون العرب الذين عاشوا في هذه المنطقة أطلقوا عليها اسم جرش.

في العصر الروماني، كانت جرش من بين المدن القوية في ذلك الوقت، حيث اعتمد الرومان على عشر مدن كمستعمرات رومانية في تلك الفترة، وكانت جرش واحدة من تلك المدن، وتم ضم البتراء إليها. في عام 129 ميلادي، قام الإمبراطور هادريان بتوسيع المدينة، وكوسيلة للترحيب، تم بناء قوس النصر، والذي كان من أروع الأعمال الفنية في ذلك الوقت، وتم اعتبار هذه المنطقة مستعمرة رومانية.

ولكن الأمر لم يدم طويلا حيث بدأت مكانة هذه المدينة في التراجع تدريجيا، ولكن في القرن الخامس تم بناء العديد من الكنائس في جرش، وذلك باستخدام الأحجار القديمة، ولكن تعرضت هذه المدينة للتدمير بسبب زلزال قوته 749 ميلادية، مما جعلها غير صالحة للسكن، وهذا ما أفاد به الصليبيون عند وصولهم لهذه المدينة.

تم اكتشاف مدينة جرش في عام 1806 من قبل الماني يُدعى أولريش جاسبر سيتزن، حيث لاحظ وجود بعض الأطلال تحت الرمال، لكن التنقيب تأخر وبدأ فعليًا في عام 1925 وما زال مستمرًا حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى