صحة

داء البول القيقبي

داء البول القيقبي هو اضطراب وراثي استقلابي نادر. هذا الاضطراب يمنع الجسم من تحطيم بعض أنواع الحموض الأمينية ؛ الأحماض الأمينية هي ما يبقى في الجسم بعد أن يهضم الجسم البروتينات من الطعام الذي يأكله. الأنزيمات الخاصة تعالج الاحماض الأمينية حتى يصبح من الممكن استعمالها للقيام بوظائف الجسم.

عند وجود بعض الأنزيمات المعيبة أونقص بعض الأنزيمات، فإن الأحماض الأمينية ومنتجاتها الثانوية، والمعروفة باسم الأحماض الكيتونية، يتراكمون في الجسم. وعندما يرتفع مستوى هذه المنتجات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى:

  • التلف العصبي
  • الغيبوبة
  • ظروف مهددة للحياة

يعاني الجسم في مرض البول القيقبي من نقص الإنزيم المسمى BCKDC، وهذا الإنزيم يقوم بتحويل ثلاثة أحماض أمينية مهمة وهي الليوسين والإيزولوسين والفالين، والتي تسمى بالأحماض الأمينية ذات السلاسل المتفرعة. وتوجد هذه الأحماض في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والبيض والحليب

في حال عدم علاجه، يمكن لمرض البول القيقبي أن يؤدي إلى مشاكل عصبية وجسدية خطيرة. ويمكن التحكم في مرض البول القيقبي من خلال الحمية الغذائية، ويمكن مراقبة نجاح العلاج باستخدام فحوص الدم. ويزيد التشخيص المبكر والتدخل العلاجي من فرص حدوث نجاح طويل الأمد

أنواع داء البول القيقبي

يعرف داء البول القيقبي بعدة أسماء وهي:

  • عوز BCKD
  • عوز ديهيدروجيناز حمض سلسلة ألفا كيتو المتفرعة
  • بيلة حمض الكيتون المتفرعة السلسلة
  • بيلة كيتونية متفرعة السلسلة

هناك عدة أنواع من داء البول القيقبي، وجميعها تعتبر اضطرابات جينية وراثية، وتختلف حسب نشاط الإنزيم وشدة المرض والعمر الذي يظهر فيه المرض

داء البول القيقبي الكلاسيكي

هذا النوع هو الأكثر شيوعا وشدة للحالة المرضية. الشخص المصاب بداء البول القيقبي الكلاسيكي لديه نشاط أنزيمي قليل، ويمكن أن يكون معدوم، حوالي 2% فقط أو أقل من النشاط الطبيعي. الأعراض تكون واضحة عند حديثي الولادة. بداية الإصابة تظهر عندما يحاول جسم الرضيع معالجة البروتين في جسمه

داء البول القيقبي المتوسط

هذا النوع هو نوع نادر من داء البول القيقبي، وتختلف الأعراض والعمر الذي يظهر فيه الإصابة بشكل كبير. يتمتع الأشخاص المصابون بنوع الداء البول القيقبي هذا بمستوى أعلى من النشاط الإنزيمي مقارنة بالداء البول القيقبي الكلاسيكي، ويتراوح هذا المستوى بين 3 إلى 8% من النشاط الطبيعي

داء البول القيقبي المتقطع

هذا النمط لا يتدخل بالنمو الجسدي أو العقلي الطبيعي. الاعراض عادة لا تظهر حتى يبلغ الطفل عمر السنة أو السنتين. هذا النوع أخف شدة من داء البول القيقبي الكلاسيكي. الأشخاص المصابين يكون لديهم فعالية أنزيمية تتراوح بين 8 إلى 15% من الفعالية الطبيعية. غالبا ما يحدث رد الفعل الأولي عندما يعاني الطفل من الإجهاد او زيادة غير طبيعية في مستوى البروتين

داء البول القيقبي المستجيب للثيامين

غالبًا ما يتم علاج هذا النوع النادر من المرض من خلال تناول جرعات عالية من الثيامين، أو فيتامين ب-1، وعلى الرغم من أن الثيامين يكون مفيدًا، إلا أن القيود الغذائية قد تكون ضرورية جدًا في بعض الحالات، وتظهر الأعراض عادة بعد الطفولة

أعراض داء البول القيقبي

هناك بعض الأعراض المميزة لمرض البول القيقبي وهي:

  • الخمول
  • فقدان الشهية
  • خسارة الوزن
  • التهيج
  • يتميز بوجود رائحة سكر القيقب في البول وشمع الأذن والعرق
  • عدم انتظام نمط النوم
  • قد يحدث فرط التوتر (تصلب العضلات) ونقص التوتر (ضيق العضلات) بشكل متناوب
  • الصراخ عالي النبرة

تتضمن علامات داء البول القيقبي المتوسطة والمستجيب للثيامين ما يلي:

  • النوبات
  • القصور العصبي
  • تأخر في النمو
  • مشاكل في التغذية
  • نمو ضعيف
  • توجد رائحة سكر القيقب الخاصة في شمع الأذن والعرق والبول

عوامل خطر داء البول القيقبي

أشارت المنظمة العالمية للأمراض النادرة إلى أن مرض البول القيقبي يحدث بنفس معدل الانتشار لدى الذكور والإناث، وهو حوالي شخص واحد من كل 185,000 شخص

يعتمد خطر الإصابة بمرض البول القيقبي على ما إذا كان الأبوين حاملين للمرض. إذا كان كلا الأبوين حاملين للمرض، فقد يكون لدى الطفل فرصة الإصابة بهذا المرض

  • هناك فرصة بنسبة 25٪ لاصابة الشخص بمرض البول القيقبي بعد استقبال اثنين من الجينات المتحولة، الرقم 6264
  • يوجد فرصة بنسبة 50 في المائة لاستقبال جين معيب واحد فقط وأنيصبح الشخص حاملًا له
  • الفرصة تصل إلى 25 في المئة لاستقبال جين عادي واحد من كل من الوالدين

إذا كان لدى الشخص جينين طبيعيين لـ BCKDC ، فلا يمكن نقل المرض للأولاد، عندما يحمل كل من الأوبين نسخة من الجين المتنحي BCKDC، فمن الممكن أن يصاب أحد الأطفال بهذا المرض بينما لا يصاب الأولاد الأشقاء. على أية حال، فإن الأطفال لديهم نسبة خمسين بالمئة أن يكونوا حاملي للمرض بسبب الاهل، ويمكن أيضا أن ينجبوا طفلا مصابا بداء البول القيقبي

أسباب داء البول القيقبي

داء البول القيقبي هو اضطراب جيني متنحي. جميع أشكال المرض هي أشكال موروثة، وتحدث الأنواع الأربعة لداء البول القيقبي بسبب طفرات أو تغيرات في الجين المرتبط بالإنزيم BCKDC. عندما تكون هذه الجينات معيبة، فإن الإنزيم BCKDC لا ينتج بشكل جيد ولا يعمل بشكل صحيح أيضا. تكون هذه الطفرات الجينية موروثة على الصبغيات التي يرثها الشخص من والديه .

عادة، والدي الطفل المصاب بداء البول القيقبي لا يكونوا مصابين بهذا المرض، ولكنهم يملكوا فقط نسخة من الجين الطافر ونسخة طبيعية من الجين المتعلق بداء البول القيقبي، أي على الرغم من انهم يحملوا الجين الطافر، إلا أنهم لا يكونوا متأثرين به، الإصابة بداء البول القيقبي يعني أن المريض قد ورث الجين المعيب من أجل BCKDC من كلا أبويه

تشخيص داء البول القيقبي

يعد الكشف المبكر عن داء البول القيقبي لدى الأطفال حديثي الولادة أمرًا ضروريًا لمنع الأضرار طويلة الأمد. وفي الحالات التي يكون كلا الوالدين حاملين للمرض، ويتبين أن الطفل غير مصاب به، يجب إجراء فحوصات إضافية للتأكد من النتائج ومنع بدء الأعراض

عندما تبدأ الأعراض في الظهور، يتم تشخيص داء البول القيقبي عن طريق تحليل البول أو الفحص الدموي. يمكن أن يكشف تحليل البول عن وجود كميات مرتفعة من الأحماض الكيتونية، ويمكن أن يكشف الفحص الدموي عن ارتفاع كمية الأحماض الأمينية. يتم تأكيد تشخيص داء البول القيقبي من خلال تحليل الإنزيمات في كريات الدم البيضاء أو خلايا البشر

مضاعفات داء البول القيقبي

يمكن أن تكون مضاعفات مرض البول القيقبي الذي لم يتم تشخيصه أو علاجه شديدة جدًا أو حتى قاتلة، حتى أطفال الذين يتلقون العلاج قد يواجهون مشاكل شديدة تسمى أزمات التمثيل الغذائي

تحدث هذه الأزمات عندما يرتفع مستوى BCAAs في الجسم، وإذا لم يتم علاجها، فقد تؤدي إلى أذى خطير في الأعصاب والجسم

عادة ما يشار إلى أزمة التمثيل الغذائي من خلال:

  • التعب الشديد أو الخمول
  • فقدان اليقظة
  • التهيج
  • التقيؤ

علاج داء البول القيقبي

في حالة تشخيص الطفل بداء البول القيقبي، يمكن أن يؤدي العلاج المناسب إلى تفادي المشاكل الطبية والإعاقة الذهنية، ويتضمن العلاج الأولي تخفيض مستويات BCAAs في دم الطفل.

غالبًا ما يتم إعطاء الأحماض الأمينية في الوريد التي لا تحتوي على BCAAs، مع الغلوكوز لزيادة السعرات الحرارية. يمكن أن يعزز هذا العلاج الاستفادة من اللوسين والأيزولوسين والفالين في الجسم، وفي الوقت نفسه، سيقلل من مستوى BCAAs ويمنح البروتين اللازم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى