ما هي اضرار المماطلة
تعد المماطلة من أسوأ السلوكيات التي يمكن أن يتصف بها أي شخص، فبعض الأشخاص قد يعانون من مستويات عادية منها وسرعان ما يعودون إلى الطريق الصحيح، بينما يمكن أن تتسبب المماطلة لبعض الأشخاص في العديد من المشكلات وتسرق منهم عمرهم ووقتهم دون أن ينتبهوا لذلك إلا بعد فوات الأوان.
أضرار المماطلة
يُعد التسويف أو المماطلة من العادات السيئة التي يمكن أن تؤثر بشكل سلب على حياة الشخص الذي يتبعها، فهي قادرة على تدمير حياته بأكملها سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية، وحتى على المستوى الصحي البدني والنفسي.
وعلى الرغم من ذلك، يتبع هذا السلوك العديد من الأشخاص الذين لا يدركون مدى التأثير الضار الذي يسبب لهم، ومن الأمثلة الشهيرة على هذا النوع من السلوك هي:
- تأجيل زيارة الطبيب للاطمئنان على الحالة الصحية يمكن أن يؤدي إلى مفاجأة وجود مرض خطير كان يمكن علاجه بنسبة نجاح أكبر إذا تم الكشف عنه في وقت مبكر.
- تأجيل دفع الفواتير المختلفة أو سداد الديون حتى في حال توفر المال، يؤدي إلى زيادة المبالغ المستحقة نتيجة تطبيق غرامة التأخير أو إضافة رسوم أخرى.
- تأخير تسليم الأعمال المطلوبة حتى اللحظة الأخيرة قبل المواعيد النهائية للتسليم يؤدي إلى تقديم نموذج عمل غير متقن، مما يمكن أن يتسبب في خسارة المؤسسة أو فقدان العمل.
التسويف والتماطل يمكن أن يؤثران سلبًا على الشخص وحياته، فقد يؤدي إلى انطباع سلبي عن الشخص لمدى حياته، ويمكن أن يزيد من التوتر والضغط العصبي بدلاً من الراحة والمتعة التي قد يظن البعض أنها ستحصل عليها، على سبيل المثال
- سيواجه الشخص الذي يتساهل في العمل ضغطًا كبيرًا حتى ينجز المهام المطلوبة منه بأسرع وقت ممكن، حتى إذا كان الموعد النهائي لإنجازها بععيدًا، وفي هذه الحالة، سيصبح حتى الوظيفة المثالية كابوسًا مزعجًا، وبالتالي سيصبح من الصعب العثور على وظيفة مناسبة والاستمرار فيها لفترة طويلة.
- إذا تأخر الشخص المسؤول عن المهام والمسؤوليات المنزلية في أدائها، فسيزداد التوتر بين أفراد العائلة والشخص المسوؤل، وربما يصل الأمر إلى حد الصراع بينهم نتيجة لتذمرهم من التأخير في أداء المهام البسيطة.
التأثير السلبي للمماطلة
هناك العديد من التأثيرات السلبية للتماطل التي تفوق بكثير ما سبق وصفها، لذا يجب على أي شخص يرى في نفسه عادة التماطل أن ينتبه جيدًا ويعمل على التخلص منها، لأن تأثيرها السلبي على حياته يكون أسوأ بكثير مما يتصور، ومن بين التأثيرات السلبية الأكثر شيوعًا للتماطل:
انخفاض تقدير الذات
ينخفض احترام بعض الأشخاص لأنفسهم ، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى التماطل ، وهذا في الواقع يزيد الأمور سوءًا ، والحل الوحيد هو التعامل مع هذه المسألة بجدية.
عادةً، يواجه الشخص المفجوع العديد من الأسئلة التي تتعلق بقلة تقدير ذاته وضعف قدراته، والتي تحول دون قدرته على الانتهاء من مهامه بشكل جيد.
وفي الحقيقة انخفاض تقدير الشخص لنفسه يؤدي لتدمير حياته بأسرها، فحينما يشعر الشخص بأنه أقل من الجميع يدمر ثقته بنفسه ويفسد حياته، فالمماطلة تدمر الثقة بالنفس ببطء لكن بثبات. لذا بدلاً من الخضوع لها لابد من تركيز الشخص على بناء ثقته بنفسه وزيادة احترامه لذاته وتقديرها، حتى يكون قادر على إجبارها على تأدية المهام المطلوبة منها حتى وإن كان لا يريد القيام بها.
تدمير الحياة المهنية
بالتأكيد، الطريقة التي يتبعها كل شخص في عمله تؤثر بشكل كبير على نتائجه، وتؤثر أيضا على كفاءته وأدائه. التسويف في الواقع هو عائق يقف في طريق النجاح، حيث لا يمكن للمماطل أن يحقق تميزه عن الآخرين، وفي بعض الأحيان قد لا يتمكن من إنجاز المهام المكلف بها في الوقت المحدد، مما يعرضه ليس فقط للفشل، بل أيضا لخطر فقدان عمله.
حتى وإن تمكن الشخص المماطل من تأدية مهامه في الوقت المحدد لتسليمها، فعليه أن يحاسب نفسه ليعرف مدى التأثير الضار الذي يجنيه من التسويف والمماطلة في العمل ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تفويت العديد من فرص الترقية عليه والبقاء في مكانه لعدة سنوات دون أن يحقق تقدم واحد يذكر.
بدلاً من التأجيل والتسويف وعدم الانتهاء من العمل قبل المواعيد النهائية بوقت قصير، يجب على المماطل ألا يعرض حياته المهنية للخطر دون سبب، وأن يجبر نفسه على البدء في أداء المهام الموكلة إليه على الفور.
اتخاذ قرارات خاطئة
عندما يقرر الشخص تأجيل تنفيذ المهمة المطلوبة منه وإنجازها على الفور، فمن المؤكد أن القرارات التالية التي ستتخذها ستكون سيئة دون شك.
عندما يتردد الشخص في إنهاء المهمة المسندة له، فسيضطر إلى اتخاذ قرارات وفقًا لمعايير ربما لم تكن موجودة لولا التردد، مما يؤدي إلى اتخاذ القرار تحت الضغط في ظل الوقت المحدود.
عادةً ما تؤثر العواطف على قراراتنا ويؤثر التسويف في تلك العواطف، مما يتسبب في شعورنا بالضغط والتوتر والقلق، لذلك قد يؤدي اتخاذ القرارات في هذه الحالة إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر سلبًا على الحياة بشكل عام.
السمعة السيئة
عندما يتكرر الشخص وعوده بالقيام بشيء معين ولكنه لا يفي بوعوده، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى تأثير سلبي على سمعته، ولا يحب أي شخص الاستماع إلى وعود فارغة.
في هذه الحالة، سيفقد هذا الشخص ثقة الآخرين به، وربما يتوقفون عن الاعتماد عليه أو يتراجعون عن منحه المزيد من الفرص، بسبب القلق الذي يشعرون به تجاهه بسبب التأجيل والتسويف.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر هذا الأمر بشكل سيء على الثقة بالنفس، حيث يجعل تكرار التأجيل الشخص المماطل غير مفاجئ في تأجيله للمهام، ويصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة له لاختيار التأجيل في كل مرة.
إضاعة الفرص
يضيع الشخص العديد من الفرص التي تتاح له بسبب تماطله وتأجيله لاستغلالها في وقت لاحق، وعندما يدرك حقيقة هذا الأمر، يكون قد فات الأوان للاستفادة من تلك الفرص ولا يمكن التراجع عنها.
الفرص التي تمنحها الحياة تكون عادةً سبب رئيسي في تغيير حياة المرء بالكامل وقلبها رأساً على عقب، وعلى الأغلب لن تتكرر هذه الفرص مرتين فلا يوجد ضمان يؤكد هذا الأمر، لذا حينما يحصل أي شخص على فرصة عيلها أن يغتنمها جيداً بدلاً من الركون للمماطلة التي تضيع الفرص على صاحبها حتى ينفذ رصيد فرصه وينتهي به الأمر خاوي اليدين.
فقدان الوقت
الوقت هبة ثمينة من الله سبحانه وتعالى للجميع، والتردد والتماطل في استغلاله يضيعه بسهولة ويسر، دون أن يشعر الشخص بذلك إلا عندما يكون قد فات الأوان.
إحدى أسوأ الأمور التي يتعلق بها التسويف هي اللحظة التي يدرك فيها الشخص كم من الوقت أضاعه ولا يمكنه استعادته بالتسويف والتماطل. فكثير من الأشخاص يستيقظون ليجدوا أنهم قد أضاعوا سنوات عديدة من حياتهم دون أن يدركوا ذلك، وهذا الشعور سيء للغاية، فالوقت لا يمكن استعادته. ومع ذلك، فإن استيقاظ الشخص في وقت متأخر أفضل من الاستمرار في الغفلة والتماطل، وذلك للعودة إلى الوعي والنشاط.