الانتحار عند المراهقين
هناك بعض المراهقين الذين يكونون أكثر عرضة للانتحار من غيرهم، ويوجد العديد من المراهقين الذين يحاولون الانتحار ولديهم مشكلة أو اضطراب صحي. نتيجة لذلك، فإنهم لا يستطيعون التكيف مع الضغوط أو المشاكل التي يواجهونها مثل قبول الرفض، أو الفشل، أو الانفصال، أو الاضطراب الأسري، وقد لا يكونون قادرين أيضا على رؤية أنهم قادرون على تغيير حياتهم. لذلك، يختارون الانتحار كرد فعل دائم وليس حلا للمشكلة المؤقتة
اسباب ميل المراهقين للانتحار
– يشير هذا السطر إلى أن المراهقين قد يشعرون برغبة متزايدة في الانتحار بسبب بعض الظروف الحياتية مثل:
- أن يعاني من مشكلة نفسية مثل الاكتئاب
- فقدان صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة أو خلاف مع صديق مقرب.
- التعرض للعنف الجسدي أو الجنسي
- مشاكل إدمان الكحول أو المخدرات
- المشاكلُ الجسديَّةُ أو الطبيةُ، على سبيلِ المثالِ، الحملُ أو الإصابةُ بمرضٍ ينتقلُ جنسيًّا
- أن يكون المراهق ضحية للتنمر
- عدم التأكد من التوجه الجنسي
- التعرض لانتحار أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء
- تاريخ عائلي من اضطراب المزاج أو السلوك الانتحاري
دور مضادات الاكتئاب
معظم مضادات الاكتئاب تكون آمنة، ولكن إدارة الغذاء والدواء تتطلب تحذيرات صارمة لمضادات الاكتئاب، وهذه التحذيرات تطبق بشكل صارم على الوصفات الطبية
التحذيرات تجذب الانتباه إلى أن معظم الأطفال، والمراهقين واليافعين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 يمكن ان تكون لديهم زيادة في الأفكار الانتحارية أو السلوكيات بعد تناولهم الادوية المضادة للاكتئاب، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد البدء بتناول الدواء أو عند تغيير الجرعة
يجب معرفة أن مضادات الاكتئاب تقلل من خطر الانتحار على المدى الطويل عن طريق رفع وتحسين المزاج
العلامات على أن المراهق قد يكون انتحاريا
- الحديث أو الكتابة عن الانتحار، على سبيل المثال، يشمل استخدام عبارات مثل “سأنتحر” أو “لن أسبب لك مشكلة بوجودي بعد اليوم.
- الانسحاب أو العزلة الاجتماعية
- تغيرات مفاجئة في المزاج
- إفراط شرب الكحول أو إدمان المخدرات
- الشعور بفقدان الأمل في حالة معينة
- تتضمن التغيرات في الروتين اليومي، مثل نمط النوم أو الطعام
- القيام بأعمال خطيرة او مؤذية
- يتم التخلي عن الممتلكات والأشياء الخاصة عندما لا يكون هناك سبب يبرر الاحتفاظ بها
- يشير التغيير في الشخصية أو الانزعاج بسهولة أو القلق الشديد
دور الاهل في تجنب الافكار الانتحارية لدى المراهق
إذا كانت لدى والدي المراهق شكوك حول وجود أفكار انتحارية لديه، فيجب التحدث معه مباشرة، وعدم الخوف من ذكر كلمة الانتحار أو الحديث بشكل صريح عن الموضوع أمام الابن. فالحديث عن الانتحار لا يزرع الأفكار في ذهن المراهق، بل يساعد في توضيح الأمور
يجب التحدث مع الابن المراهق ومعرفة ما يشعر به في الوقت الحالي، ولا ينبغي التخلي عنهم في تلك الفترة، بل يجب طمأنتهم وإظهار مشاعر الحب لهم، ويمكن تذكير الابن المراهق بأنه يستطيع تجاوز المحنة الصعبة التي يمر بها، وأن والديه موجودون دائمًا لمساعدته
كما أنه من المهم طلب المساعدة الطبية للمراهقين واستشارة الطبيب. وعادةً ما يحتاج المراهقون الذين يشعرون بالانتحار إلى رؤية طبيب نفسي يمكنه مساعدة وعلاج الأطفال أو المراهقين الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية
يمكن للأهل أن يقوموا ببعض الخطوات لحماية ابنهم، مثل:
- معالجة الاكتئاب أو القلق: لا ينبغي أن ينتظر الأهل حتى يخبرهم الطفل المراهق بأنه يعاني من الاكتئاب، بل إذا بدا المراهق حزينًا ويعاني، يجب أنيتدخل الأهل ويقدموا المساعدة
- الانتباه: في حال كان المراهق يفكر في الانتحار، فمن الممكن أن يظهر عليه بعض العلامات التحذيرية، ويجب الاستماع لما يقوله ومراقبة سلوكياته، ولا ينبغي تجاهل العلامات الانتحارية والنظر إليها علىأنها أمور طبيعية تحدث في سن المراهقة
- تشجيع المراهق بالابتعاد عن العزلة: يجب تشجيع المراهق على قضاء وقت أطول مع أصدقائه أو أسرته
- التشجيع على أسلوب حياة صحي: يجب مساعدة المراهق على تناول طعام صحي وممارسة التمارين الرياضية والحصول على قسط كافٍ من النوم
- دعم الخطة العلاجية: في حال كان المراهق يتلقى علاجًا لعلاج سلوكه الانتحاري، يجب تذكيره بأنه سوف يشعر بتحسن بعد العلاج، وينبغي مساعدته على اتباع تعليمات الطبيب، وكذلك تشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي تعزز ثقته بنفسه
يجب أن نتذكر دائمًا أنه يمكن منع المراهق أو الشاب من الانتحار، فإذا شك الوالدين بأن ابنهم لديه أفكار انتحارية، يجب التحدث معه على الفور وطلب المساعدة
مساعدة المراهقين على التأقلم مع الفقدان
في حالة فقد الابن لأحد أفراد العائلة أو صديق أو زميل في الصف بسبب الانتحار، يجب في البداية التعرف على مشاعر الطفل. فبعض المراهقين قد يشعرون بالذنب بسبب انتحار شخص يعرفونه، لأنهم يعتقدون أنه كان بإمكان التدخل.
البعض منهم يستاء جدا لظنه أن الانتحار هو عمل أناني. البعض الآخر منهم لا يكون لديهم مشاعر قوية حول هذا الموضوع أو يشعرون لانهم لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به. يجب طمأنة الطفل بانه لا يوجد ما يسمى طريقة صحيحة أو خاطئة للشعور، وأن الوالدين سيكونون مستعدين دائما لسماع الطفل عندما يكون جاهزا
عندما يحاول أحد الأشخاص الانتحار وينجو، يكون بحاجة إلى التواصل مع الناس، ولكن الناس قد لا يشعرون بالارتياح للحديث عن تجربته الانتحارية، مع أن هذه الفترة تكون فيها الحاجة إلى الدعم والمساعدة
تتعامل العديد من المدارس مع حالات انتحار الطلاب عن طريق استدعاء مستشارين خاصين لمساعدتهم على التأقلم وتقديم الدعم النفسي، وإذا كان أحد الطلاب يعاني من حالة انتحار صديق له، فعليه أن يتحدث مع أشخاص بالغين يمكنهم المساعدة وتقديم الدعم الذي يحتاجه
الوالدين الذين فقدوا ابنهم بسبب الانتحار
من اجل الوالدين، فإن موت الطفل هو أكثر ألم لا يمكنهم احتماله. الوالدين الذين فقدوا ابنهم أو ابنتهم بسبب الانتحار، لا يمكنهم وصف ألمهم أو الحزن الذي يمروا به. على الرغم من أنه لا يمكن لهذه المشاعر ان تزول بشكل كامل أو تختفي، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض الخطوات للتعافي من الصدمة النفسية
- التواصل مع الآخرين: قد يكون الانتحار تجربة منعزلة للفرد وللعائلة، ويجب البحث عن أشخاص داعمين للتحدث عن الطفل والمشاعر التي يعيشها الشخص، لأنه في معظم الأحيان لا يدرك الأصدقاء كيفية المساعدة
- يجب أن يتم تذكير الجميع بأن كل شخص يواجه الحزن بطريقة فريدة من نوعها. يمكن للأطفال الآخرين، مثل الأخوة والأخوات، التعامل بشكل فردي مع حزنهم حتى لا يزيدوا أعباء والديهم بالقلق الزائد. ينبغي لأفراد العائلة أن يتواصلوا مع بعضهم البعض من خلال الدموع والغضب والصمت، ويجب البحث عن المساعدة عند الضرورة
- يجب أن نتذكر أن الاحتفالات بأعياد الميلاد والمناسبات السنوية والعطلات ستكون صعبة بدون وجود الطفل. يمكن أن يزيد الاحتفال والاستجمام من حزن الآباء والأمهات. في هذه الأوقات، يجب على الشخص القيام بما يراه مناسبا لراحته العاطفية، سواء كان ذلك بمحاطة نفسه بالأصدقاء والعائلة أو التخطيط لقضاء يوم هادئ يمكنه فيه أن يسترخي
- من الطبيعي أن يشعر الآباء والأمهات بالذنب أو يتساءلون عن سبب ما حدث، إلا أنه من الضروري فهم أنه قد لا توجد إجابات على معظم هذه الأسئلة. يستغرق الشفاء وقتًا ويأتي بعد أن يسامح الآباء أنفسهم وطفلهم الذي فقدوه