– يعتبر اضطراب مستوى ضغط الدم، سواء في حالة الارتفاع أو الانخفاض عن المعدل الطبيعي، من أخطر الاضطرابات الصحية التي يتعرض لها الإنسان، وقد تنتج عنه مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم الانتباه إليها جيدا ومراقبة مستوى الضغط بشكل مستمر للوقاية من أي ارتفاع أو انخفاض مفاجئ فيه، وبالتالي، يجب تجنب أي اضطراب صحي يمكن أن يصيب الشخص .
انخفاض ضغط الدم
يشير ضغط الدم المنخفض إلى القيم التي تقل عن 90/60، ويعتبر بعض الأشخاص أن الضغط المنخفض أقل خطورة من الارتفاع. ومع ذلك، فإن كلا الحالتين يحملان مخاطر معينة، ومن الضروري الالتزام بالتعليمات الطبية والخطط العلاجية للحفاظ على مستوى الضغط المناسب دون الارتفاع أو الانخفاض .
أسباب انخفاض ضغط الدم
يمكن أن يحدث انخفاض الضغط بسبب حالة مرضية مزمنة أو نقص في النظام الغذائي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف في الدورة الدموية وبالتالي انخفاض ضغط الدم .
إصابة الشخص بفقر الدم، وخاصةَ نقص الحديد الشديد، تُعدُّ من أحدِ أسبابِ انخفاضِ مستوى ضغط الدمِ عن المعدلِ الطبيعيِ، والذي يمكن أن ينخفض إلى ما دون 90/60 .
يمكن أن تكون الاضطرابات الهرمونية ونقص بعض الفيتامينات الهامة في الجسم ومشاكل في الغدة الدرقية سببا لحدوث ارتفاع ضغط الدم المزمن .
أعراض انخفاض ضغط الدم
تشمل أهم أعراض انخفاض ضغط الدم ما يلي:
- الشعور بالإجهاد والخمول .
- الرغبة في النوم .
- الدوار الشديد عن الوقوف .
- عدم القدرة على بذل مجهود أو القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
فحوصات وتحاليل انخفاض ضغط الدم
هناك مجموعة من الفحوصات الطبية والتحاليل التي يعتمد عليها للكشف عن السبب الحقيقي لانخفاض ضغط الدم لدى بعض المرضى عن المستوى الطبيعي، مثل:
اختبارات الدم
هناك مجموعة من تحاليل الدم التي يمكن أن تدل على سبب انخفاض الضغط مثل:
إجراء تحليل صورة دم كاملة للكشف عن وجود فقر الدم .
تحاليل الحديد ومخزون الحديد واختبار TIBC وغيرها من الاختبارات يمكن أن توضح إصابة الشخص بأنيميا نقص الحديد .
يجب تحليل مستوى السكر في الدم، لأنه رصدت بعض الحالات التي تسبب في انخفاض ضغط الدم لدى المرضى الذين يعانون من انخفاض في مستوى السكر في الدم، وهو عندما يكون مستوى الجلوكوز لديهم أقل من 70 مجم/ ديسيلتر .
فحوصات القلب
ومن بين أهم الفحوصات القلبية التي يمكن من خلالها اكتشاف أي خلل في عضلة القلب الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم هي:
-فحص تخطيط كهرباء القلب ايكو ECHO : هو اختبار يتم إجراؤه في عيادة الطبيب أو المركز الطبي، من خلال وضع بعض الأقطاب بواسطة لاصقات على الصدر والذراعين والأرجل، وتنقل تلك اللاصقات صورة عن الإشارات الكهربائية الخاصة بالقلب. يستخدم هذا الاختبار للكشف عن اضطرابات في نبضات القلب وتشوهات في القلب، بالإضافة إلى الكشف عن مشكلات في معدل وصول الدم والأكسجين إلى القلب .
-فحص مخطط صدى القلب : يعد هذا الاختبار أيضًا اختبارًا لفحص القلب ولكنه أكثر دقة من الاختبار السابق، حيث يوفر صورة تفصيلية عن بنية وظائف عضلة القلب، ويسهل التعرف على أي خلل بها بسهولة .
الاختبارات البدنية
تستطيع بعض الفحوصات البدنية أيضًا كشف أسباب انخفاض ضغط الدم، مثل:
-اختبار الإجهاد : يمكن تشخيص بعض اضطرابات القلب التي تسبب انخفاض ضغط الدم من خلال قياس معدل ضربات القلب في حالات الراحة. يطلب من المريض أن يسلك مشاية كهربائية ويبذل جهدا عاليا، وخلال ذلك يتم قياس معدل ضربات القلب وكذلك مستوى ضغط الدم أثناء الإجهاد والاسترخاء. يساهم ذلك في تحديد الحالة الصحية للمريض بدقة .
-دورات التنفس العميق : هذا اختبار آخر، يتم تعريض المريض فيه لعدة دورات من التنفس العميق، حيث يقوم المريض بأخذ نفس عميق وإفراغه بالكامل كما لو كان ينفخ في كيس أو شيء مماثل، ويتم خلال ذلك تقدير معدل نبضات القلب ومراقبة مستوى ضغط الدم أيضًا .
-اختبار الطاولة : هو اختبار يمكن من خلاله تقييم ضغط الدم في أوضاع مختلفة للجسم، وخاصة عندما يعاني المريض من انخفاض ضغط الدم الانبساطي أو انخفاض ضغط الدم العصبي. في هذا الاختبار، يستلقي المريض على طاولة مائلة مجهزة خصيصا، ويتم رفع الجزء العلوي لتحفيز الانتقال من وضعية النوم إلى وضعية الجلوس أو الوقوف. يتم تقدير الانخفاض في ضغط الدم الذي يتعرض له المريض في كل وضعية .
طرق تجنب انخفاض ضغط الدم
هناك مجموعة من الإرشادات التي يمكن من خلالها تجنب الإصابة بالانخفاض المزمن في ضغط الدم، ومن أهمها ما يلي:
يجب الحرص على قياس مستوى ضغط الدم بشكل دوري مرة كل شهر أو شهرين على الأقل، حتى وإن لم تظهر أعراض انخفاض الضغط، وذلك للوقاية من حدوث اضطراب في الضغط، سواء انخفاضًا أو حتى ارتفاعًا مفاجئًا .
في حالة ملاحظة أي انخفاض في مستوى ضغط الدم؛ يجب الرجوع إلى الطبيب المتخصص وعدم محاولة العلاج بشكل عشوائي؛ لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات الصحية .
أشار الأطباء إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستوى ضغط الدم، يجب عليهم رفع نسبة الملح في طعامهم إلى حد مناسب لا يؤدي إلى الأضرار، لأن ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم عن المعدلات الطبيعية قد يؤثر سلبًا على صحة عضلة القلب وعلى صحة الكلى .
يمكن أن يساعد الشرب الكافي للماء على مدار اليوم في زيادة حجم الدم، كما تساعد السوائل على حماية الجسم من الجفاف، وخاصة العصائر والمشروبات الطبيعية والماء. وبالتالي، يمكن تجنب الإصابة بانخفاض ضغط الدم وعلاج أي انخفاض في حال حدوثه .
العلاج الطبي لانخفاض ضغط الدم
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون نسبة انخفاض ضغط الدم كبيرة ومزمنة ولا تستجيب للوسائل الطبيعية لرفع الضغط، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية العلاجية التالية:
-دواء فلودروكورتيزون : هو دواء يزيد حجم دم المريض ويستخدم أساسا لعلاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي الذي يسبب الدوار والهبوط الحاد عند الوقوف
-أدوية أورفاتين : الميدودرين” هو مادة فعالة موجودة في بعض الأدوية العلاجية التي تستخدم لعلاج انخفاض ضغط الدم الانبساطي المزمن، حيث يعمل على توسيع الأوعية الدموية، وبالتالي رفع مستوى ضغط الدم
يمكن للبعض استخدام أدوية أخرى للتخلص من انخفاض ضغط الدم، مثل دواء إيفورتيل ودواء كوراسور، وهذه الأدوية متوفرة على شكل أقراص ونقط بالفم .
يجب متابعة أي اضطراب في مستوى ضغط الدم، سواء كان انخفاضًا أو ارتفاعًا، وعلاجه عبر خطة علاجية سليمة واكتشاف السبب الرئيسي لهذا الاضطراب، ومعالجته، وحماية المريض من أي مخاطر أو اضطرابات صحية محتملة بسبب اضطراب مستوى ضغط الدم .