ما هي متلازمة بروغادا
تسبب هذه المتلازمة اضطرابات خطيرة في معدل ضربات القلب، والتي يمكن أن تؤدي إلى أعراض خطيرة قد تكون قاتلة، ولذا فإن الإصابة بهذه المتلازمة تعتبر من بين الأمراض الخطيرة التي تؤثر على الإيقاع الطبيعي لعضلة القلب. إنها أيضا من الأمراض النادرة والخطيرة التي قد تصيب فردا واحدا فقط من بين عشرة آلاف شخص في جميع أنحاء العالم. هناك أبحاث تشير إلى أنه قد يكون لها صلة بالوراثة، ولكن عند الإصابة بتلك المتلازمة، يجب الذهاب إلى الطبيب فورا لطلب الرعاية الصحية وتجنب تفاقم الأزمة التي قد تؤدي إلى الموت، وذلك منذ بداية ظهور الأعراض الخاصة بها.
أسباب متلازمة بروغادا
من الطبيعي أن ينبض القلب بإيقاع حدده الله سبحانه وتعالى، كذلك يفترض أن تنتقل الكهرباء من البطين العلوي إلى البطين السفلي ويعد هذا هو المسار الطبيعي له، ولكن في حالة الإصابة بهذه المتلازمة يتغير الإيقاع الطبيعي لبطينا القلب، مما يعمل على العمل بالمسار المعكوس له من الأسفل إلى الأعلى.
عند تغيير مسار القلب عن المسار الطبيعي، يؤدي ذلك إلى عدم انتظام معدل ضربات القلب البطيني، مما يؤدي إلى الإصابة بالرجفان البطيني وتسارع القلب. وفي حالة الإصابة بهذا المرض، يؤدي ذلك إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل طبيعي إلى باقي أجهزة الجسم، وهذا يعني أن الشخص الذي يعاني من هذا المرض قد لا يستطيع العيش بشكل طبيعي. ومن الممكن أن يؤدي هذا المرض إلى الوفاة في أي وقت أو حتى الإغماء.
انواع متلازمة بروغادا
في معظم الحالات المصابة بتلك المتلازمة، يعود السبب ربماإلى العامل الوراثي، وتنقسم هذه المتلازمة إلى نوعين:
متلازمة بروغادا للعامل الوراثي
تعود بعض حالات الإصابة بمتلازمة داون إلى عوامل وراثية، وذلك من خلال الطفرات الجينية التي يمكن أن تورث من أحد الوالدين أو تحدث نتيجة طفرات جينية جديدة، وهناك العديد من الطفرات الجينية المرتبطة بحدوث هذه المتلازمة.
يعتبر جين SCN5A هو المسؤول عن الإصابة بمتلازمة بروغادا بشكل شائع، ولذلك يوجد بعض الأبحاث التي تؤكد أن الأشخاص المصابون بمتلازمة بروغادا لديهم طفرة في هذا الجين بنسبة قد تصل إلى 30%.
يتمثل أهمية هذا الجين في أنه يتحكم في إنتاج بروتين معينة، وهي الأيونات الصوديوم، التي تلعب دورًا هامًا في النشاط الكهربائي داخل عضلة القلب، وتؤدي إلى معدل نبضات القلب.
ومع طفرة جين SCN5A، لا يمكن للقلب أن يؤدي وظيفته بشكل صحيح حيث لا توجد ضربات منتظمة.
لا يعتبر هذا الجين هو المسؤول الوحيد عن الإصابة بالمتلازمة، حيث يمكن أن تكون هناك طفرات جينية أخرى تؤثر على عمل أيونات الصوديوم أو القنوات الأيونية الهامة المسؤولة عن نقل الكالسيوم والبوتاسيوم إلى عضلة القلب لتحقيق وظيفتها بشكل صحيح.
متلازمة بروغادا المكتسبة
لا يجب أن تكون الطفرات الجينية هي السبب الوحيد في الإصابة بهذا المرض، ولكن قد يكون السبب شيء آخر مثل:
- يتم تعاطي بعض الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو علاج ضربات القلب.
- الأدوية التي تعالج التوتر والاكتئاب.
- وجود اختلال واضطرابات الكهارل.
- من الممكن أيضاً أن يكون سبب ذلك تعاطي المخدرات، وخاصة الكوكايين.
أعراض متلازمة بروغادا
هناك بعض الحالات التي تظهر عليها علامات خاصة بهذه المتلازمة، وقد يكون الأشخاص غير مدركين بأنهم يعانون من هذه المتلازمة حتى يبدأ ظهور الأعراض تدريجيا، وذلك لأنها تشبه بشكل كبير أعراض اضطرابات وظيفة القلب، ولكنها قد تتفاقم بسرعة خاصة في حالة الجفاف أو الإصابة بالحمى، بالإضافة إلى أن الأعراض قد تزداد سوءا بسرعة عند تناول المخدرات أو بعض العقاقير التي تؤثر على اضطرابات مختلفة وعند وجود انقطاع في التوازن الكهربائي.
ومن ضمن هذه الأعراض:
- يشير ضيق التنفس إلى عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، حتى يصل المريض إلى اللهث خلال فترات الليل.
- الشعور بدوار الرأس الشديد.
- الإصابة بالنوبة القلبية بشكل مفاجئ.
- الشعور بخفقان في القلب.
- يُلاحظ عدم انتظام معدل ضربات القلب.
- يمكن أن يؤدي هذا إلى فقدان الوعي والإغماء.
مدى خطورة متلازمة بروغادا
يعود سبب تطور الأمر وخطورته إلى عدة عوامل، منها:
- يمكن أن يكون العامل الوراثي أحد الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات المرضية، وذلك في حالة وجود سجل مرضي في العائلة.
- يمكن أن يكون الجنس أحد الأسباب التي تزيد من خطورة الإصابة ببعض الأمراض، على الرغم من أنها يمكن أن تصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن نسبة الإصابة بعض الأمراض تكون أكبر بين الرجال.
- هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن هذه المتلازمة تصيب بنسبة أكبر الأشخاص الذين ينتمون إلى أصل آسيوي.
- تزداد عوامل الخطورة أيضًا في حالات الإغماء أو لمن يعاني من مشاكل سابقة في القلب، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تم نجاتهم مؤخرًا من سكتة قلبية مفاجئة.
علاج متلازمة بروغادا
لذلك، يجب الذهاب إلى الطبيب على الفور في حال ظهور تلك الأعراض أو الإصابة بانخفاض في وظيفة القلب لتلقي العلاج المناسب، بدلاً من تفاقم الأمر والوصول إلى حد الإغماء أو توقف القلب عن العمل بشكل صحيح.
أما بالنسبة لعلاج تلك المتلازمة، فهو إلى الآن لم يتم الوصول إلى علاج نهائي يعالج الإصابة بها، ولكن يتم تناول العلاجات التي تعمل على تقليل حدة الأعراض التي تظهر على المريض وتهدد حياته بالخطر، ومن ضمن تلك العلاجات التي تدخل نطاق التجريب، وهناك المزيد من الأبحاث حولها، مثل:
- يمكن تحسين أداء القلب بشكل طبيعي عن طريق تناول الأدوية المناسبة التي تساعد على ذلك، ومن بين هذه الأدوية يوجد دواء يسمى Quinidine.
- يتم زرع جهاز مزيل الرجفان تحت طبقة الجلد في منطقة الصدر، حيث يعمل على تحفيز عودة النبضات القلبية إلى حالتها الطبيعية عن طريق إرسال إشارات كهربائية إلى القلب، وذلك في حالة عدم قيامه بوظيفته الأساسية بشكل صحيح
- يمكن أن تتسبب هذه الأجهزة في مضاعفات حادة في الجسم عند حدوث صدمات شديدة عندما لا يقوم القلب بوظيفته بشكل صحيح، وبالتالي فإنها لا تستخدم إلا في حالات محددة وخطيرة جدًا.
- يتم تطبيق العلاج باستخدام الترددات اللاسلكية، وذلك من خلال تمرير تيار كهربائي بطريقة معينة يعمل على تدمير المناطق التي تعيق قيام القلب بوظيفته الطبيعية ضمن الإيقاع المحدد له.
- كذلك من الممكن أن يعمل المريض على تغير نمط الحياة الطبيعي له، وذلك من خلال عدم استخدام الأدوية التي تعمل على علاج الحمى، والحفاظ على ترطيب الجسم من خلال تناول السوائل بكثرة في حالة التعرض للإسهال أو القيء الشديد، بالإضافة إلى أنه يجب عدم تناول العقاقير التي تزيد من حدة الأعراض بالجسم وتعمل على خلل في وظائف القلب.