يعتبر مرض السكري ناتجا عن اضطراب في نسبة سكر الجلوكوز في الدم، حيث يتجاوز الحد الطبيعي بشكل كبير. إنه واحد من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم، ويحدث ذلك بشكل خاص بسبب نمط الحياة والنظام الغذائي الغير صحي، كما هو الحال في حالات السكري من النوع الثاني، وقد يحدث أيضا بسبب بعض العوامل الوراثية كما هو الحال في السكري من النوع الأول .
متلازمة فرط الأسمولية السكري
تُعد متلازمة فرط الأسمولية السكري (وبالإنجليزية : متلازمة الارتفاع الشديد في سكر الدم هي حالة مرضية ناتجة أساسا عن ارتفاع مفرط جدا في مستوى الجلوكوز في الدم. إنها واحدة من أخطر الحالات المرضية، وتصيب دائما المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني بسبب أمراض عضوية معينة أو الإصابة بمضاعفات أخرى .
أشار العلماء إلى أن حدوث هذه المتلازمة يرجع في الأساس إلى ارتفاع نسبة السكر في دم المريض، وهو ما يجعل الجسم يعمل بجد للتخلص من الجلوكوز الزائد من خلال تصفية الكليتين وطرده عبر البول. ونلاحظ زيادة تردد زيارة المريض للحمام وزيادة عدد التبول في اليوم، والخطورة تكمن في أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل في الجسم والجفاف إذا لم ينتبه للحالة ويتم تقديم العلاج المناسب فورا .
أسباب متلازمة فرط الأسمولية السكري
من أهم أسباب حدوث فرط السكري من النمط الأول:
- عدم الحصول على العلاج المناسب لمرض السكري يؤدي إلى ارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بحالات خطيرة .
- تزيد الإصابة بالعدوى الشديدة وبعض الأمراض العضوية، بما في ذلك السكتات الدماغية والنوبات القلبية، من خطر الإصابة بها .
- بعض أنواع الأدوية العلاجية تقلل من فعالية هرمون الأنسولين في الجسم، وهذا الهرمون هو المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم .
- تحتوي بعض العقاقير الطبية على مواد مدرة للبول التي تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل في الجسم، مما يزيد من خطر الجفاف وارتفاع نسبة السكر في الدم .
- في حالة تشخيص السكري من النوع الأول أو الثاني، يجب على المريض الالتزام بالخطة العلاجية التي يوصي بها الطبيب، وإلا فقد يؤدي عدم الالتزام إلى تفاقم حالته الصحية .
أعراض متلازمة فرط الأسمولية السكري
تشمل الأعراض المميزة لهذه الحالة المرضية ودلالات الإصابة بها النقاط التالية:
- عندما تتجاوز نسبة السكر في الدم 600 مجم/ديسيلتر .
- التعرض إلى العطش الشديد وزيادة عدد مرات التبول .
- جفاف الفم والجلد والإصابة بأعراض الحمى .
- ارتفاع عدد مرات التبول .
- ظهور السكر في البول .
- يجب أن يكون لون البول أبيض وخاليًا من اللون الأصفر الطبيعي بشكل كبير .
- الإصابة بالارتباط والرغبة الدائمة في النوم .
- التشنج وتقلص العضلات .
- وجود مشكلة في التحدث أو الحركة .
- الشعور بالوهن وضعف العضلات .
- اضطراب معدل نبضات القلب .
- في حالات متأخرة ، يمكن للمريض أن يفقد بصره ويدخل في غيبوبة .
الأشخاص الأكثر عرضة للأسمولية السكرية
هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية، مثل:
تتضمن العوامل التي تؤثر على أداء وظائف القلب والجسم بشكل عام التعرض للأزمات القلبية، وخضوع الشخص لجراحة، وخاصة جراحات القلب، وحالات فشل القلب، والعدوى التي تصيب الجسم وتؤثر على أداء وظائفه الرئيسية .
عدم الحصول على كمية كافية من الماء يوميًا يزيد من احتمال إصابة المريض بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية، وخاصةً في حالة المسنين والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مثل الخرف بسبب عدم الانتباه المستمر لشرب الماء .
يمكن أن يسبب الإهمال الملحوظ في النظام الغذائي وعدم تناول العلاجات لمرض السكر المزمن إضافة إلى الإصابة بالمرض سببًا لفرط الأسمولية، وهو ارتفاع خطير في مستوى السكر في الدم يمكن أن يحدث لدى مرضى السكر المصابين بإهمال في العلاج .
كما أن الأشخاص الذين يعانون من قصر وظيفة الكلية أو ضعفها أو فشلها هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة .
تشخيص متلازمة فرط الأسمولية السكرية
يمكن للطبيب الاعتماد على بعض الاختبارات والفحوصات الطبية لتشخيص متلازمة فرط الأسمولية السكرية، مثل:
-اختبار الأسمولية في الدم : اختبار طبي يتم من خلاله تقدير نسبة السوائل في سيروم الدم، حيث تتراوح النسبة الطبيعية للسوائل خارج الخلية بين 280 إلى 290، ويتم ذلك لتحديد نسبة السوائل في الجسم .
-اختبارات وظائف الكلى : ومن بين هذه الاختبارات: اختبار نسبة الكرياتين واختبار البولينا، واختبار قياس نسبة النيتروجين الموجود في اليوريا BUN .
تشمل الفحوصات الطبية اختبار نسبة السكر في الدم، سواء كان السكر الصائم والفاطر أو التراكمي، وتقدير نسبة الصوديوم في الدم .
في هذه الحالة ، قد يقوم الطبيب أيضًا بتوجيه المريض لإجراء اختبار الأجسام الكيتونية .
يوصى بإجراء اختبار البول الكامل، وخاصة الفحص الكيميائي والظاهري والمهري، حيث يمكن لهذا الاختبار أن يعطي دلائل عن حالة مختلف أعضاء الجسم، وخصوصًا الكلى والجهاز البولي، ويمكن من خلاله تحديد وجود السكر أو الأجسام الكيتونية في البول .
– يمكن للطبيب في هذه الحالة اللجوء إلى اختبار مزرعة الدم الذي يؤكد أو ينفي وجود عدوى بكتيرية في الدم (إنتان الدم)، حيث أن تلك الحالة قد تكون أحد أهم عوامل الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية .
تشمل الفحوصات التي يمكن للطبيب اللجوء إليها في الحالات المتأخرة من المرض لتحديد تأثير ارتفاع مستوى السكر في الدم على المخ والقلب، إجراء فحص الأشعة السينية على منطقة الصدر، وتخطيط القلب الكهربائي، وإجراء أشعة مقطعية على المخ .
طريقة علاج فرط الأسمولية السكرية
طريقة علاج متلازمة فرط الأسمولية السكرية تختلف من حالة مرضية إلى أخرى، وذلك وفقًا للأسباب التي أدت إلى الإصابة بها، وعمومًا يتبع الأطباء خطة العلاج التالية:
-إرشاد المريض إلى الحرص على الإكثار من شرب المياه يوميًا بما لا يقل عن 2 لتر ؛ من أجل تعوض الفاقد الكبير في نسبة المياه بالجسم ، ولا سيما أن ذلك من شأنه أن يُساعد على ضبط مستوى السكر في الدم ، وضبط الدورة الدموية ومعدل التبول اليومي ، وسوف يترتب على ذلك بالطبع ؛ انخفاض في مستوى السكر بالدم .
يُمكن تزويد الجسم ببعض السوائل والبوتاسيوم عن طريق الحقن الوريدي بتناسب محدد ودقة شديدة، كما يتم خفض نسبة السكر في الدم من خلال الحقن الوريدي بالأنسولين، حيث يتم تسريع تأثيره على الجسم ووصوله إلى تيار الدم بشكل أسرع .
ويُذكر أن متلازمة فرط الأسمولية السكرية قد ينتج عنها بعض المضاعفات الصحية الخطيرة ، مثل : ارتفاع نسبة حموضة الدم ، تكون الجلطات الدموية ، وتورم أنسجة المخ نتيجة الوذمة الدماغية ، والدخول في غيبوبة ، وغيرهم من الاضطرابات الأخرى الخطيرة التي قد تؤدي إلى وفاة المريض ما لم يتم إسعافه بالطريقة العلاجية المناسبة في الوقت المناسب وبأقصى سرعة ممكنة .