ما هي الهوية الرقمية
تحظى الهوية الرقمية بالعديد من المزايا، مثل إمكانية التحقق من المعرفات الرقمية عبر القنوات الرقمية، بالمقارنة مع أشكال التحقق الورقية مثل رخص القيادة وجوازات السفر وبطاقات الضمان الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للهوية الرقمية أن تسهم في توفير وصول أوسع للخدمات الحكومية وتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والدول. ولكن ما هي التقنيات المطلوبة لاستخدام الهوية الرقمية؟ .
الهوية الرقمية
الهوية الرقمية (بالإنجليزية: الهوية الرقمية هي مجموعة من المعلومات المتعلقة بكيان ما تستخدمها أنظمة الكمبيوتر لتمثيل كيان خارجي، ويمكن أن يكون هذا الكيان شخصا أو مؤسسة أو تطبيقا أو جهازا. يعرف المعيار “ISO / IEC 24760-1” الهوية الرقمية على أنها مجموعة من الخصائص المرتبطة بالكيان. ووفقا لمنهج “Feher” الأكاديمي، تشير الهوية الرقمية إلى مجموعة البيانات الرقمية التي يقوم المستخدمون والأنظمة الرقمية بإنشائها .
تسمح المعلومات الواردة في الهوية الرقمية بتقييم ومصادقة مستخدم يتفاعل مع نظام عمل على الويب، دون مشاركة العاملين البشريين ؛ كما تتيح الهويات الرقمية إمكانية وصولنا إلى أجهزة الكمبيوتر والخدمات التي تقدمها لكي تعمل بشكلٍ آلي علاوة على تمكن أجهزة الكمبيوتر من التوسط في العلاقات .
يشير مصطلح الهوية الرقمية إلى بعض الجوانب المتعلقة بالهوية المدنية والشخصية التي نشأت بسبب استخدام واسع النطاق لمعلومات الهوية لتمثيل الأشخاص في صيغة رقمية مقبولة وموثوقة في أنظمة الكمبيوتر .
معايير الهوية الرقمية
تستخدم الهوية الرقمية عادة بطرق يتم فيها ربط بيانات الأشخاص المخزنة في أنظمة الكمبيوتر بالهويات المدنية أو الوطنية. وأصبح استخدام الهويات الرقمية شائعا الآن لدرجة أن العديد من المناقشات تشير إلى “الهوية الرقمية” باعتبارها المجموعة الكاملة من المعلومات الناتجة عن نشاط الشخص عبر الإنترنت .
تتضمن هذه المعلومات أسماء المستخدمين وكلمات المرور وأنشطة البحث على الإنترنت وتاريخ الميلاد والضمان الاجتماعي وسجل الشراء، وخاصةً عندما تكون هذه المعلومات متاحة للجمهور وغير مجهولة الهوية، ويمكن استخدامها من قبل الآخرين لتحديد هوية هذا الشخص المدنية .
في هذا المعنى الأوسع، تمثل الهوية الرقمية نسخة أو جانبًا من الهوية الاجتماعية للشخص، ويمكن الإشارة إليها أيضًا باسم الهوية عبر الإنترنت مع هوية ذات سيادة (SSI)، حيث يملك المستخدم إنشاء والتحكم في معرفات فريدة وبعض المرافق لتخزين بيانات الهوية .
تعد الآثار القانونية والاجتماعية للهوية الرقمية معقدة وصعبة، ومع ذلك فهي نتيجة بسيطة للإنتشار المتزايد لأجهزة الكمبيوتر والحاجة إلى تزويدها بالمعلومات التي يمكن استخدامها لتحديد العوامل الخارجية .
أهمية الهوية الرقمية
يمكن للهوية الرقمية أن تمكن عددًا أكبر من الأشخاص من المشاركة في الاقتصاد والحصول على وصول أكبر إلى السلع والخدمات، بالإضافة إلى تقليل حالات الاحتيال، وعند التركيز على التقنيات الرقمية، فإن ذلك يؤدي إلى إجراءات أكثر كفاءة وسرعة .
يقدر البنك الدولي أن هناك ما يقرب من مليار شخص يفتقرون إلى الهوية القانونية من بين 7.6 مليار شخص في العالم، وفقا لشركة الاستشارات `ماكينزي`. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حوالي 3.4 مليار شخص يمتلكون هوية قانونية ولكن لديهم قدرة محدودة على استخدامها رقميا. وهناك أيضا 3.2 مليار شخص يمتلكون هوية قانونية ويشاركون في الاقتصاد الرقمي، ولكنهم غير قادرين على استخدام معارفهم بسهولة .
يمكن للهوية الرقمية مساعدة جميع هذه المجموعات من خلال منحهم هوية قانونية تسمح لهم بالمشاركة بكفاءة في الاقتصاد الرقمي، وبالإضافة إلى تمكينهم اقتصادياً وزيادة مشاركتهم في الاقتصاد عبر الإنترنت، ومن بين مزايا الهوية الرقمية الأخرى:
الصيرفة غير المصرفية
ما يقرب من 1.7 مليار شخص يفتقرون إلى الخدمات المالية، ولكن باستخدام الهوية الرقمية يمكنهم فتح حسابات مصرفية وإيداع وسحب الأموال، مما يسمح لهم بالمشاركة في التجارة .
زيادة الناتج المحلي الإجمالي (GDP)
يمكن للبلدان التي تطبق الهويات الرقمية أن تصل إلى قيمة اقتصادية تتراوح بين 3 في المائة و13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الـ 11 المقبلة ؛ في الأسواق الناشئة حيث توجد إمكانية للمزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى تدريب عن بعد ، يمكن أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط 6 في المائة
في الأسواق الأكثر نضجًا، يؤدي مستوى أعلى من الضمان إلى دفع الفوائد، ويمكن لهذه الأسواق أن تشهد نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 3 في المائة و 4 في المائة .
تقليل الأعمال الورقية الحكومية
يمكن للقطاع العام توفير 110 مليار ساعة من خلال تقليل الوقت الذي يستغرقه معالجة الأوراق وإنجاز العمليات اليدوية الأخرى .
إعداد العملاء بشكل أسرع
يمكن تقليل عدد العملاء المسجلين بنسبة 90% إذا تم استخدام المعرفات الرقمية بدلاً من إجبار الأشخاص على ملء النماذج الورقية .
تقليل الاحتيال
يمكن أن يقلل استخدام الهويات الرقمية الاحتيال العالمي بمقدار 1.7 تريليون دولار؛ وفي الولايات المتحدة يمكن تقليل الاحتيال بمقدار 56 مليار دولار .
تكنولوجيا استخدام الهوية الرقمية
يتم استعمال التكنولوجيا اللازمة للهويات الرقمية حاليا، وتشمل ذلك الاتصال بالإنترنت والهواتف الذكية التي تحتوي على أجهزة استشعار حيوية. ووفقاً لما ذكرته ماكينزي، يتصل بالإنترنت حوالي 4 مليار أشخاص، ويوجد أكثر من ربع مليار متصل بالإنترنت خلال الـ 12 شهرًا الماضية .
أصبحت الهواتف الذكية التي تحتوي على مستشعرات بيومترية شائعة جدًا الآن، ويستخدم الناس هذه التقنية للتحقق من صحة الهوية، وتم اكتشاف أن الأشخاص يفضلون استخدام القياسات الحيوية بدلاً من كلمات المرور لفتح هواتفهم الذكية .
تطورات الاقتصاد والتكنولوجيا يمكن أن تجعل الهويات الرقمية خيارا للمزيد من الأشخاص، حيث انخفض سعر الهواتف الذكية المزودة بأجهزة استشعار حيوية بنسبة 27 في المائة من عام 2010 إلى عام 2017، وفقا للبنك الدولي. وفي نفس الوقت، توقع البنك الدولي أنه بحلول العام الحالي (2020)، ستكون هناك حوالي 4.8 مليار جهاز بهويات رقمية، مما يزيد من أهمية تقنيات التحقق من الهوية والهواتف المحمولة .
قبل استخدام الهويات الرقمية
قبل استخدام الهويات الرقمية، يجب مراعاة بعض النقاط مثل:
الأمان
يتوقع الأشخاص أن تتم تخزين هوياتهم الرقمية والمعلومات الحساسة المتضمنة لعناوين المنازل وتواريخ الميلاد والقياسات الحيوية بشكل آمن .
الاستخدام
يجب أن تكون الهوية الرقمية سهلة الاستخدام حيث إذا وجد الناس أنها مرهقة للغاية ، فلن تكون محبذة لهم! يرغب الأشخاص في تجربة سريعة وسلسة ويمكن إجراؤها عادةً باستخدام التكنولوجيا الخاصة بهم ، وبالنسبة لمعظم الناس والسهولة تعني السماح لهم باستخدام هوياتهم الرقمية مع هواتفهم الذكية والقياسات الحيوية .
التحقق من الهوية بمستوى عالٍ
يجب إنشاء تحقق من الهوية الرقمية وضمان سلامتها بمستوى عالٍ من التأكيد؛ حيث يمكن للناس أن يشعروا بالثقة في استخدامهم للهوية الرقمية وخلقها .
البلاغات الرقمية
يُستخدم مصطلح الهوية الرقمية في المجال الأكاديمي للبلاغة الرقمية للإشارة إلى الهوية كـ `بناء بلاغي` ؛ حيث يتعلق الخطاب الرقمي بكيفية تشكيل الهويات أو التفاوض عليها أو التأثير عليها أو تحديها في البيئات الرقمية المتطورة باستمرار .
فهم المواقف البلاغية المختلفة أمر معقد في الأماكن الرقمية، ولكنه أمر مهم للتواصل الفعال، حيث يرون بعض العلماء أن قدرة الأفراد على تقييم المواقف البلاغية ضرورية لبناء هوية مناسبة في ظل ظروف بلاغية متنوعة، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن فصل الهويات المادية والرقمية، وتشكل القدرات البصرية تمثيلا للهوية المادية في الأماكن الرقمية .
وبخصوص الجدل في أن ما نقوم به على الإنترنت الآن يتطلب أن يكون هناك مزيد من الاستمرارية – أو على الأقل سيولة – بين أنفسنا عبر الإنترنت وخارج الإنترنت ، فإنه عند وضع الهوية الرقمية في البلاغة ، فإن العلماء ستهتم بكيفية المشكلات من العرق والجنس والوكالة والسلطة تتجلى في المساحات الرقمية .
بعض النظريين الراديكاليين افترضوا أن الفضاء الإلكتروني سيحرر الناس من أجسادهم ، ويطمس الخطوط بين الإنسان والتكنولوجيا ، ولكن افترض علماء آخرون أن هذا الاتصال “غير المجسد” يمكن أن يحرر المجتمع من التمييز على أساس العرق أو الجنس أو الطبقة ؛ والأكثر من ذلك أن بناء الهوية الرقمية مرتبط أيضًا بالشبكة ، ويمكن ملاحظة ذلك من ممارسات شركات إدارة السمعة التي تعمل على إنشاء هوية إيجابية ، بحيث تظهر حسابات الشركة أو الحسابات الشخصية أعلى في محركات البحث المختلفة .
تعد الهوية الرقمية هي الشبكة أو الإنترنت المكافئ للهوية الحقيقية لشخص ما أو كيان (مثل شركة أو وكالة حكومية) عند استخدامها لتحديد الهوية في الاتصالات أو المعاملات من أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الهواتف المحمولة أو الأجهزة الشخصية الأخرى ، والتي يعد استخدامها ميزة كبيرة في عصرنا الرقمي الآن .