متلازمة لامبرت إيتون
تسبب متلازمة لامبرت إيتون ضعف العضلات، ولذلك فهي تعرف باسم متلازمة الوهن العضلي. يتمثل المرض في الإصابة بنوع من الأمراض التي تهاجم الجسم المناعي مباشرة، مما يؤدي إلى ضعف جميع الأنسجة في الجسم.
ترتبط هذه المتلازمة بالاضطرابات التي تحدث بين العضلات والأعصاب مما يؤثر ذلك بشكل كبير على الخلايا العصبية التي تعمل على إرسال الإشارات إلى خلايا العضلات، حيث تم اكتشاف تلك المتلازمة لأول مرة في الفترة الزمنية ما بين الخمسينات والستينات، وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى طبيب الأعصاب إدوارد لامبرت ولي إيتون الذي قام بوصفها لأول مرة من ضمن مجموعة من الأطباء في روتشستر.
متلازمة لامبرت إيتون
يعمل هذا المرض على مهاجمة جهاز المناعة الذاتي للإنسان ويتسبب في تأثير سلبي على الأنسجة والخلايا العصبية. يؤثر على قنوات الكالسيوم الموجودة في النهايات العصبية، مما يؤدي إلى فقدان هذه القنوات وضعف العضلات، حيث تعمل هذه القنوات على تنشيط إطلاق المواد الكيميائية مثل الأستيل كولي.
عندما يصاب الإنسان بهذا المرض، يقل نسبة مادة أستيل كولين الكيميائية في العضلات الطبيعية بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على قوة تلك العضلات ويسبب تقلصها.
تسمى هذه المتلازمة بمتلازمة الوهن العضلي حيث يتم ضعف العضلات.
أسباب متلازمة لامبرت إيتون
في البداية يرجع السبب الرئيسي في الإصابة بتلك المتلازمة هو ضعف الجهاز المناعي، لذلك هناك نسبة كبير من مرضى هذه المتلازمة بنسبة قد تصل إلى حوالي من 50 إلى 60 بالمئة أن يكون السبب في ذلك هو الإصابة بسرطان في الرئة وتعلق الخلايا الصغيرة في الرئة وعلى الخلايا، وعندما يقاوم الجهاز المناعي تلك الخلايا السرطانية ويقوم بمحاربتها يتسبب ذلك أثناء تلك المكافحة في مهاجمة أيضاً النهايات العصبية ولكن بالتأكيد يحدث ذلك بدون قصد.
يحدث التداخل بين النهايات العصبية والخلايا السرطانية لأنهما يشتركان في بعض البروتينات، ولذلك يحدث تلك المتلازمة في العضلات.
توجد أيضًا بعض الحالات الأخرى التي تشكل السبب الرئيسي وراء المتلازمة، وتتراوح نسبتها بين 40 إلى 50%، ويتمثل السبب في أمراض المناعة الذاتية. ومن بين تلك الأمراض التي تؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة:
- التهابات الروماتويد التي تصيب المفاصل.
- الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي.
- الإصابة بداء السكري من النوع الأول.
- التعرض للذئبة.
أعراض متلازمة لامبرت إيتون
عندما يتأثر هذا الاضطراب بعض الأعراض ستظهر على العضلات والخلايا الخاصة بجميع أجزاء الجسم، ولذلك تبدأ الأعراض في الظهور، ومن بينها:
- الشعور بضعف شديد في عضلات الساق والورك.
- – يحدث عجز طبيعي في القدرة وصعوبة في الأداء.
- يمكن أن يصاب منطقة الذراعين والأكتاف بالضعف والوهن الشديد.
- تؤثر هذه المتلازمة أيضًا على العضلات المحيطة بمنطقة العين مما يسبب ضعفًا في الرؤية.
- تتأثر الجفون أيضًا بالوهن العضلي ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدلي الجفون للأسفل.
- تتأثر عضلات الوجه أيضًا، مما يتسبب في صعوبة البلع والمضغ وحتى التنفس بشكل مريح.
- تتأثر الأرجل بشكل كبير، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الحركة والمشي، خاصة عند صعود الدرج أو النهوض من الكرسي، كما يتعذر ممارسة الجري.
تُعدُّ هذه الأعراض السابقة من الأعراض الخفيفة، ولكن قد يزداد الأمر سوءًا وتظهر بعض الأعراض الخطيرة والتي تعد من الأعراض الأكثر شيوعًا، وتشمل:
- تؤدي انتفاخ الجهاز العصبي إلى خلل في وظائفه الخاصة.
- يؤدي هذا الخلل إلى انخفاض كمية اللعاب وجفاف الفم.
- يظهر تيبس العضلات بشكل واضح ويؤدي إلى عدم قدرة الفرد على التحكم.
- هذا العطل يؤثر أيضًا على الرجال ويؤدي إلى ضعف الانتصاب لديهم.
- يوجد احتمال كبير لإصابة نصف المرضى الذين يمارسون عادة التدخين بسرطان الرئة.
أنواع متلازمة لامبرت إيتون
هناك نوعان من هذه المتلازمة التي يمكن أن تصيب المريض، ولكنهما يختلفان حسب فئة عمر المريض والأسباب المؤدية للإصابة حسب جسم المريض.
الشكل الأول
تنجم الإصابة بتلك المتلازمة في النوع الأول بسبب الإصابة بسرطان الرئة الذي يظهر بسبب عدة عوامل مختلفة، ولكن يعد أهمها هو ممارسة التدخين على مدار سنوات طويلة من حياة المريض، حيث يحدث ذلك بعد تعرض الجهاز المناعي إلى الهجوم من قبل الخلايا السرطانية مما يعمل على مكافحتها ولكنه يصيب في تلك الفترة الجهاز العصبي.
يظهر هذا المرض عادةً للمرضى الذين تتراوح أعمارهم حوالي 60 عامًا، ويتم علاجه بمقاومة السرطان وتناول العلاج المناسب الذي يعمل على التعافي التدريجي من تلك المتلازمة.
الشكل الثاني
يبدأ الإصابة بهذا النوع من الأشخاص من عمر 35 عامًا، ويعود ذلك إلى العوامل الوراثية التي تضعف الجهاز المناعي الذاتي للمريض.
تشخيص حالات متلازمة لامبرت إيتون
عندما يشعر المريض بالضعف العضلي، فإنه يجب عليه الذهاب إلى الطبيب على الفور، وسيقوم الطبيب في هذه الحالة بإجراء فحص دقيق للحالة، حيث يفحص أنسجة العضلات ويتابع حركة المريض ويلاحظ ردود فعله.
للتحقق من تلك الأعراض وربطها بتلك المتلازمة، سيقوم الطبيب بطلب فحص دم شامل للأجسام المضادة فورًا.
كذلك يقوم بفحص العضلات والألياف بها وذلك عن طريق مراقبة حركتها ومشاهدة كيف تتفاعل مع عوامل التحفيز لها، وبيتم ذلك عن طريق الكشف بواسطة جهاز تخطيط كهربية العضلات حيث يقوم المعالج بإدخال إبرة صغيرة الحجم إلى العضلات ويقوم بتوصيلها بالمتر، ومن خلالها يقوم بقراءة العداد الواصل في الجهاز ومعرفة مقدار الاستجابة للعضلات.
هناك اختبار ثان يقوم به المعالج يمكن استخدامه لقياس سرعة التوصيل العصبي، وذلك عن طريق وضع ألواح كهربائية على عضلة رئيسة من الخارج على سطح الجلد، حيث تصدر الإشارات الكهربائية التي تحفز الأعصاب والعضلات، ويتم تسجيل مدى استجابتهما والنشاط العصبي الناتج عن التحفيز الكهربائي، ويمكن من خلاله قياس مدى تفاعل الأعصاب مع وسائل التحفيز الكهربائية.
علاج متلازمة لامبرت إيتون
عند إصابة الشخص بهذه المتلازمة، لا يمكن التخلص منها أو الشفاء منها نهائيًا، ولكن يجب على المريض الخضوع للرعاية الطبية لعلاج الأمراض الأخرى التي قد تصيب الجسم مثل سرطان الرئة.
لذلك يقوم الطبيب باتباع بعض الخطوات، والتي منها:
- يقوم الطبيب بحقن بعض الأجسام المهدئة الغير محددة مثل الجلوبيولين المناعي عن طريق الوريد، لتحفيز الجهاز المناعي.
- يمكن أن يوصي الطبيب أيضًا بفصل البلازما عن الدم الموجود في الجسم، وذلك عن طريق إزالة الدم من الجسم وفصل البلازما عنه للتخلص من الأجسام المضادة، ثم يتم إعادة البلازما مرة أخرى إلى الجسم.
- أحياناً يقوم الطبيب بوصف بعض العقاقير التي تعمل على تخفيف الأعراض التي تسبب الألم للجهاز العضلي، ولكن تعد الأدوية المستخدمة في علاج تلك الحالات من الصعب الحصول عليها بسهولة، خاصة أنه يصف الأدوية التي تحتوي على الميستينون مثل البيريدوستيجمين pyridostigmine والديامينوبيريدين diaminopyridine.