جبل موسى من الجبال التي لها شهرة كبيرة في شبه جزيرة سيناء ، وهو مُلقب بجبل سيناء أيضًا ، ويقع خلف دير سانت كاترين الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع ، والذي يعتبر أقدم دير مسيحي في المنطقة ، وجبل موسى من الأماكن التي لها قدسية حيث يُعتقد أن جبل موسى هو نفس المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر من الله عز وجل ، وبجانب قدسيته يعتبر واحد من أعلى الجبال في مصر .
بداية طريق الجِمال
الطريق الأكثر شيوعا هو طريق الجمال، وقد شيده نائب الملك المصري، عباس حلمي باشا الأول، في القرن التاسع عشر، وأطلق عليه اسم طريق عباس باشا تيمنا بالنائب الملكي، وبالإمكان للزوار الوصول إلى قمة جبل موسى عن طريق ركوب الجمال، ويقع هذا الطريق في الجهة الشرقية لدير سانت كاترين، وعند زيارة جبل موسى يجب أن يكون معك دليل لتتمكن من رؤية المزيد من المعالم السياحية وتجنب أي ازدحام .
تسلق جبل موسى
يوجد مناظر جبلية ووديان رائعة في محيط قمة جبل موسى، مما يجعل تسلقه تجربة تستحق الجهد والعناء، ويعد وقت شروق وغروب الشمس من أفضل الأوقات لتسلق الجبل بسبب قلة الزحام، ويتكون جبل موسى من الجرانيت ويبلغ ارتفاع قمته 2،285 مترًا .
للوصول إلى القمة، يمكن أن تتبع مسارين مختلفين، واحد منهما هو مسار الجمال، ويستغرق الصعود عبر هذا المسار حوالي 2.5-3 ساعات، أما المسار الآخر فيستغرق 3700 خطوة ويستغرق الصعود عبره حوالي 1.5-2 ساعة، ويستغرق النزول ساعة واحدة. يوصى بشدة باختيار هذا المسار لأنه ليس فقط هو الأجمل، ولكنه أيضا الأسرع وقد سلك من قبل الحجاج. بغض النظر عن المسار الذي تختاره، يجب عليك إحضار سترة لأن الرياح تهب بشدة في الأعلى .
مميزات جبل موسى
- تم وصف جبل موسى بأنه “محيط من الأمواج المتحجرة”، حيث يمكن للزائر في بعض الأحيان رؤية البلوز الضبابي .
- الحدود الشمالية والشرقية هي منطقة جبلية محاطة بالحواجز الدائرية البركانية المظلمة .
- يعتبر قمة جبل موسى مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين، وما زالت البدو تحترم هذا الجبل المقدس، ويقال إن مذبح كنيسة الثالوث المقدس بني فوق الصخرة التي أنزلت عليها ألواح الشريعة .
- في نهاية القرن الرابع، كانوا يمارسون العبادة في كنيسة تقع على قمة جبل موسى .
- في القرن السادس تحت إشراف الإمبراطور جستنيان، تم بناء كنيسة جديدة من البازيليكا، وكان بها ممران مصنوعان من الجرانيت المقطوع، وكانت هذه الكنيسة أكبر بكثير من الكنيسة الموجودة حاليًا .
- للأسف، تم تدمير الكنيسة في القرن الحادي عشر، بجوارها يوجد مسجد يضم بعضًا من كتل الكنيسة السابقة .
- تحت المسجد يوجد مغارة صغيرة تستخدم كمكان للصلاة، وكانت في السابق تستخدم كسرداب للكنيسة الأصلية .
مناطق الجذب في جبل موسى
حوض إيليا
هذا الحوض هو منطقة رملية مسطحة، تمتد بين الشمال من الجبل وجبل صفصافة وقمة الجبل. يحتوي على شجرة سرو تبلغ أعمارها آلاف السنين، وستة أشجار سرو صغيرة وشجرة زيتون تحيط بها بئر قديمة. تحت البئر، يوجد سد بيزنطي تم بناؤه أساسا لحماية الدير من الفيضانات وإعادة شحن الينابيع.
سلم التوبة وبوابة إيليا
تمتد سلالم التوبة إلى قمة الجبل في القرن الرابع، وتؤكد سجلات الدير أن السلم كان مكتملا في القرن السادس بواسطة راهب مجهول تحت رعاية الإمبراطور جستنيان، ويطلق البدو على هذا الطريق اسم “سكة سيدنا موسى”، وتوجد بوابة إيليا على مساحة مائة متر أسفل السلم، وهي عبارة عن نقش باهت حول الجزء العلوي من القوس، ويعتقد أنها تعود إلى القرن السادس .
بوابة شريف (باب الغفران)
في الماضي، كان الحجاج يعترفون بجميع خطاياهم عند هذه البوابة، وكانوا يصعدون إلى القمة لينالوا البركة من الرب والخلاص من الإله، واستمرت هذه الممارسة حتى ثمانينيات القرن التاسع عشر .
نابض سمعان
يقع نابض سمعان بين صخرتين كبيرتين من الجرانيت ويتميز بشجرة حور صغيرة وهو عبارة عن مقعد حجري يطل على نابض صغير يقطر محاطًا بحصائر من الطحلب والسرخس البكر، ويُقال ان هذا النابض هو المكان الذي عمد فيه القديس ستيفن اليهودي ، ووقتها عبروا بوابة شريفت وصعدوا إلى الجبل المقدس ، والآن نابض سمعان يعتبر ملوثًا ، وهناك عدة محاولات لتنظيفه واستعادته .
جبل لوزا ورأس صفصافة
جبل لوزا وجبل رأس صفصافة يتشكلان كتلة صخرية واحدة مع جبل موسى، وفي القمة يوجد عدد من الأحواض المتصلة بالوديان، ويوجد هناك العديد من الكنائس والحدائق والسدود والآبار التي يعود تاريخها إلى العصور البيزنطية، وأسهل طريقة للوصول إلى هذه الأماكن هي عن طريق حوض إيليا .
دير سانت كاترين
يقع دير سانت كاترين في قاعدة جبل موسى ، وأهم ما يميز هذا الدير هو حفاظه على التقاليد التي ترجع إلى العصر البيزنطي ، وكما نرى يحمل دير سانت كاترين اسم قديس اسُتشهد في مصر عام 307 بعد الميلاد ، ويضم هذا الدير العريق مكتبة بها ثاني أفضل مجموعة من المخطوطات في العالم بعد الفاتيكان مباشرة ، حيث يوجد بها 3500 مخطوطة و2000 مخطوطة أخرى هامة ، ومعظم هذه المخطوطات باللغة اليونانية ، وتم نسخها من قبل رهبان هذا الدير، وفي عام 1844 ، اكتشف العالم الألماني فريدريش فون تيشندورف مجلد خاص ، وتم اكتشاف أنه واحد من أقدم نسخ الكتاب المقدس.
سهل الراحة
ترتبط جبل موسى وسهل الراحة بواد يدعى وادي الدير، حيث يعتبر سهل الراحة المنطقة التي خيم فيها الإسرائيليون وتم صنع العجل الذهبي، وبالقرب من سهل الراحة يوجد قبر الشيخ هارون وكنيسة العجل الذهبي .
القمة
في قمة جبل موسى توجد كنيسة الثالوث الأقدس ، وأعيد بناء هذه الكنيسة في عام 1934 على أنقاض كنيسة من القرن الرابع إلى الخامس ، وتم تزيين الجزء الداخلي من الكنيسة بلوحات جدارية من حياة موسى ، وإلى الغرب من الكنيسة يوجد مسجد صغير بني في القرن الثاني عشر ، وتحت هذا المسجد يوجد الكهف التقليدي حيث قضى موسى 40 يومًا وظهر فيه الرب لإيليا .
شروق الشمس من الأعلى
إذا قمت بزيارة جبل موسى في أي وقت ، فبالتأكيد سيشمل البرنامج صعود الساعة 2 صباحًا فوق الجبل لمشاهدة شروق الشمس ، وإحدى الطرق لتجنب ذلك هي حمل خيمة وقضاء الليل على الجبل ، وسيكون النوم صعب بسبب الرياح والبرد ويصبح مستحيلاً عندما يبدأ السياح الصاخبون في الوصول قبل فترة طويلة من الفجر .