الانسان

نصائح لتجنب العلاقات السامة

تتميز العلاقات الصحية بالاحترام والثقة والصدق المتبادل بين الأطراف، وقدرة كل طرف على الحفاظ على هويته الفردية. العلاقة السيئة أو العلاقة غير الصحية لا تتوافر فيها تلك المعايير والمكونات، بل يزداد فيها معدل الكذب وعدم الاحترام وقلة التواصل، وتصبح هناك ضغوط متزايدة لتغيير الشريك. يمكن أن تبدأ العلاقات بشكل صحي وسليم، ولكنها قد تتحول في بعض الحالات، لذا يجب عليك التعرف على العلامات الجيدة والسيئة وتقييم علاقتك منذ البداية، وتجنب دخول علاقة سامة.

نصائح تجنب العلاقات السامة

تعلم من ماضيك

من الممكن أن يكون لديك علاقات غير صحية في الماضي، لذا عليك التفكير في جميع العلاقات السابقة والتساؤل عن سبب انتهاء العلاقة وعدم التوافق. يمكنك تعلم الدروس من ماضيك وما حدث لك في السابق لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء.

ابدأ ببطء في العلاقات الجديدة

لا تتسرع في العلاقة عندما تلتقي بشخص لأول مرة، قد تشعر بأنه شريك جيد بالنسبة لك، ولكن انتظر وتعامل معه بشكل تدريجي وطبيعي، ولا تتكلم معه فجأة مرتين في اليوم، خاصة إذا كانت لديك خبرة سابقة بالعلاقات السيئة أو إذا كنت تفتقد شيئا في حياتك ترغب في ملئه. في هذا الوقت، حاول تعرف الشخص عبر الوقت وبشكل تدريجي، ولا تعتمد عليه في أي شيء في الوقت الحالي، وحاول تجنب اتخاذ القرارات المتهورة وضع كرامتك في المقام الأول لتجنب الوقوع في علاقة ضارة.

فكر بموضوعية

عند وجود مشكلة، يجب التفكير بطريقة موضوعية ومحايدة لإيجاد حل، وفي تجاربنا، لا يمكننا رؤية حياتنا بموضوعية، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالعواطف.

  • عندما تدخل في علاقة جديدة، يجب أن تستشير صديقًا مقربًا أو أحد أفراد الأسرة الموثوقين بهم للحصول على رأيهم، ويفضل أن يكون الشخص الذي تأخذ رأيه منطقيًا وموضوعيًا ويصب في مصلحتك، ولا يوافقك بسبب حبه لك أو يخالفك بسبب رغبته في إيذائك.
  • يساعد الحصول على رأي موضوعي ومحايد، سواء كنت أنت المصدر أو أحد الأشخاص القريبين منك، على زيادة نسبة نجاح العلاقة التي ستدخل عليها.

توقع ما هو إيجابي

فشلك في العلاقات السابقة لا يعني بالضرورة أنك ستفشل في علاقاتك المقبلة. عليك أن تدرك أن التفكير السلبي باستمرار يزيد من احتمالية الفشل. إذا كنت تفكر بشكل سلبي، فمن المحتمل أن يحدث لك شيء سلبي. لذا، عليك أن تتجنب الفكر السلبي وأن تركز على الإيجابية والتفاؤل، وسترسم لنفسك طريق النجاح.

  • قبل الدخول في علاقة، يجب عليك كتابة قائمة بالتوقعات الإيجابية، ويجب أن تكون هذه التوقعات واقعية، ويجب التفكير في ما سيسعدك في هذه العلاقة.
  • لا ينبغي عليك أن تتصرف كضحية، فأنت لست كذلك، فهذا يجلب لك بعض الاهتمام من الناس، ولكن هذا غير صحي، فالشعور الذي يشعر به الناس بالأسف لأجلك ليس شيئًا جيدًا، بينما يكون الشعور بالفرح والسعادة لأجلك أفضل بكثير

حدد ما الذي يرضيك

اكتشف شغفك وما يسعدك حقا كونهما الأساس الذي يدفعك إلى الاستمرار في العلاقة. حدد الأنشطة التي تجلب لك الراحة مع شريكك، ولا تركز على الجوانب السلبية. فكر في الجوانب الإيجابية وانصب اهتمامك على ما يرضيك بالفعل. قم بالتفكير الجاد واختر وقتا للتأمل. أكتب قائمة بما يخطر في ذهنك ورتبها حسب الأهمية. اعترض قائمتك وستجد فيها ما ترغب به وتحتاجه في أي علاقة، وستكون غير قادر على التنازل عنه. لكل شخص أولوياته الضرورية في شريك حياته. اطلع على الأسطر التالية وحدد أولوياتك فيها، وشكل علاقاتك الجديدة على هذا الأساس لتجنب الانخراط في علاقة سامة.

الانجذاب للشكل والجسد ليس حبًا

الجذب نحو الشكل والجسد وجمال الوجه أمر طبيعي، وقد يسيطر ذلك على التفكير ويؤثر على اتخاذ القرارات. قد تكون قصة حب حقيقية، ولكن يمكن أن تتحول إلى استغلال وفقدان الجانب الروحي والعاطفي. كم مرة انجذبت إلى شخص بملامح وجه جميلة وجسم رشيق، ولم تعجبك شخصيته وأسلوبه في التواصل. لذا، إذا كنت ترغب في علاقة صحية ومتوازنة، لا تجعل الشكل والجسد هما الأساس.

الحفاظ على الاستقلالية

لكل فرد هويته المستقلة، ويعتبر الاستقلال من أهم عناصر العلاقات الصحية. يجب أن تكون شخصا مستقلا في عملك وحياتك وعلاقاتك مع الآخرين، سواء كنت رجلا أو امرأة. فالاعتماد فقط على الشريك لأنه أسهل من بذل الجهد بنفسك يمكن أن يكون فكرة مرهقة لكلا الأطراف، ويؤدي إلى التعلق الشديد بالطرف الآخر وصعوبة التخلص منه مستقبلا. يمكن أن تتضح ضحايا راحتك على حساب تعلقك. لذا، إذا كنت تسعى للحفاظ على علاقة صحية وتجنب العلاقات السامة، يجب أن تحافظ على استقلاليتك.

  • يجب على الشخص الحفاظ على صداقه الحاليين وتخصيص وقت لهم، ولا ينبغي للشخص أن يحل العلاقة محل صداقاته الحالية، ويمكن للشخص الاعتماد على صديقه للحصول على الدعم.
  • يجب الاهتمام بالعلاقة مع الأسرة والحفاظ عليها، فبعض الناس لا يعتنون بالعلاقة مع الأسرة بعد الدخول في علاقة جديدة، وهذا غير صحيح، يجب أن تكون لديك حياة مستقلة مع شريكك، وليس أن يكون شريكك هو كل حياتك.

الاحترام هو الأساس

عندما تتعامل بإحترام متبادل مع شريكك، ستكون لديك فكرة عن مدى نجاح العلاقة على المدى البعيد. يجب أن يكون الاحترام أساس العلاقة، ولا يجب على أي من الطرفين أن يسيطر أو يتلاعب بالآخر. إذا لم تكن هناك نقطة احترام بينكما وبين شريكك المستقبلي، فلا تتردد في التعبير عن استيائك، وإذا لم يتغير الوضع، فعليك أن تفكر في إنهاء تلك العلاقة السامة.

الثقة والأمان

يجب أن يشعر كلا الطرفين بالأمان والراحة مع بعضهما، ولا يجب أن يشعر الشخص الآخر بالشك الدائم أو الخوف أو التردد في احتمالية الخيانة من الطرف الآخر.

  • لا ينبغي لأي من الأطراف أن يشعر بالخوف من الإيذاء أو العنف بأي شكل من الأشكال.
  • لا يجب أن يكون لديك خوف من تقلبات مزاج الطرف الآخر أو استخدامه لألفاظ غير محببة.

توفير الدعم للشريك

يجب أن يكون كل شخص في العلاقة قادرًا على دعم الآخر، وأيضًا على التعبير عن نفسه وآرائه دون القلق من الآثار السلبية.

لا يعد التعبير عن عدم إعجابك بشيء جريمة، ولا يعني دعم الآخرين التأييد الكامل لكل ما يفعلونه، فالنقد البناء يمكن أن يكون مفيدًا.

العلامات المبكرة للعلاقات السامة

من الممكن أن تكون في علاقة حالية سامة وغير صحية دون أن تشعر، لذا حاول أن تتعرف على العلامات المبكرة للعلاقات السامة وغير الصحية في المرحلة الأولى.

  • العلاقة المترابطة تتمثل في دعم أحد الشريكين للآخر في حالة ضعفه، دون وصفه بعدم النضج أو اللا مسؤولية، ودون إضافة أعباء غير واقعية على الشريك الآخر.
  • إذا كنت تريد معرفة ما إذا كنت في علاقة مترابطة، فستجد شريكك يصفك بصفات ليست حقيقية ولم يصفك بها أي شخص آخر. لذلك، يجب عليك أن تتخذ موقفًا من شريكك إذا كان يدعم فشلك ويضيف مسؤوليات ليست من حقك. إذا لم يتراجع عن ذلك، فعليك الابتعاد عن هذه العلاقة وإنقاذ نفسك من تأثيراتها السلبية.
  • يجب أن تكون العلاقات متوازنة، فإذا شعرت في حديثك مع شريكك في البداية أنه سينقذك من شيء ما أو أنت ستنقذه من شيء ما، فهذه ليست بداية جيدة.

هناك بعض النقاط الهامة التي يجب أن يضعها الشخص في اعتباره عند بدء علاقة جديدة، فإذا كان هناك تقصير في أي جانب من هذه النقاط، يجب عليك التحدث إلى شريكك حول المشكلة ومحاولة إصلاحها، وإذا لم يكن بإمكانه ذلك، فمن الأفضل عدم الاستمرار في هذه العلاقة، لأنها تعد علاقة سامة وغير صحية، وستنتهي في نهاية المطاف في يوم من الأيام، وتشمل علامات العلاقات السامة المبكرة، وضرورة أن تكون العلاقة متوازنة وصحية من البداية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى