عمليات انقاص الوزن
صار الحديث عن جراحات السمنة هذه الآونة كثير لاعتقاد الكثيرين ممن يرغبون بالتخلص من الوزن الزائد بأنها الحل السحري الأسهل الذي سيساعدهم على تحقيق هذا الهدف، لكن في الواقع جراحات السمنة لها مجموعة من الضوابط والدوافع التي توجب إجرائها من عدمه، كما أنه لها عدة أنواع مختلفة وما لا يعرفه الكثيرين هو وجود مخاطر صحية لها أيضاً.
أنواع عمليات إنقاص الوزن
هناك عدة عمليات تساعد الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد على فقدان الوزن، وتشمل بعض العمليات الأكثر شيوعًا ما يلي:
تبديل مسار الإثني عشر
تتضمن هذه العملية جراحتين، الأولى هي عملية تكميم المعدة، والثانية هي تغيير مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية ومجرى الإثني عشر.
تعتمد هذه العملية على تقليل حجم الطعام الذي يمكن للمريض تناوله، بالإضافة إلى تقليل معدل امتصاص العناصر الغذائية، وعلى الرغم من فعاليتها في فقدان الوزن، فإنها تحمل عددًا من المخاطر، مثل نقص معدل الفيتامينات والتعرض لسوء التغذية.
تكون الفئة الملائمة لإجراء هذه العملية هم أصحاب الوزن الزائد
- إذا كان الشخص يعاني من السمنة المفرطة، فقد يساعد على فقدان الوزن بشكل كبير.
- يشمل المصابون بأمراض التمثيل الغذائي الحادة، مثل مرض السكري ومرض الضغط المرتفع.
- على الرغم من اتباع النصائح الطبية المتعلقة بالتغذية والمكملات الغذائية وإجراء فحوص ما بعد العملية بانتظام، فإنه لا يزال هناك خطر على تعرضهم لسوء التغذية.
تحويل مسار المعدة
تساعد عملية تحويل مسار المعدة على تقليل كميات الطعام التي يمكن للمريض تناولها في الوجبة الواحدة، وفي الغالب هي من العمليات التي لا يمكن إصلاحها. يقوم الجراح بقطع الجزء العلوي من المعدة بشكل مستقيم ويفصله تماماً عن باقي المعدة، ومن ثم يقوم بوضع كيس أو جيب صغير يتسع لكمية قليلة من الطعام، ومن ثم يقوم بإجراء قطع في الأمعاء الدقيقة ويقوم بتوصيلها بالجيب الذي تم تركيبه بدلاً من المعدة وبذلك ينتقل الطعام مباشرة منه للأمعاء.
يتخطى الطعام تبعاً لعملية تحويل المسار معظم المعدة بالإضافة لأول جزء من الأمعاء الدقيقة، ويصل بدلاً من ذلك للجزء الأوسط من الأمعاء المتصل بالجيب، وبذلك يتناول المريض كميات أقل من الطعام ويستهلك جسده سعرات حرارية أقل. أما عن الأشخاص ممن تصلح لهم هذه العملية أكثر من غيرهم فهم:
- في حالة مرضى الارتجاع الحاد، تتحسن أعراضهم عادةً بعد إجراء عملية تحويل مسار المعدة.
- يساعد الأشخاص الذين يعانون من زيادة في مؤشر كتلة الجسم على فقدان الوزن الزائد بشكل أفضل.
- غالبًا ما يتحسن مستوى السكر بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بشكل حاد بفضل هذه العملية.
تكميم المعدة
تعد عملية تكميم المعدة واحدة من أشهر عمليات إنقاص الوزن، وتتضمن استئصال ما يقرب من 80% من حجم المعدة الكلي، ويترك جزء من المعدة على شكل أنبوب. وبذلك يتعذر على المريض تناول كمية كبيرة من الطعام بسبب قلة قدرة المعدة على استيعاب كميات كبيرة، وبالإضافة إلى ذلك، تعمل عملية التكميم على تقليل كمية الهرمون المسؤول عن الشهية والتحكم بها، مما يقلل الرغبة في تناول الطعام.
يتميز هذا النوع من العمليات بتطلب وقت أقل للبقاء في المشفى مقارنة بالعمليات الأخرى، كما أنه يساعد على فقدان الوزن بشكل كبير من دون الحاجة إلى تغيير مسار الأمعاء، والفئة المرشحة لإجراء هذه العملية هم
- يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية تهدد حياتهم، مثل مرضى القلب أو الرئة، أو الذين يخضعون لعمليات زرع أو التبرع بالأعضاء، وقت التخدير اللازم لهم أقل ووقت الشفاء أقل.
- في حال وزن الشخص أكثر من 200 كجم، يتراكم الدهون في البطن ويقلل من قدرة الجراح على تغيير مسار الجهاز الهضمي، وبدون مساحة كافية للحركة، قد لا يتمكنوا من تجاوز المعدة، ولذلك يُفضل إجراء عملية تكميم معدة بدلاً من تغيير مسار الجهاز الهضمي.
- بالنسبة للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الدوائي للأمراض النفسية، فإن عملية تحويل المسار تحد من قدرة المعدة على امتصاص الأدوية، وبالتالي لا يمكنهم الخضوع لعمليات التحويل، والخيار الأفضل بالنسبة لهم هو عملية التكميم.
مخاطر عمليات إنقاص الوزن
لعمليات إنقاص الوزن، مثل أي عملية جراحية أخرى، هناك عدد من المخاطر الصحية المحتملة على المدى البعيد أو القريب. ويمكن أن تتضمن مخاطر الجراحة لإنقاص الوزن الآثار الصحية السلبية على المدى القصير
- الإصابة بعدوى.
- حدوث نزيف حاد.
- الإصابة بجلطات دموية.
- يعاني المريض من مشاكل تتعلق بعملية التنفس أو القلب.
- وقوع تسرب في الجهاز الهضمي.
- حدوث رد فعل عكسي من التخدير.
- في بعض الحالات النادرة تحدث وفاة.
يمكن أن يتعرض المريض للمخاطر الصحية على المدى البعيد بعد إجراء أي عملية لإنقاص الوزن، والتي تختلف حسب نوع الجراحة، وتشمل:
- إصابة المريض بانسداد في الأمعاء.
- يعرض المريض للإصابة بمتلازمة الإغراق، التي تتسبب في الدوار أو الإسهال أو الغثيان أو الاحمرار.
- تكون حصوات في المرارة.
- قد يتعرض المريض للإصابة بالفتاق.
- نقص معدل معدل السكر في الدم.
- تعرض المريض لسوء التغذية.
- الإصابة بالقرح.
- التقيؤ.
- إصابة المريض بارتجاع حمضي.
- حاجة المريض لإجراء عملية أخرى.
- في بعض الحالات النادرة تسبب الوفاة.
نتائج عمليات إنقاص الوزن
توجد العديد من النتائج المتعددة المتوقعة من عمليات فقدان الوزن، بما في ذلك:
- التخلص من الوزن الزائد.
- الحفاظ على وزن الجسم في متوسطه الطبيعي على المدى البعيد.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد على تحسين العديد من الحالات الصحية التي يتسبب فيها زيادة الوزن عادةً، مثل:
- أمراض القلب.
- مرض ارتفاع ضغط الدم.
- انقطاع النفس النومي.
- النوع الثاني من مرض السكري.
- التهاب الكبد الدهني الغير كحولي.
- آلام المفاصل.
- داء الإرتجاع المعدي المريئي.
تساهم جراحات السمنة في تحسين القدرة على أداء الأنشطة اليومية، وبالتالي تحسين نوعية الحياة بشكل عام.
الحياة بعد عمليات إنقاص الوزن
بعد إجراء أي عملية إنقاص وزن، لا يمكن للحياة العودة إلى مسارها الطبيعي على الفور، ولذلك يجب على المريض الاهتمام بمجموعة من الأمور الهامة لضمان نجاح العملية والتخلص من الوزن الزائد بفعالية، وتجنب المضاعفات الخطيرة، ومن بين هذه الأمور التي يجب على المرضى الانتباه إليها:
- بعد العملية، لا يُسمح للمريض بتناول الطعام لبضعة أيام، ويتم تغيير نظامه الغذائي لمدة عدة أسابيع بحيث يتناول السوائل والأطعمة اللينة قبل العودة لتناول الطعام العادي، وذلك لمنح الجهاز الهضمي فرصة للشفاء.
- خلال الأشهر الأولى للعملية، يجب على المريض إجراء فحوصات طبية متكررة وزيارة الطبيب في مواعيد محددة للتأكد من تقدم العملية بشكل صحيح وسليم.
- بعد التعافي من العملية، ينصح المريض بالبدء في ممارسة التمارين الرياضية والمداومة عليها بانتظام.
- ينبغي للسيدات تجنب الحمل بعد إجراء أي عملية إنقاص وزن لمدة تتراوح بين اثني عشر وثمانية عشر شهرًا، وهذا يتوقف أيضًا بالنسبة للسيدات.